سورة النحل / الآية رقم 1 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ

الحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحل




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (2)} [النّحل: 16/ 1- 2].
سبب نزول هذه الآية: أن المشركين كانوا يستعجلون ما أوعدهم الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم من قيام الساعة، أو إهلاك الله تعالى إياهم، كما فعل يوم بدر استهزاء وتكذيبا، ويقولون: إن صحّ ما يقوله، فالأصنام تشفع لنا، وتخلّصنا منه، فنزلت. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: لما نزلت: {أَتى أَمْرُ اللَّهِ} ذعر أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتى نزلت: {فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} فسكنوا.
موضوع الآية الأولى: {أَتى أَمْرُ اللَّهِ}: إعلان أن الأمر الموعود به، وهو قيام الساعة، متحقّق حادث لا محالة، وأنه تعالى منزه عن الشريك والولد، فهو إله واحد لا شريك له. وموضوع الآية الثانية: {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ}: الإخبار بأن نزول الوحي بوساطة الملائكة، والتّنبيه على التوحيد الذي هو منتهى كمال القوة العلمية، والأمر بالتقوى الذي هو أقصى كمال القوة العملية، وأن النّبوة عطاء إلهي محض. والمراد من قوله سبحانه: {لا إِلهَ إِلَّا أَنَا} معرفة الحق لذاته، وأما المراد من قوله تعالى: {فَاتَّقُونِ} فهو معرفة الخير لأجل العمل به.
لقد استعجل الكفار المشركون ما وعدوا به من قيام الساعة أو نزول العذاب بهم استهزاء وتكذيبا بالوعد، فقيل لهم: {أَتى أَمْرُ اللَّهِ} قال فيه جمهور المفسرين: إنه يريد القيامة، وفيه وعيد للكفار. وعبّر عن وقوع القيامة بلفظ الماضي أَتى على جهة التأكيد أي للدلالة على التّحقق وثبات الأمر كأنه لوضوحه والثقة به وقع، وصار من الأحداث الماضية. ولم يكن هناك استعجال إلا ثلاثة أمور: اثنان منها للكفار في القيامة والعذاب، والثالث للمؤمنين في النصر وظهور الإسلام.
والمعنى: لما لم تقع القيامة بنحو سريع كما أخبر النّبي المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم قومه المشركين، نسبوه إلى الكذب، فأجابهم الله تعالى: قد حصل أمر الله وحكمه، ووجد من الأزل إلى الأبد، وتحقّق بنزول العذاب، إلا أن تنفيذ الأمر بإقامة القيامة لم يحصل، لأن الله تعالى خصّص له وقتا معلوما بمقتضى علمه وحكمته وإرادته.
وهذا الخبر يتضمن تهديدا للكفار على كفرهم، وإعلاما لهم بقرب العذاب والهلاك.
فما عليكم أيها الناس إلا أن تؤمنوا بوجود الله ووحدانيته، سبحانه وتعالى عما يشركون، أي تنزه الله، وتعاظم عما ينسبون له من الولد والشّريك، وعبادة الأوثان والأنداد، وهذا إبطال لما عقدوا عليه الآمال من شفاعة الأصنام، فهو وهم خادع وسراب فارغ.
وعليكم أيضا أيها البشر ألا تستعجلوا القيامة، ولا تكذبوا النّبي ووعده ولا تستهزئوا بما قال، فإن نبوّة النّبي ثابتة يقينا، والله تعالى ينزل الملائكة بالروح من أمره، أي بالوحي المأمور به، على من يشاء من عباده الذين اصطفاهم واختارهم للرسالة وهم الأنبياء والرسل، ولا يكون نزول الوحي إلا بأمر الله تعالى، وأنه يحصل بوساطة الملائكة. ومهمة الرّسل إنذار الكفار وإعلامهم بأنه لا إله إلا الله، فهو الإله الواحد الذي لا شريك له ولا ندّ ولا نظير، فاتّقوا أيها الناس عقاب الله، ومخالفة أمره، وعبادة غيره.
لقد أجابت هاتان الآيتان عن شبهات ثلاث للمشركين: قيام الساعة، ونزول العذاب، والشّرك والشّركاء، والنّبوة والوحي.
براهين قدرة الله تعالى:
هناك في الكون المشاهد أدلة قاطعة على صفات الربوبية، فمن اتصف بها ثبتت له صفة الألوهية، ومن خلا منها لم يستحق وصفه بالرب أو الإله، وإننا لأول وهلة أو نظرة متأملة نجد أن من اتصف بالحياة والعلم والقدرة والإرادة النافذة يحق له أن يخلق ويخترع ويعيد، وهذه هي صفات الرب، عز وجل، بخلاف الشركاء المزعومين تألها، لا يحق لهم شيء من صفات الربوبية، لانعدام صفة الحياة الدائم والعمل الشامل والقدرة الكاملة والإرادة النافذة، وهذا ما نجده مصرحا به في آيات القرآن التالية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال