سورة الحجر / الآية رقم 47 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَأٍ مَّسْنُونٍ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلُومِ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغَاوِينَ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ العَذَابُ الأَلِيمُ وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ

الحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ (46) وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (47) لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ (48) نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ (50)} [الحجر: 15/ 45- 50].
نزلت هذه الآية: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45)} فيما أخرجه الثعلبي عن سلمان الفارسي: أنه لما سمع قوله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43)} فرّ ثلاثة أيام هاربا من الخوف، لا يعقل، فجيء به للنّبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فسأله فقال: يا رسول الله، أنزلت هذه الآية: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43)} فوالذي بعثك بالحق، لقد قطّعت قلبي، فأنزل الله: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45)}.
وأما آية: {وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} فنزلت في أبي بكر وعمر، اللذين كانا بين قبيلتيهما بني هاشم وبني عدي عداوة وغلّ الجاهلية. وهذا في شأن الدنيا.
هذه الآيات تصوّر لنا مصير المتّقين، وهم الذين اتّقوا عذاب الله ومعاصيه، وأطاعوا أوامره، واجتنبوا نواهيه، فلم يتأثروا بوساوس إبليس، جزاؤهم أنهم في جنّات، أي بساتين ذات ثمار دائمة، وظلال وارفة، وتتفجر من حولهم عيون هي أنهار أربعة: من ماء، ولبن، وخمر غير مسكرة، وعسل مصفى، دون تنافس عليها.
ويقال لهم من الملائكة: ادخلوا هذه الجنات سالمين من الآفات، آمنين من كل خوف وفزع، ولا تخشوا من إخراج ولا انقطاع ولا فناء.
ويتفضّل الله على عباده المتّقين، فينزع كل ما كان في صدورهم في الدنيا من حقد وعداوة، وضغينة وحسد، حالة كونهم إخوانا متحابّين متصافين جالسين على سرر متقابلين، لا ينظر أحدهم إلا لوجه أخيه، ولا ينظر إلى ظهره، فهم في رفعة وكرامة وطمأنينة ومحبة. ونزع الغل والحقد في الآخرة: إنما يكون بعد استقرارهم في الجنة، كما جاء في بعض الأحاديث.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال الله فيهم: {وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ}.
ومن أفضال الله ورحمته أيضا أنه لا يصيب المؤمنين في الجنات تعب ولا مشقة، ولا أذى لأنه لا حاجة لهم إلى السّعي والتّعب في جلب المعايش، لتيسير كل ما يشتهون أمامهم دون جهد.
وهم كذلك ماكثون في الجنات، خالدون فيها أبدا، لا يخرجون منها، ولا يحوّلون عنها.
جاء في الحديث الثابت: «يقال: يا أهل الجنة، إن لكم أن تصحّوا فلا تمرضوا أبدا، وإن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبّوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تقيموا فلا تطغوا أبدا».
وتتلخص هذه النّعم والمنافع بثلاثة أشياء: الاطمئنان والتكريم، والصفاء من الشوائب المؤذية مادّيا ومعنويا، والدوام والخلود بلا زوال. ولابدّ أن يعلم الناس أن الله سيجازي بالمغفرة والرحمة، كما يجازي بالعذاب، فقال: {نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ (50)}.
أخرج الطبراني عن عبد الله بن الزبير قال: مرّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم بنفر من أصحابه يضحكون، فقال: «أتضحكون، وذكر الجنّة والنار بين أيديكم»، فنزلت هذه الآية: {نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ (50)}.
أي أخبر يا محمد عبادي أني ذو مغفرة ورحمة، وذو عذاب أليم. وهذا جمع بين مقامي الرجاء والخوف، فالله تعالى يستر ذنوب من تاب وأناب، فلا يفضحهم ولا يعاقبهم، وإنما يرحمهم فلا يعذّبهم بعد توبتهم، وهذا يشمل المؤمن الطائع والعاصي.
والعذاب المؤلم الشديد الوجع لمن أصرّ على الكفر والمعاصي، ولم يتب منها. وهذا تهديد وتحذير من اقتراف المعاصي، بعد الوعد بالجنة، لمن آمن وتاب وعمل صالحا.
قصة ضيف إبراهيم عليه السّلام:
يتلقّى الأنبياء عليهم السّلام الوحي عن ربّ العزة إما بواسطة جبريل عليه السّلام، وإما بالرّؤيا الصادقة في النوم، وإما عن طريق ملائكة مع جبريل يأتون بصفة بشر، يتعرّف عليهم النّبي بعد حوار وسؤال وجواب ليعرف حقيقة القادمين عليه. وهذا التنويع في إنزال الوحي إيناس للنّبي، وتسهيل عليه في معرفة الحكم أو الخبر الإلهي. ومن هذه الأحوال مجيء وفد من الملائكة، بصفة ضيوف على إبراهيم الخليل عليه السّلام، يتراوح عددهم بين ثلاثة واثني عشر ملكا، منهم جبريل عليه السّلام لتبشير إبراهيم في سنّ الكبر بغلام عليم، ولإخباره بإهلاك قوم لوط، ولوط ابن أخي إبراهيم عليهما السّلام. وصف الله تعالى هذه الضيافة بقوله:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال