سورة مريم / الآية رقم 70 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِياًّ وَيَقُولُ الإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَياًّ أَوَلا يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِياًّ ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِياًّ ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِياًّ وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِياًّ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِياًّ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِياًّ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَداًّ حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا العَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَداًّ

مريممريممريممريممريممريممريممريممريممريممريممريممريممريممريم




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً (67) فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا (70) وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا (72)} [مريم: 19/ 66- 72].
روي أن سبب نزول هذه الآية: هو أن رجالا من قريش كانوا يقولون هذا ونحوه.
وروي أن القائل: هو أبي بن خلف، جاء إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وقيل: إن القائل: هو العاص بن وائل.
والمعنى: ويقول الإنسان (اسم للجنس يراد به الكافرون) أي يقول الكافر المشرك منكر البعث متعجبا، مستبعدا حصوله بعد الموت: هل إذا متّ وأصبحت ترابا، سوف أخرج حيا من القبر، وأبعث للحساب؟! وأسند الكلام لكل مشرك كافر، وإن لم يقله إلا بعضهم، لرضاهم بمقالته.
رد الله تعالى على هذا التساؤل، وأثبت بالدليل إمكان الإعادة فقال: {أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً}. أي ألا يتفكر هذا الجاحد في أول خلقه ومبدئه، فقد خلقناه من العدم، دون أن يكون شيئا موجودا، فيستدل بالابتداء على الإعادة، والابتداء أعجب وأغرب من الإعادة.
ثم هدد الله منكري البعث تهديدا من وجوه قائلا: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا}. أي فو الله- وهو قسم من الله بذاته الكريمة- لابد من أن يحشر الله جميع الإنس والجن والشياطين الذين كانوا يعبدون من دون الله، بأن يخرجهم ربهم من قبورهم أحياء، ويجمعهم إلى المحشر مع شياطينهم الذين أغووهم وأضلوهم، ثم ليحضرنهم حول جهنم بعد طول الوقوف، جاثمين قاعدين على الرّكب، لما يصيبهم من هول الموقف وروعة الحساب، كما قال الله تعالى: {وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً} [الجاثية: 45/ 28].
- ثم لننتزعن ونأخذن من كل فرقة دينية، أو طائفة غي وفساد أعصاهم وأعتاهم، وأكثرهم تكبرا وتجاوزا لحدود الله، وهم قادتهم ورؤساؤهم في الشر.
ثم لنحن أي (والله) أعلم بمن يستحق من العباد إصلاءه نار جهنم، وولوجه فيها، وتخليده في أنحائها، وأعلم بمن يستحق مضاعفة العذاب، كما قال سبحانه: {لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 7/ 38].
ثم أخبر الله تعالى عن نبأ عام: وهو ورود جميع الناس نار جهنم فقال: ما منكم من أحد من الناس إلا سوف يرد إلى النار، وهو المرور على الصراط، وهو حد فاصل بين الجنة والنار، كان ذلك المرور أمرا محتوما، قضى الله تعالى أنه لابد من وقوعه لا محالة.
روى ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: «يرد الناس جميعا الصراط، وورودهم:
قيامهم حول النار، ثم يصدرون عن الصراط بأعمالهم، فمنهم من يمر مثل البرق، ومنهم من يمر مثل الريح، ومنهم من يمر مثل الطير، ومنهم من يمر كأجود الخيل، ومنهم من يمر كأجود الإبل، ومنهم من يمر كعدو الرجل، حتى إن آخرهم مرورا رجل نوره على موضع إبهامي قدميه، يمر فيتكفأ به الصراط، والصراط دحض مزلة، عليه حسك كحسك القتاد، حافتاه ملائكة، معهم كلاليب من نار، يختطفون بها الناس».
وبعد أن تمر الخلائق كلهم على الصراط والنار، ينجي الله الذين اتقوا دخول النار ولو بشق تمرة، واتقوا الكفر بالله ومعاصيه، ينجيهم ربهم من الوقوع في النار، ويبقى الكافرين والعصاة في النار، جاثين على الركب، لا يستطيعون الخروج.
شبهة المشركين بحسن الحال في الدنيا:
يتهرب المشركون الوثنيون من مواجهة الواقع، لأغراض وأهواء ذاتية، فمرة يحتجون بفناء الدنيا وإنكار الآخرة، ومرة يعتمدون على شبهة كون الرسل بشرا، وأحيانا يزعمون أن حسن الحال في الدنيا، دليل على حسن الحال في الآخرة، فجاء الرد الإلهي القاطع بأن الكفار السابقين كانوا أحسن حالا في الدنيا وأكثر مالا، ولكن الله تعالى أهلكهم بعذاب الاستئصال، فليس نعيم الدنيا قرينة على محبة الله تعالى، ولا سوء الدنيا علامة على غضب الله تعالى، كما أن نعم الدنيا لا تنقذ الكافرين من عذاب الآخرة، قال الله تعالى واصفا شبهة حسن الحال في الدنيا:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال