سورة النحل / الآية رقم 115 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ العَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ

النحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحل




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (114) إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (115) وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (116) مَتاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (117) وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (118) ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (119)} [النحل: 16/ 114- 119].
هذه الآيات تأمر المؤمنين بالتزام شرع التحليل والتحريم الإلهي، فيباح لكم أيها المؤمنون الأكل مما رزقكم الله حلالا طيبا أي مستلذا، وعليكم أن تشكروا الله على تباين حالكم من حال الكفرة، وإن كنتم تعبدونه حقا، وتطيعونه فيما أمر، وتنتهون عما نهى. وسبب نزول هذه الآية أن الكفار المشركين كانوا قد سنّوا في الأنعام سننا معينة، فأحلّوا بعضا وحرموا بعضا، فأمر الله المؤمنين بأكل جميع الأنعام التي رزقها عباده. وآخر الآية {إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} تحريض للنفوس على التزام شرع الله، كما تقول لرجل: إن كنت من الرجال فافعل كذا، على معنى تحريض نفسه.
وحصر الله تعالى بكلمة {إِنَّما} المفيدة للحصر المحرمات وقت نزول الآية بالميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير والمذبوح على غير اسم الله، ثم نزلت المحرمات بعد ذلك، لكن من اضطر أو أكره أي دعته الضرورة وألجأته، من غير بغي ولا عدوان أي غير مستعمل لهذه المحرمات مع وجود غيرها، ولا متجاوز حدود الله فيها، فلا مانع من تناول هذه المحرمات، ويرخص له أكلها، ويرفع عنه الإثم حال الضرورة، فيغفر الله فعله، ويرحمه فلا يعاقبه على مثل ذلك.
ثم رد الله على المشركين الذين حرموا البحائر والسوائب ونحوها من كل ما حرّموا، وأحلوا ما في بطون بعض الأنعام وإن كان ميتة، فنهى الله المؤمنين عن سلوك سبيل المشركين بالتحليل والتحريم بآرائهم، فلا يجوز لكم أيها المشركون أن تحللوا وتحرموا بالرأي والهوى والجهالة، من دون اتباع شرع الله، ولمجرد وصف ألسنتكم الكذب من غير دليل ولا حجة، وذلك لتصير عاقبة أمركم إسناد التحليل والتحريم إلى الله كذبا، من غير إنزال شيء فيه، فإن من حلل أو حرم شيئا برأيه المحض، دون دليل أو وحي من الله، كان من الكاذبين على الله سبحانه. وهناك وعيد على الكذب والكاذبين، فإن الذين يختلقون الكذب على الله، لا يفوزون بخير في الدنيا ولا في الآخرة، أما في الدنيا فيتمتعون متاعا قليلا زائلا، وأما في الآخرة فلهم عذاب مؤلم جدا.
ثم أخبر الله تعالى بما حرم على اليهود، فلقد حرمنا على اليهود ما قصصناه عليك في سورة الأنعام، وهو ذوات الأظفار كالأوز والبط، وشحوم الدواب ما عدا السّنام، والمجاور للأمعاء (الحوايا) والمختلط بالعظام، وما كان التحريم بظلم من الله، ولكن كان بسبب ظلم ارتكبوه، وذلك الظلم: هو عصيان أوامر الله، ومعاداة الرسل ومعاندتهم، وتجاوز حدودهم، فعوقبوا بما حرمه الله عليهم، كما جاء في آية أخرى: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ} [النساء: 4/ 160]. أي إن التحريم كان صراحة بسبب الظلم والبغي، عقوبة وتشديدا، ووضعا للعقوبة في موضعها.
وعلى الرغم من كون التحريم على اليهود، بسبب ظلم ارتكبوه، فإن الافتراء على الله ومخالفة أمره، لا يمنع من التوبة وحصول المغفرة والرحمة، فإن ربك غفار ستار، رحيم بالذين افتروا عليه التحريم والتحليل، وعملوا السوء وهو كل ما لا ينبغي من الكفر والمعاصي بسبب الجهالة، أي تعدي الطور، وركوب الرأس، ويخرج من الجهالة المتعمد، ثم تابوا وأنابوا إلى الله، وأصلحوا الأعمال على وفق مراد الله ورسوله، فإن الله يغفر الذنب للتائب، ويرحمه في الآخرة والدنيا، أي إن المغفرة والرحمة مرتبطان بالتوبة والإنابة والندم على الأفعال، وإصلاح الأعمال.
اتباع ملة إبراهيم عليه السلام:
إن مضمون الرسالات الإلهية الاعتقادية والأخلاقية هو واحد غير مختلف، فإن جميع الأنبياء والرسل دعوا إلى عبادة الله وحده دون إشراك، وإلى نبذ الوثنية وعبادة الأصنام.
وإلى الأخلاق الكريمة كالصدق والإحسان والوفاء بالعهد، وكان إبراهيم الخليل أبو الأنبياء عليه السلام شديد الدعوة إلى هذه الأصول المشتركة، فجاء القرآن يلزم نبينا صلّى اللّه عليه وسلّم باتباع ملته والاقتداء به، لاتصافه بصفات تسع هي ما يأتي في هذه الآيات:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال