سورة طه / الآية رقم 52 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي النُّهَى مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لاَّ نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلاَ أَنْتَ مَكَاناً سُوًى قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ المُثْلَى فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفاًّ وَقَدْ أَفْلَحَ اليَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى

طهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطه




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى (49) قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى (50) قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى (51) قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى (52) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (54) مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى (55)} [طه: 20/ 49- 55].
يوجد كلام مضمر محذوف قبل هذه الآيات، يدل عليه ظاهر الكلام، تقديره:
فأتيا فرعون يا موسى وهارون، فقولا له ما أمرتكما به، فلما قالا جميع ما أمرا به، قال لهما فرعون: {فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى} خاطب فرعون موسى وحده، لتخصيصه بالجواب، لأن موسى كان صاحب القسط الأعظم من الرسالة، والقائم بإظهار الآيات والمعجزات الدالة على صدق النبوة.
والمعنى: إذا كنتما رسولي ربكما إلي، فأخبراني: من ربكما الذي أرسلكما؟ ومن هذا الرب الذي بعثك يا موسى؟ فإني لا أعرفه، وما علمت لكم من إله غيري.
أجاب موسى بقوله: ربنا هو الذي أعطى كل شيء صورته وشكله الذي يليق به، وأوجد الآلة المناسبة لكل منفعة، كاليد للبطش، والرّجل للمشي، واللسان للنطق، والعين للنظر، والأذن للسمع، ثم أرشد الله ووفق إلى طريق الانتفاع بما أعطى، فانتفعوا بكل شيء فيما خلق له، إما اختيارا كالإنسان والحيوان، وإما طبعا كالنبات والجماد.
قال فرعون: إذا كان الأمر كذلك، فما بال القرون الأولى، أي فما حال وشأن الأمم الماضية، لم يعبدوا ربك يا موسى، بل عبدوا غيره من الأوثان وغيرها من المخلوقات؟! فأجاب موسى قائلا: إن كل أعمالهم محفوظة عند الله، مثبّتة عنده في اللوح المحفوظ، يجازي بها، لا يخطئ الله في علم شيء من الأشياء، ولا ينسى ما علمه منها، فعلم الله محيط بكل شيء.
ثم ذكر موسى ثلاثة أدلة خاصة على وجود الله لا يمكن لفرعون أن يدعيها له وهي: الأول: { الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً} أي إن ربي هو الذي جعل الأرض ممهدة كالفراش، تعيشون فيها بيسر وسهولة، وقرارا تستقرون عليها وتنامون على أجزائها.
الثاني: {وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا} وجعل الله لكم في الأرض طرقا تسلكونها، وسهّلها لكم لتعيشوا فيها براحة وأمان.
الثالث: { وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً} أي وأنزل من السحاب مطرا، أخرج به أنواعا من أصناف النبات المختلفة، من زروع وثمار ذات طعوم مختلفة وألوان وروائح شتى، بعضها للإنسان، وبعضها للحيوان، وقوله سبحانه: {فَأَخْرَجْنا بِهِ} أي على تقدير كون الكلام من موسى، وهو: يقول الله عز وجل: {فَأَخْرَجْنا} والراجح أنه إخبار من الله لنبيه محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، والأزواج من النبات: أي الأنواع، وشتى: أي مختلفات.
وإذا كانت النباتات خلقها الله للإنسان والحيوان، فكلوا منها أيها البشر، وارعوا أنعامكم فيها، أي هي صالحة أن يؤكل منها وترعى الغنم والمواشي فيها، إن في ذلك المذكور لدلالات وبراهين على وجود الله ووحدانيته لأولي النهى، أي ذوي العقول السليمة، الناهية عن القبائح.
وهذه المنافع للأرض والسماء إنما هي وسائل إلى منافع الآخرة، فكانت الأرض ذات منافع كثيرة، منها خلقناكم، أي من الأرض والتراب مبدؤكم في أصل الخلق حين خلق أباكم آدم من تراب، ومصيركم بعد الموت إلى الأرض، حيث تدفنون فيها وتختلط أشلاؤكم بالتراب، وسوف نخرجكم من قبوركم في الأرض مرة أخرى بالبعث والنشور، والغرض من هذه الآية هنا: تنزيه الرب نفسه، وتذكير فرعون بأصله، وأنه من تراب عائد إليه، فلا يغتر الإنسان بدنياه وملكه، وليعلم أن أمامه يوما شديد الأهوال، يسأل فيه عن كل شيء، ويحاسب على أعماله.
اتهام موسى عليه السلام بالسحر:
حينما أفلس فرعون في إيراد الحجة والبرهان على مزاعمه الباطلة من التأله وغيره، وكذّب بكل الأدلة، اتهم موسى بالسحر، وطلب المبارزة مع السحرة، وتحديد مكان اللقاء وزمن الاجتماع، والتوجه لهذا المسار من المبارزة يدل على أن أمر موسى عليه السلام قد كان قوي، وكثر متّبعوه من بني إسرائيل، ووقع أمره في نفوس الناس. قال الله سبحانه واصفا رجحان ميزان القوة لصالح موسى عليه السلام في أرض مصر:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال