سورة طه / الآية رقم 55 / تفسير تفسير القرطبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي النُّهَى مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لاَّ نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلاَ أَنْتَ مَكَاناً سُوًى قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ المُثْلَى فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفاًّ وَقَدْ أَفْلَحَ اليَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى

طهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطه




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (54) مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى (55)}
قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً} {الَّذِي} في موضع رفع نعت ل {- رَبِّي} أي لا يضل ربي الذي جعل. ويجوز أن يكون خبر ابتداء مضمر أي هو {الَّذِي}. ويجوز أن يكون منصوبا بإضمار أعني. وقرأ الكوفيون: {مهدا} هنا وفي {الزخرف} بفتح الميم وإسكان الهاء. الباقون {مِهاداً} واختاره أبو عبيد وأبو حاتم لاتفاقهم على قراءة: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً} [النبأ: 6]. النحاس: والجمع أولى لان {مهدا} مصدر وليس هذا موضع مصدر إلا على حذف، أي ذات مهد. المهدوي: ومن قرأ {مهدا} جاز أن يكون مصدرا كالفرش أي مهد لكم الأرض مهدا، وجاز أن يكون على تقدير حذف المضاف، أي ذات مهد. ومن قرأ: {مهادا} جاز أن يكون مفردا كالفراش. وجاز أن يكون جمع {مهد} استعمل استعمال الأسماء فكسر. ومعنى {مِهاداً} أي فراشا وقرارا تستقرون عليها. {وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا} 20: 53 أي طرقا. نظيره {والله جعل لكم الأرض بساطا. لتسلكوا منها سبلا فجاجا} [نوح: 19- 20].
وقال تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ 10} [الزخرف: 10] {وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً} تقدم معناه. وهذا آخر كلام موسى، ثم قال الله تعالى: {فَأَخْرَجْنا بِهِ}.
وقيل: كله من كلام موسى. والمعنى {فَأَخْرَجْنا بِهِ} أي بالحرث والمعالجة، لان الماء المنزل سبب خروج النبات. ومعنى {أَزْواجاً} ضروبا وأشباها، أي أصنافا من النبات المختلفة الأزواج والألوان.
وقال الأخفش: التقدير أزواجا شتى من نبات. قال: وقد يكون النبات شتى، ف {شَتَّى} يجوز أن يكون نعتا لأزواج، ويجوز أن يكون نعتا للنبات. و{شَتَّى}مأخوذ من شت الشيء أي تفرق. يقال: أمر شت أي متفرق. وشت الامر شتا وشتاتا تفرق، واشتت مثله. وكذلك التشتت. وشتته تشتيتا فرقه. وأشت بي قومي أي فرقوا أمري. والشتيت المتفرق. قال رؤبة يصف إبلا:
جاءت معا وأطرقت شتيتا *** وهي تثير الساطع السختيتا
وثغر شتيت أي مفلج. وقوم شتى، وأشياء شتى، وتقول: جاءوا أشتاتا، أي متفرقين، واحدهم شت، قاله الجوهري. قوله تعالى: {كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ} 20: 54 أمر إباحة. {وَارْعَوْا 20: 54} من رعت الماشية الكلا، ورعاها صاحبها رعاية، أي أسامها وسرحها، لازم ومعتد. {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى} أي العقول.
الواحدة نهية. قال لهم ذلك، لأنهم الذين ينتهى إلى رأيهم.
وقيل: لأنهم ينهون النفس عن القبائح. وهذا كله من موسى احتجاج على فرعون في إثبات الصانع جوابا لقوله: {فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى 20: 49}. وبين أنه إنما يستدل على الصانع اليوم بأفعاله. قوله تعالى: {مِنْها خَلَقْناكُمْ} 20: 55 يعني آدم عليه السلام لأنه خلق من الأرض، قاله أبو إسحاق الزجاج وغيره.
وقيل: كل نطفة مخلوقة من التراب، على هذا يدل ظاهر القرآن.
وروى أبو هريرة قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما من مولود إلا وقد ذر عليه من تراب حفرته» أخرجه أبو نعيم الحافظ في باب ابن سيرين، وقال: هذا حديث غريب من حديث عون لم نكتبه إلا من حديث أبي عاصم النبيل، وهو أحد الثقات الاعلام من أهل البصرة. وقد مضى هذا المعنى مبينا في سورة الأنعام عن ابن مسعود.
وقال عطاء الخراساني: إذا وقعت النطفة في الرحم انطلق الملك الموكل بالرحم فأخذ من تراب المكان الذي يدفن فيه فيذره على النطفة فيخلق الله النسمة من النطفة ومن التراب، فذلك قوله تعالى: {مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى 20: 55}.
وفي حديث البراء عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن العبد المؤمن إذا خرجت روحه صعدت به الملائكة فلا يمرون بها على ملا من الملائكة إلا قالوا ما هذه الروح الطيبة فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا فيستفتحون لها فيفتح فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل: {اكتبوا لعبدي كتابا في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإنى منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى} فتعاد روحه في جسده» وذكر الحديث. وقد ذكرناه بتمامه في كتاب {التذكرة} وروى من حديث علي رضي الله عنه، ذكره الثعلبي. ومعنى {وَفِيها نُعِيدُكُمْ 20: 55} أي بعد الموت {وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ 20: 55} أي للبعث والحساب. {تارَةً أُخْرى} يرجع هذا إلى قوله: {مِنْها خَلَقْناكُمْ 20: 55} لا إلى {نعيدكم}. وهو كقولك: اشتريت ناقة ودارا وناقة أخرى، فالمعنى: من الأرض أخرجناكم ونخرجكم بعد الموت من الأرض تارة أخرى.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال