سورة مريم / الآية رقم 64 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِياًّ وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِياًّ وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِياًّ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عَندَ رَبِّهِ مَرْضِياًّ وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِياًّ وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِياًّ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِياًّ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَياًّ إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً جَنَّاتِ عَدْنٍ الَتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِياًّ لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلاَّ سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِياًّ تِلْكَ الجَنَّةُ الَتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِياًّ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِياًّ

مريممريممريممريممريممريممريممريممريممريممريممريممريممريممريم




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَما نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65)} [مريم: 19/ 64- 65].
أخرج أحمد والبخاري عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم لجبريل: ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا، فنزلت: {وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: أبطأ جبريل في النزول أربعين، فذكر نحوه.
هذه الآيات تبين سبب تأخر الوحي أحيانا على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، جاءت بطريق الحكاية على لسان الملائكة. فبعد أن استبطأ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم نزول جبريل عليه السلام، أمر الله جبريل أن يقول: وما نتنزل نحن الملائكة بالوحي على الأنبياء والرسل، إلا بأمر الله بالتنزيل، على وفق الحكمة والمصلحة، وخير العباد في الدنيا والآخرة. ولا يتنزل القرآن إلا بأمر الله تبارك وتعالى في الأوقات التي يقدرها.
إن لله تعالى التدبير والتصرف في الكون، وأمر الدنيا والآخرة، وما بين ذلك من الجهات والأماكن والأزمنة الماضية والحاضرة والمستقبلة. فلا يقدم أحد من الملائكة على أمر إلا بإذن الله. والتنزل هنا: النزول على مهل، وقتا بعد وقت، وقوله سبحانه: {وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} خطاب جماعة لواحد، وذلك لا يليق إلا بالملائكة الذين ينزلون على الرسل. كأن جبريل عنى نفسه والملائكة.
وما كان ربك يا محمد ناسيا لك، وإن تأخر عنك الوحي، ولا ينسى الله شيئا، ولا يغفل عن شيء، وإنما يقدم ويؤخر لما يراه من الحكمة. وهذه الآية تشبه مطلع سورة الضحى: {وَالضُّحى (1) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (2) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (3)} [الضحى: 93/ 1- 3].
روى ابن المنذر وغيره عن أبي الدرداء مرفوعا قال: «ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرمه فهو حرام، وما سكت عنه فهو عافية، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئا» ثم تلا هذه الآية: {وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}.
وكيف ينسى الله شيئا، فهو سبحانه تام العلم، مالك كل شيء، فهو خالق السماوات والأرض ومالكهما وما بينهما، وهو المدبر والحاكم والمتصرف الذي لا معقّب لحكمه، فاثبت أيها النبي وكل مؤمن على عبادة ربك، واصطبر على العبادة والطاعة، وما فيهما من المتاعب والشدائد، ولا تنصرف عنها بسبب إبطاء الوحي، هل تعلم للرب مثلا أو شبيها، يكون أهلا للعبادة؟! فهو سبحانه الخالق والمدبر والرازق، والمنعم بأصول النعم وفروعها، من خلق الأجسام والحياة والعقل، وما يحتاجه الإنسان وغيره من الحاجات الدائمة والمؤقتة والمتكررة، فإنه لا يقدر على ذلك أحد سوى الله سبحانه، ولا يتمكن أحد من تلبية الحاجات كلها إلا من كان دائم الذّكر والعلم، من غير نسيان شيء أو تضييع صالح كل شيء، وكفى بقوله تعالى: {وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} أي لم يكن الله ممن يلحقه نسيان لإرسال أو تنزيل شيء على النبي في وقت المصلحة إليه، فإنما ذلك عن قدر له، أي فلا تطلب يا محمد الزيادة أكثر مما شاء الله.
والمراد بقوله سبحانه من نفي العلم: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} نفي الشريك على أي وجه، والاستفهام للإنكار، وهل بمعنى (لا) أي لا تعلم.
قال ابن عباس: ليس أحد يسمى (الرحمن) غيره تبارك وتعالى وتقدس اسمه.
والخلاصة: إن الله تعالى نفى النسيان عن نفسه مطلقا، أما الترك فلا ينتفي مطلقا، ألا ترى قوله تبارك وتعالى: {وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ} [البقرة: 2/ 17]، وقوله سبحانه: {وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} [الكهف: 18/ 99].
وقول الله سبحانه: {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ} أمر بحمل تكاليف الشرع وإشعار بما فيها من صعوبة، كالجهاد والحج والصدقات، فهي شريعة تحتاج إلى اصطبار، أعاننا الله عليها.
شبهة المشركين في إنكار البعث وجزاؤهم:
يقدّر الإنسان الأشياء ويفهمها بمجرد عقله المحدود وبقدر طاقته وإمكانه، فيقع في الضلال والخطأ، ولا ينظر بمنظار أقوى أو أوسع من علمه وقدرته، وهذا في الواقع سبب إنكار المشركين البعث، لأنهم نظروا للأشياء نظرة مجردة، وضعيفة، وعاجزة، فرأوا أن تفتت الأجساد وصيرورتها مثل التراب، هل يتصور إعادتها ذاتها خلقا جديدا، ونسوا أن أصل خلق الإنسان من تراب، وأن الله على كل شيء قدير. وهذا ما تحكيه الآيات الآتية من شبهة المشركين في إنكار البعث مرة أخرى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال