سورة النحل / الآية رقم 113 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ العَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ

النحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحل




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ (112) وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَهُمْ ظالِمُونَ (113)} [النحل: 16/ 112- 113].
هذا مثل صريح ضربه الله عبرة للأمم والبلاد، والجماعات.
والقرية المضروب بها المثل: هي مكّة، كانت بهذه الصفة التي ذكر الله، آمنة من غارات الأعداء، مطمئنة مستقرة ليس فيها مخاوف ولا مشكلات أمنية أو اقتصادية، يأتيها رزقها رغدا، أي هنيئا سهلا واسعا، من سائر البلاد، فكفر أهلها بنعم الله، وجحدوا بها، فعمّهم الله بالجوع والخوف، وبدّلوا بأمنهم خوفا، وبغناهم جوعا وفقرا، وبسرورهم ألما وحزنا، وذاقوا مرارة العيش بعد السعة، بسبب أفعالهم المنكرة، وعبادتهم الأوثان، وتنكرهم للقرآن والشرع والهداية. ومن أتم النعم الإلهية عليهم: أنه جاءهم رسول كريم من جنسهم، عربي قرشي هاشمي، فكذبوه فيما أخبرهم به من أنه رسول إليهم، مبلّغ عن ربه، بأنه يعبدوه ويطيعوه، ويشكروه على النعمة، فجاءهم العذاب بسبب ظلمهم.
لقد أصابتهم السنون أي المحل والقحط، وتعرضوا للخوف، وهاجمتهم سرايا رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، بسبب الكفر والتكذيب، جزاء لسوء صنيعهم وظلمهم.
وإذا كانت مكة في رأي ابن عباس ومجاهد وغيرهما هي التي ضربت مثلا، فإنما ضربت لغيرها مما يأتي بعدها، ليحذر أهلها أن يقعوا فيما وقعت هي فيه.
والراجح عند الرازي وابن عطية أنه قصد بذلك قرية غير معينة، جعلت مثلا، فغير مكة مثلها، فهو عبرة لكل قرية، وجاء الكلام على معنى التحذير لأهلها ولغيرها من القرى إلى يوم القيامة.
والهدف من هذا المثل الذي أرشدت إليه الآية: هو وجوب الإيمان بالله وبالرسل، والتوجّه نحو عبادة الله وحده، وشكره على نعمة وآلائه الكثيرة، والمعرفة الثابتة بأن العذاب الإلهي لاحق بكل من كفر بالله وعصاه، وجحد نعمه الله عليه.
وهذا إنذار ووعيد لأهل كل قرية اتصفوا بالظلم، أي بالكفر والعصيان، إذ لا ظلم أشد من ظلم الكفر والمعصية، في حق الله تعالى.
والعذاب الإلهي من جنس العمل، سواء في الدنيا، أو في الآخرة، فإن أهل هذه القرية لما بطروا بالنعمة، بدّلوا بنقيضها، وهو محقها وسلبها، ووقعوا في شدة الجوع بعد الشبع، وفي الخوف والهلع بعد الأمن والاطمئنان، وفي انعدام موارد العيش بعد الكفاية.
ونوع هذا العذاب يختلف بحسب تحديد المراد بالقرية التي جعلت مثلا، فإن كان المراد بها مكة، فالعذاب: هو الجوع والقتل ببدر، والعيش بقلق بسبب ظهور الإسلام وقوته، واستعداد المسلمين لشن الهجوم على مكة وأهلها. وإن كان المراد بالقرية أي قرية أو مدينة قديمة غير معينة، فالعذاب هو الدمار والاستئصال وتخريب العمران وغير ذلك، كمدينة شعيب وقرى قوم لوط.
وأكثر المفسرين على أن المراد بهذه القرية: مكة وأهلها، فإنها كانت آمنة من الحروب، مطمئنة برغد الحياة، فجحدت نعم الله، وأعظمها بعثة النبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم فأذاقها الله شدة الجوع والخوف، وابتلوا بالقحط، حتى اضطروا إلى أكل الجيف والكلاب الميتة والعظام المحرقة والعلهز (وبر الإبل المخلوط بالدم).
المأكول الحلال والحرام:
أحل الله تعالى لنا الطيبات النافعة، وحرم علينا الخبائث الضارة، فكان تشريع الإسلام متفقا مع الصحة والاعتدال، دون تعسف ولا إرهاق وإعنات، وكانت دائرة الحلال في الإسلام أوسع بكثير من دائرة الحرام، فلم يحرم الله علينا شيئا إلا لما فيه ضرر في الصحة والجسد والدين، ولا يجوز لإنسان أن يحلل أو يحرم شيئا برأيه ومزاعمه، كما كان عرب الجاهلية يفعلون. وكان تحريم بعض الأشياء على بني إسرائيل بسبب ظلمهم وبغيهم، قال الله تعالى مبينا الحلال والحرام من الأطعمة وجعله من أصول العبادة والشريعة والعقيدة:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال