سورة الإسراء / الآية رقم 33 / تفسير تفسير ابن عجيبة / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي القَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ اليَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ العَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً وَأَوْفُوا الكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ المُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الجِبَالَ طُولاً كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً

الإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراء




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


قلت: {خشية}: مفعول من أجله؛ لأن الخشية قلبية، بخلاف الإملاق، فإنه حسي؛ فَجُرَّ بمن في سورة الأنعام. وهذه الآية في أغنياء العرب، الذين كانوا يخشون وقوع الفقر، وما في الأنعام. وهذه الآية في أغنياء العرب، الذين كانوا يخشون وقوع الفقر، وما في الأنعام نزلت في فقرائهم، الذين كان الفقر واقعًا بهم، ولذلك قدَّم هناك كاف الخطاب، وأخَّره هنا، فتأمله. و {خِطًا} يقال: خطئ خطأ، كأثم إثمًا. وقرأ ابن عامر: {خَطأً}، بفتحتين، فهو إما اسم مصدر أخطأ، أو لغة في خطئ، كمِثل ومَثل، وحِذر وحَذر. وقرأ ابن كثير: {خِطاء}؛ بالمد، إما لغة، أو مصدر خاطأ. انظر البيضاوي.
يقول الحقّ جلّ جلاله: {ولا تقتلوا أولادكم} مخافة الفاقة المستقبلة، وقد كانوا يقتلون البنات- وهو الوأد- مخافة الفقر، فنهاهم، عن ذلك، وضمن لهم أرزاقهم، فقال: {نحن نرزقهم وإِياكم إِنَّ قتلهم كان خِطأً}؛ إثمًا {كبيرًا}؛ لما فيه من قطع التناسل وانقطاع النوع وإيلام الروح. {ولا تقربوا الزنا}، نهى عن مقاربته بالمقدمات. كالعزم والنظر وشبهه، فأحرى مباشرته، {إِنه كان فاحشةً} أي: فعلة ظاهرًا فُحشها وقُبحها، {وساء سبيلاً}؛ قبح طريقًا طريقُهُ، وهو غصب الأبْضاع؛ لما فيه من اختلاط الأنساب وهتك محارم الناس، وتهييج الفتن.
{ولا تقتلوا النفسَ التي حرَّم اللهُ إِلا بالحق}؛ إلا بإحدى ثلاث: كفر بعد إيمان، وزنى بعد إحصان، وقتل مؤمن معصوم؛ عمدًا، كما في الحديث. ويلحق بها أشياء في معناها: كالحِرَابَةِ، وترك الصلاة، ومنع الزكاة. {ومن قُتل مظلومًا} أي: غير مستوجب للقتل {فقد جعلنا لوَليِّه} أي: الذي يلي أمره بعد وفاته، وهو الوارث، {سُلطانًا}؛ تسلطًا بالمؤاخذة بمقتضى القتل بأخذ الدية، أو القصاص، وقوله: {مظلومًا}: يدل على أن القتل عمد؛ لأن الخطأ لا يُسمى ظلمًا. أو: جعلنا له حجة غالبة، {فلا يُسرفْ في القتل}؛ بأن يقتل من لا يحق قتله، أو بالمثلة، أو قتل غير القاتل، {إِنه} أي: الولي {كان منصورًا}؛ حيث وجب القصاص له، وأمر الولاة بمعونته. أو: إنه، أي: المقتول، كان منصورًا في الدنيا؛ بثبوت القصاص ممن قتله، وفي الآخرة بالثواب.
{ولا تقربُوا مالَ اليتيم} فضلاً عن أن تتصرفوا فيه {إِلا بالتي هي أحسنُ}؛ إلا بالطريقة التي هي أحسن، كالحفظ والتنمية، {حتى يبلغ أشُدَّه}؛ حتى يتم رشده، ثم يدفع له، فإن دفعه لمن يتصرف فيه بالمصلحة فلا بأس، {وأوفُوا بالعهد} إذا عاهدتم الله أو الناس، {إِن العهد كان مسؤولاً} أي: مطلوبًا الوفاء به، فيطلب من المعاهد ألا يُضيعه، أو: مسؤولاً عنه، فيُسأل عنه الناكث ويُعاتب عليه، أو: يُسأل العهد نفسُه لِمَ نكثْتَ، تبكيتًا للناكث، {وأوفوا الكيل إِذا كِلْتُم} ولا تبخسوا فيه، {وزِنُوا بالقسطاس المستقيم}؛ بالميزان السّوي.
والقسطاس: لغة رومية، ولا يقدح ذلك في عربية القرآن؛ لأن غير العربي، إذا استعملته العرب، فأجرته مجرى كلامهم في الإعراب والتعريف والتنكير، صار عربيًا. قاله البيضاوي. {ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً} أي: أحسن عاقبة ومآلاً. والله تعالى أعلم.
الإشارة: ولا تقتلوا ما أنتجته الأفكار الصافية من العلوم؛ بإهمال القلوب في طلب رزق الأشباح، خشية لحوق الفقر، فإنَّ الله ضامن لرزق الأشباح والأرواح. ولا تميلوا إلى الحظوظ، التي تُخرجكم عن حضرة الحق؛ فإن ذلك من أقبح الفواحش. ولا تقتلوا النفس بتوالي الغفلة والجهل، التي حرَّم الله قتلها وإهمالها، وأمر بإحيائها بالذكر والعلم، ومن قُتل بذلك مظلومًا؛ بحيث غلبته نفسه، ولم تساعده الأقدار، فقد جعلنا لعقله سلطانًا، أي: تسلطًا عليها؛ بمجاهدتها وقتلها وردها إلى مولاها، فلا يُسرف في قتلها، بل بسياسة وحيلة، كما قال القائل:
واحْتَلْ عَلَى النَّفْسِ فرُبَّ حِيلَهْ *** أَنْفَعُ فِي النُّصْرِ منْ قَبِيلهْ
إنه كان منصورًا، إن انتصر بمولاه، وآوى بها إلى شيخ كامل، قد فرغ من تأديب نفسه وهواه. وقد تقدم باقي الإشارة في سورة الأنعام وغيرها. وبالله التوفيق.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال