سورة الكهف / الآية رقم 6 / تفسير التفسير القرآني للقرآن / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الحَدِيثِ أَسَفاً إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً إِذْ أَوَى الفِتْيَةُ إِلَى الكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً

الكهفالكهفالكهفالكهفالكهفالكهفالكهفالكهفالكهفالكهفالكهفالكهفالكهفالكهفالكهف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً (1) قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (2) ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً (3) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً (4) ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً (5) فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (6) إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7) وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً (8)}.
التفسير:
بدأت هذه السورة بحمد اللّه، فكان هذا البدء جوابا على ختام السورة التي قبلها، واستجابة لأمر اللّه سبحانه وتعالى في الآية الأخيرة منها، وهى قوله تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً}.
فقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ..}.
ف قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً} هو وجه آخر من وجوه الحمد للّه سبحانه وتعالى.. فإذا استوجب اللّه سبحانه وتعالى الحمد لجلاله وعظمته، وتنزهه عن أن يتخذ ولدا، أو يكون له شريك في الملك أو ولىّ من الذل- فإنه سبحانه، مستوجب الحمد كذلك على تلك النعمة الجليلة التي أنعم اللّه بها على عبده محمد، فأنزل عليه هذا الكتاب الذي تستنير بآياته البصائر، وتعمر بتلاوته القلوب، وتهتدى به العقول.. فتلك النعمة الجليلة هى التي تمت بها نعم اللّه على الإنسان، إذ خلقه، ورزقه، وسخر له ما في السموات وما في الأرض.. {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ} [1: الأنعام] فالذى يجعل لهذه النعم ثمرات مباركة طيبة، والذي يجعل إلى يد الإنسان ميزانا يضبط به هذه النعم على وجه الخير والإحسان- هو تلك الهداية التي يستمدّها من هذا الكتاب الكريم.. وبغير هذا لا يستطيع أن يحسن الانتفاع بهذه النعم، بل ربما تحولت هذه النعم في يده إلى أسلحة قاتلة، له وللناس معه.. فكان نزول هذا الكتاب من تمام نعم اللّه على عباده.
فاستوجب سبحانه الحمد والشكران.
وفى ذكر محمد صلوات اللّه وسلامه عليه بالعبودية تكريم له من ربّه، ورفع لمقامه، إذ جعله عبدا استحق أن يضاف إليه سبحانه!- وفى قوله تعالى: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً} إشارة إلى سماحة الشريعة الإسلامية، التي جاء بها محمد صلوات اللّه وسلامه عليه، والتي حملها هذا الكتاب الذي لا عوج فيه، ولا خروج في أحكامه وتشريعاته عن سنن الفطرة التي فطر اللّه الناس عليها، كما يقول اللّه سبحانه وتعالى: {وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [153: الأنعام].
فالقرآن الكريم لم يجىء بأيّ تكليف فيه حرج، ومشقة، كما جاءت الشرائع السابقة، التي حملت إلى المدعوّين إليها، ضروبا من الإعنات والإرهاق.
تأديبا، وإصلاحا، لما فيهم من اعوجاج حادّ، كما في شريعة موسى، ووصايا عيسى، فقد حرّم اللّه في شريعة موسى على بنى إسرائيل طيبات كانت أحلّت لهم كما يقول سبحانه: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ} [160: النساء] وكما يقول سبحانه: {وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصادِقُونَ} [146: الأنعام].
ومن البلاء الذي أخذ اللّه به بنى إسرائيل، أن جعل من شريعتهم حرمة العمل في يوم السبت، ولم يكن ذلك رحمة بهم، بل نكالا وبلاء، كما يقول سبحانه: {إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ} [124: النحل].. أما وصايا السيد المسيح لهم، فيكفى أن يكون دستورها قائما على هذا المبدأ: من لطمك على خدّك الأيمن فحوّل له الآخر أيضا.
ولا شك أن هذا عوج مقصود في الشريعة التي شرعت لهم، ليقابل هذا العوج ما فيهم من عوج! أما هذه الأمة- أمة الإسلام- فقد عافاها اللّه من هذا البلاء، وجعل شريعتها قائمة على السماحة واليسر، متجاوبة مع الفطرة التي فطر اللّه الناس عليها، كما يقول سبحانه: {هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [78: الحج].. فاللّه سبحانه، قد اجتبى هذه الأمة واصطفاها، ليخرج منها خير أمة أخرجت للناس..!
هذا، هو المعنى الذي أطمئن إلى فهم الآية الكريمة عليه، وإن كنت في هذا لا أعرف أن أحدا من المفسرين قد نظر إليه، أو عدّه مقولة من تلك المقولات الكثيرة التي قيلت في تفسير هذه الآية، والحمد للّه الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدى لو لا أن هدانا اللّه.
وفى تعدية الفعل يجعل باللام {له} بدلا من فى إشارة إلى أن هذا العوج الذي جاء في الكتب السابقة- تأديبا وتقويما- لم يكن في أصل هذه الكتب، وإنما هو لها أي أداة من الأدوات التي تملكها، لتؤدب بها الطغاة المتمردين.. فهذا العوج هو شيء تملكه، وهو خارج عن ذاتها، وطبيعتها.
وقوله تعالى: {قَيِّماً}.
هو حال أخرى، من أحوال هذا الكتاب الذي أنزله اللّه مستقيما لا عوج فيه.
والقيّم: هو الذي يهيمن على غيره، ويضبط موارده ومصادره.
وذلك هو شأن القرآن الكريم، مع الكتب السماوية التي سبقته، كما يقول سبحانه وتعالى: {وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} [48: المائدة].
قوله تعالى: {لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً}.
البأس الشديد: هو العذاب الأليم، الذي توعّد اللّه سبحانه وتعالى به الذين لا يؤمنون باللّه، ولا يعملون الصّالحات، على خلاف الذين يؤمنون باللّه ويعملون الصالحات، فقد بشرهم اللّه سبحانه، بالأجر الحسن، والجزاء العظيم، الذي يفيضه سبحانه وتعالى عليهم، من رضوانه، ويلبسهم إياه، فلا ينزعه عنهم أبدا.
والآية لم تشر إلى صفة هؤلاء المنذرين بالبأس الشديد، اكتفاء بالوصف الذي استحقّه أصحاب الأجر الحسن الذي يمكثون فيه أبدا، وهم المؤمنون الذين يعملون الصالحات.
قوله تعالى: {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً}.
أعادت الآية الإنذار هنا، لتواجه طائفة من الذين لا يؤمنون باللّه، ولا يقدرونه حقّ قدره، وهم الذين نسبوا إليه سبحانه وتعالى ولدا، وهم اليهود، الذين قالوا {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ}، والنصارى، الذين يقولون: {الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ}.
وفى اختصاصهم بالذكر هنا لإزالة شبهة قد تبدو من اعترافهم بوجود اللّه، وإيمانهم به إلها.. فهذا الإيمان قد يجعل لهم مدخلا إلى المؤمنين باللّه، مع تلك المقولات الشنيعة التي يقولونها بنسبة الولد إليه.. ومن هنا يشتبه أمرهم على المؤمنين، ومن ثمّ فلا يكون لقوله تعالى: {لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ} متوجّه إليهم.
فقوله تعالى: {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً} عزل لهؤلاء القائلين بتلك المقولة الشنعاء في اللّه، عن أن يكونوا في المؤمنين.! فإنه لا يجتمع الإيمان باللّه، ونسبة الولد إليه.. تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا.
وفى قوله تعالى: {ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ}.
إشارة إلى أن هؤلاء المعتقدين في اللّه هذا المعتقد لا علم لهم بما للّه سبحانه من قدر، يتنزه به عن الصاحبة والولد، وعن الشريك في الملك.
فالضمير في {به} يعود إلى اللّه سبحانه وتعالى.. وهذا يعنى أن علمهم باللّه هو علم ناقص، مشوب بالأوهام والضلالات.. وليس الخلف خيرا من السّلف في هذا العلم باللّه، فهم جميعا على جهل، وسفه، وضلال.. {ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ..}.
وفى قوله تعالى: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ} تشنيع عليهم، وتهويل لهذه الكلمة الحمقاء التي يقولونها في اللّه، وأنها قولة لا تستند إلى عقل، ولا تقوم على منطق، وإنما هى مما يجرى على الأفواه من لغو الكلام وساقطه!- وقوله تعالى: {إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً} هو وصف كاشف لهذا القول الذي يقولونه في اللّه، سبحانه وتعالى، وأنه قول كذب صراح وبهتان مفضوح! وهذا ما أشار إليه قوله سبحانه وتعالى: {وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ.. ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [30: التوبة]. و{إن} حرف نفى، بمعنى {ما}.
أي ما يقولون إلا كذبا.
قوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً}.
الخطاب هنا، للنبى صلوات اللّه وسلامه عليه.. والضمير في قوله تعالى: {عَلى آثارِهِمْ} يعود إلى مشركى العرب، وخاصة مشركى مكة.
والباخع: من مات غمّا، والبخع، هو الموت غمّا، وبخع بما عليه من حقّ:
أقرّ به مكرها على مضض.
والأسف: الحزن الشديد، الذي يجىء من رقة الشعور ورفاهة الحسّ.
وفى الآية دعوة إلى النبي الكريم، أن يتخفف من دواعى الحسرة والأسف على قومه، الذين يأبون الاستجابة له، والإيمان بهذا الكتاب الذي يتلوه عليهم، ويدعوهم إلى اتباعه.
وفى قوله تعالى: {عَلى آثارِهِمْ} تلويح بالتهديد لهؤلاء المشركين، وبالهلاك المطلّ عليهم، إذا هم أصروا على هذا الموقف المنحرف، الذي يقفونه من النبي والكتاب الذي معه، وأنهم في معرض أن يصبحوا أو يمسوا، فإذا هم في الهالكين، وإذا هم أثر بعد عين.
{إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً}.
الأرض الجرز: التي لا نبات فيها، سواء كان ذلك لأنها لا تنبت أصلا، أو كان فيها نبات ثم اقتلع من أصوله.
ومناسبة هذه الآية لما قبلها، هو أنه لما كان الذي صرف المشركين عن الإيمان باللّه، وبالكتاب الذي أنزل على رسوله- هو اشتغالهم بالحياة الدنيا، وبالتكاثر والتفاخر بينهم، فقد جاءت هذه الآية لتكشف لهم عن دنياهم هذه التي صرفتهم عن النظر في آخرتهم، وأن هذا المتاع الذي في هذه الدنيا، إنما جعله اللّه سبحانه وتعالى زينة لها، حتى يكون للناس نظر إليها، واشتغال بها، وعمل جاد نافع فيها.. وفى هذا ابتلاء لهم، وامتحان لما يحصّلون منها.
فالذين يأخذون حظّهم من الدنيا ولا ينسون نصيبهم من الآخرة، هم الفائزون، والذين يجعلون الدنيا همّهم، دون التفات إلى الآخرة، هم الذين خسروا أنفسهم، وباعوها بالثمن البخس.. فهذه الدنيا وما عليها، ومن عليها.. كل هذا إلى زوال، ولا يبقى من ذلك إلا ما ادخره المؤمنون المحسنون من زاد طيب في دنياهم، ليوم الحساب والجزاء.
أصحاب الكهف:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال