سورة الحجر / الآية رقم 98 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ

الحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحل




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)} [الحجر: 15/ 94- 99].
نزلت آية: {إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95)} كما أخرج البزار والطّبراني عن أنس بن مالك قال: مرّ النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم على أناس بمكة، فجعلوا يغمزون في قفاه، ويقولون: هذا الذي يزعم أنه نبي ومعه جبريل، فغمز جبريل بأصبعه، فوقع مثل الظفر في أجسادهم، فصارت قروحا حتى نتنوا، فلم يستطع أحد أن يدنو منهم، فأنزل الله: {إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95)}.
صبر النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم كثيرا على أذى قومه وعداوتهم، ولكن الله تعالى الذي أمره بإنذار هؤلاء الجاحدين، وهدّدهم بالحساب العسير، أمره بعدئذ بالجهر بتبليغ دعوته للجميع، ومواجهة المشركين دون أي تحسّب من أذى أو صدود، أو تخوّف منهم، فإن الله عاصمه وحافظه منهم. وما عليه إلا الإعراض عن زمرة صناديد المشركين الذين يريدون الصّدّ عن آيات الله تعالى. وهذا لون من المهادنة.
ثم أعلم الله تعالى نبيّه أنه كفاه المستهزئين به من كفار مكة ببوائق ومهالك من الله أصابتهم، لم يسع بها محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، ولا تكلف فيها مشقّة. وكان المستهزئون العتاة خمسة نفر: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسود بن المطلب، أبو زمعة، والأسود بن عبد يغوث، والحارث بن قيس من خزاعة وأمّه غيطلة.
وكان هؤلاء المستهزئون مشركين، فوصفهم الله بقوله: {الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96)} أي إنهم الذين يتّخذون إلها آخر مع الله، زورا وبهتانا، فيشركون به من لا يضرّ ولا ينفع، فسوف يجدون عاقبة أمرهم، ومآل شركهم، ومصير كفرهم. وهذا تهديد ووعيد لهم بسوء المصير، لعلهم يرتدعون، ويؤمنون بالله الواحد الأحد.
ثم واسى الله نبيّه عما يصيبه من أذى المشركين، فأوحى إليه: إنا لنعلم يا محمد أنك تتأذى من سخرية المشركين وشركهم، ويحصل لك ضيق صدر وانقباض، فلا يمنعك ذلك عن إبلاغ رسالة ربّك، وتوكّل عليه، فإنه كافيك وناصرك عليهم، ولا تأبه بما يقولون، فإن صاحب الرسالة يتجاوز العقبات، ولا يأبه بالصّعاب مهما كانت قاسية.
وتقوية لنفس النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم وتعزيز صلته بربّه، أمره الله بمواظبة السّجود والعبادة التي هي الصلاة والأذكار، من تسبيح وتحميد وتهليل، فذلك كفيل برفع المعنويات، وثبات القلب، وقوة العزيمة، ومواصلة الجهاد الدّعوي إلى الله وحده، والأمر بمتابعة العبادة حتى يأتيه اليقين، أي الأمر المتيقّن وقوعه وهو الموت، وهذه الغاية معناها مدة الحياة.
ولقد ذكر الله من أجزاء الصلاة: حالة القرب من الله تعالى وهي السجود، فهو أكرم حالات الصلاة وأجدرها بنيل الرحمة.
جاء في الحديث الثابت الذي رواه الإمام أحمد: «كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم إذا حزبه أمر صلّى».
أي فزع إلى الصلاة عند اشتداد الأمر، وهذا منه عليه الصّلاة والسّلام أخذ بهذه الآية.
وتدلّ الآية على أن علاج ضيق الصدر، وتفريج الهموم والكروب والمصائب: هو التسبيح، والتقديس، والتحميد، والإكثار من الصلاة، روى الإمام أحمد عن ابن عمار أنه سمع رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «قال الله تعالى: يا بن آدم، لا تعجز عن أربع ركعات من أول النهار، أكفك آخرة».
إن الصلاة تقوّي الصّلة بالله، وتعزّز الإيمان واليقين، وتزرع في القلب الطمأنينة والسكون: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} [إبراهيم: 14/ 40].




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال