سورة طه / الآية رقم 99 / تفسير تفسير القرطبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ القِيَامَةِ وِزْراً خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ حِمْلاً يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ المُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً لاَ تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلاَ أَمْتاً يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِلْحَيِّ القَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِياًّ وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً

طهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطه




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً (100) خالِدِينَ فِيهِ وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلاً (101) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (102) يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً (104)}
قوله تعالى: {كَذلِكَ} الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف. أي كما قصصنا عليك خبر موسى {كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ 20: 99} قصصا كذلك من أخبار ما قد سبق، ليكون تسلية لك، وليدل على صدقك. {وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً} 20: 99 يعني القرآن. وسمي القرآن ذكرا، لما فيه من الذكر كما سمي الرسول ذكرا، لان الذكر كان ينزل عليه.
وقيل: {آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً 20: 99} أي شرفا، كما قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ} [الزخرف: 44] أي شرف وتنويه باسمك.
قوله تعالى: {مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ} 20: 100 أي القرآن فلم يؤمن به، ولم يعمل بما فيه {فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً} 20: 100 أي إثما عظيما وحملا ثقيلا. {خالِدِينَ فِيهِ} 20: 101 يريد مقيمين فيه، أي في جزائه وجزاؤه جهنم. {وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلًا} 20: 101 يريد بئس الحمل حملوه يوم القيامة. وقرأ داود ابن رفيع: {فإنه يحمل}. قوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} قراءة العامة {يُنْفَخُ} بضم الياء على الفعل المجهول. وقرأ أبو عمرو وابن أبي إسحاق بنون مسمى الفاعل. واستدل أبو عمرو بقوله تعالى: {وَنَحْشُرُ} بنون. وعن ابن هرمز {ينفخ} بفتح الياء أي ينفخ إسرافيل. أبو عياض: {فِي الصُّورِ}. الباقون: {فِي الصُّورِ} وقد تقدم هذا في الأنعام مستوفى وفي كتاب التذكرة. وقرأ طلحة بن مصرف {ويحشر} بضم الياء {المجرمون} رفعا بخلاف المصحف. والباقون {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ 20: 102} أي المشركين. {زُرْقاً} 20: 102 حال من المجرمين، والزرق خلاف الكحل. والعرب تتشاءم بزرق العيون وتذمه، أي تشوه خلقتهم بزرقة عيونهم وسواد وجوههم.
وقال الكلبي والفراء: {زُرْقاً 20: 102} أي عميا.
وقال الأزهري: أي عطاشا قد ازرقت أعينهم من شدة العطش، وقاله الزجاج، قال: لان سواد العين يتغير ويزرق من العطش.
وقيل: إنه الطمع الكاذب إذا تعقبته الخيبة، يقال: ابيضت عيني لطول انتظاري لكذا. وقول خامس: إن المراد بالزرقة شخوص البصر من شدة الخوف، قال الشاعر:
لقد زرقت عيناك يا ابن مكعبر *** كما كل ضبي من اللؤم أزرق
يقال: رجل أزرق العين، والمرأة زرقاء بينة الزرق. والاسم الزرقة. وقد زرقت عينه بالكسر وازرقت عينه ازرقاقا، وازراقت عينه ازريقاقا.
وقال سعيد بن جبير: قيل لابن عباس في قوله: {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً 20: 102} وقال في موضع آخر: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا} [الاسراء: 97] فقال: إن ليوم القيامة حالات، فحالة يكونون فيها زرقا، وحالة عميا. {يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ} 20: 103 أصل الخفت في اللغة السكون، ثم قيل لمن خفض صوته خفته. والمعنى يتسارون، قاله مجاهد، أي يقول بعضهم لبعض في الموقف سرا {إِنْ لَبِثْتُمْ} أي ما لبثتم يعني في الدنيا، وقيل: في القبور {إِلَّا عَشْراً} 20: 103 يريد عشر ليال.
وقيل: أراد ما بين النفختين وهو أربعون سنة، يرفع العذاب في تلك المدة عن الكفار.- في قول ابن عباس- فيستقصرون تلك المدة. أو مدة مقامهم في الدنيا لشدة ما يرون من أهوال يوم القيامة، ويخيل إلى أمثلهم أي أعدلهم قولا وأعقلهم وأعلمهم عند نفسه أنهم ما لبثوا إلا يوما واحدا يعني لبثهم في الدنيا، عن قتادة، فالتقدير: إلا مثل يوم.
وقيل: إنهم من شدة هول المطلع نسوا ما كانوا فيه من نعيم الدنيا رأوه كيوم.
وقيل: أراد بيوم لبثهم ما بين النفختين، أو لبثهم في القبور على ما تقدم. {وعشرا} و{يوما} منصوبان بـ {لبثتم}.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال