سورة الإسراء / الآية رقم 85 / تفسير تفسير القرطبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مُّحْمُوداً وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً وَقُلْ جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوساً قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً

الإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراء




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85)}
روى البخاري ومسلم والترمذي عن عبد الله قال: بينا أنا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حرث وهو متكئ على عسيب إذ مر اليهود فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح. فقال: ما رابكم إليه؟ وقال بعضهم: لا يستقبلكم بشيء تكرهونه. فقالوا: سلوه. فسألوه عن الروح فأمسك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يرد عليهم شيئا، فعلمت أنه يوحى إليه، فقمت مقامي، فلما نزل الوحى قال: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} لفظ البخاري. وفى مسلم: فأسكت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفيه: وما أوتوا. وقد اختلف الناس في الروح المسئول عنه، أي الروح هو؟ فقيل: هو جبريل، قاله قتادة. قال: وكان ابن عباس يكتمه. وقيل هو عيسى. وقيل القرآن، على ما يأتي بيانه في آخر الشورى.
وقال علي بن أبى طالب: هو ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه، في كل وجه سبعون ألف لسان، في كل لسان سبعون ألف لغة، يسبح الله تعالى بكل تلك اللغات، يخلق الله تعالى من كل تسبيحة ملكا يطير مع الملائكة إلى يوم القيامة. ذكره الطبري. قال ابن عطية: وما أظن القول يصح عن على رضي الله عنه. قلت: أسند البيهقي أخبرنا أبو زكريا عن أبى إسحاق أخبرنا أبو الحسن الطرائفي حدثنا عثمان بن سعيد حدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبى طلحة عن ابن عباس في قوله: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} يقول: الروح ملك. وبإسناده عن معاوية بن صالح حدثني أبو هران بكسر الهاء يزيد بن سمرة عمن حدثه عن علي بن أبى طالب أنه قال في قوله تعالى: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} فال: هو ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه... الحديث بلفظه ومعناه.
وروى عطاء عن ابن عباس قال: الروح ملك له أحد عشر ألف جناح وألف وجه، يسبح الله إلى يوم القيامة، ذكره النحاس. وعنه: جند من جنود الله لهم أيد وأرجل يأكلون الطعام، ذكره الغزنوي.
وقال الخطابي: وقال بعضهم، هو ملك من الملائكة بصفة وضعوها من عظم الخلقة. وذهب أكثر أهل التأويل إلى أنهم سألوه عن الروح الذي يكون به حياة الجسد.
وقال أهل النظر منهم: إنما سألوه عن كيفية الروح ومسلكه في بدن الإنسان، وكيف امتزاجه بالجسم واتصال الحياة به، وهذا شيء لا يعلمه إلا الله عز وجل.
وقال أبو صالح: الروح خلق كخلق بنى آدم وليسوا ببني أدم، لهم أيد وأرجل. والصحيح الإبهام لقوله: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} دليل على خلق الروح أي هو أمر عظيم وشأن كبير من أمر الله تعالى، مبهما له وتاركا تفصيله، ليعرف الإنسان على القطع عجزه عن علم حقيقة نفسه مع العلم بوجودها. وإذا كان الإنسان في معرفة نفسه هكذا كان بعجزه عن إدراك حقيقة الحق أولى. وحكمة ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له، دلالة على أنه عن إدراك خالقه أعجز. قوله تعالى: {وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} اختلف فيمن خوطب بذلك، فقالت فرقة: السائلون فقط.
وقال قوم: المراد اليهود بجملتهم. وعلى هذا هي قراءة ابن مسعود {وما أوتوا} ورواها عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقالت فرقة: المراد العالم كله. وهو الصحيح، وعليه قراءة الجمهور {وَما أُوتِيتُمْ}. وقد قالت اليهود للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كيف لم نوت من العلم إلا قليلا وقد أوتينا التوراة وهى الحكمة، ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا؟ فعارضهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعلم الله فغلبوا. وقد نص رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله في بعض الأحاديث: {كلا} يعني أن المراد ب {ما أُوتِيتُمْ} جميع العالم. وذلك أن يهود قالت له: نحن عنيت أم قومك؟. فقال: {كلا}. وفى هذا المعنى نزلت {وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ} حكى ذلك الطبري رحمه الله وقد قيل: إن السائلين عن الروح هم قريش، قالت لهم اليهود: سلوه عن أصحاب الكهف وعن ذى القرنين وعن الروح فإن أخبركم عن اثنين وأمسك عن واحدة فهو نبى، فأخبرهم خبر أصحاب الكهف وخبر ذى القرنين على ما يأتي.
وقال في الروح: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} أي من الامر الذي لا يعلمه إلا الله. ذكره المهدوي وغيره من المفسرين عن ابن عباس.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال