سورة الأنبياء / الآية رقم 69 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوَهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنطِقُونَ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلايَضُرُّكُمْ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الأَرْضِ الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ

الأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياء




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (67) قالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (68) قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ (69) وَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70)} [الأنبياء: 21/ 66- 70].
أعلن إبراهيم عليه السلام موقفه الصريح بعد جدال قومه له في حادثة تكسير الأصنام، وقال لهم لما اعترفوا بأن تلك الآلهة لا تنطق: أتعبدون بدلا عن الله أشياء لا تنفعكم في الواقع إذا تأملتم بها خيرا، ولا تضركم شيئا إذا عاديتموها أو خفتم منها؟! {أُفٍّ لَكُمْ} أي تّبا لكم، وقبحا لآلهتكم، {أَفَلا تَعْقِلُونَ} أي أفلا تتدبرون ما أنتم فيه من الضلال والكفر، الذي لا يدين به إلا كل جاهل ظالم فاجر.
لقد استغل إبراهيم عليه السلام موضع الحجة حينما قالوا: إن الأصنام لا تنطق، فكلمهم موبخا على عبادتهم تماثيل لا تنفع بذاتها ولا تضر، ثم حقّر شأنها، وأزرى بها حين قال: {أُفٍّ لَكُمْ}. وهذه لفظة تقال عند المستقذرات من الأشياء، فيستعار ذلك للمكروه من المعاني، كهذا وغيره.
ولما تفوق إبراهيم عليه السلام بحجته الدامغة على قومه، وظهر الحق، وبان زيف الباطل، لجؤوا إلى الإيذاء والإضرار، والتخلص من إبراهيم جسديا، فقال بعضهم لبعض، والقائل هو نمروذ بن كنعان، أو رجل من أتباعه: احرقوا إبراهيم بالنار، وانصروا آلهتكم إن كنتم ناصريها حقا، فجمعوا حطبا كثيرا، ورموا إبراهيم من أعلى منجنيق، بعد أن شدّ برباط، ووضع في كفة المنجنيق، ثم ألقي في النار.
ولكن الله غالب على أمره، وقاهر كل شيء، وحافظ رسوله ونبيه، فحماه وعصمه من أذى النار، وسلب تأثير النار فيه، وقال: { يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ} أي كوني بردا غير ضار، فكانت النار وسطا لا حامية ولا باردة، ولو قال: «كوني بردا» فقط، ولم يقل: «وسلاما» لكان بردها أشد عليه من حرها.
وبرودتها حدثت بنزع الله عنها طبعها من الحر والإحراق، بعد أن احترق الحبل الذي ربط به إبراهيم فقط، وبقيت إضاءة النار وإشراقتها واشتعالها كما كانت، والله على كل شيء قدير. قال بعض العلماء: إن الله تعالى لو لم يقل: «وسلاما» لهلك إبراهيم من برد النار.
روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن إبراهيم لما ألقوه في النار، قال: «حسبي الله ونعم الوكيل» وقالها محمد عليهما السلام حين قالوا (أي المشركون): {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 3/ 173].
إن الصحيح في قصة إحراق إبراهيم هو ما أخبر عنه القرآن، لا تلك الحكايات والقصص الإسرائيلية غير الثابتة. والذي أخبر عنه الله تعالى: أن إبراهيم ألقي في النار، فجعلها الله عليه بردا وسلاما، فخرج منها سالما، وكانت أعظم آية.
وانتهت القصة: أن قوم إبراهيم أرادوا به مكرا، وتدبيرا يؤذيه ويقتله، فجعلهم الله المغلوبين الأسفلين، ونجّاه الله من النار.
وهذا درس بليغ في الإيمان بعظمة الله تعالى، وعبرة وعظة لذوي الأفهام، وتعليم أن إرادة الله فوق كل إرادة، وسلطانه فوق كل سلطان، فما أراده الله كان، وما لم يشأ الله لم يكن.
نجاة إبراهيم ولوط عليهما السلام:
لم يبق مجال أمام إبراهيم الخليل عليه السلام بعد محاولة إحراقه إلا الهجرة من أرض قومه وتركهم في ضلالتهم يعمهون. روي أن إبراهيم عليه السلام، لما خرج من النار، أحضره النمرود وكلمه، وأعلن إصراره على الكفر، وقال لإبراهيم: يا إبراهيم، أين جنود ربك الذي تزعم؟ فقال له: سيريك فعل أضعف جنوده، فبعث الله تعالى على نمرود وأصحابه سحابة من البعوض، فأكلتهم عن آخرهم، ودخلت منها بعوضة في رأس نمرود، فكان رأسه يضرب بالعيدان وغيرها، ودام تعذيبه بها زمنا طويلا، وهلك منها، وخرج إبراهيم عليه السلام وابن أخيه لوط عليه السلام من تلك الأرض في العراق مهاجرين، وهي كوثا من بلدة فاران آرام بالعراق، ومع إبراهيم ابنة عمه سارّة زوجه، وفي تلك السفرة لقي إبراهيم الملك الجبّار الذي رام أخذها منه، فحماها الله منه، وقال له إبراهيم: إنها أخته، ووصل إلى أرض الشام، وهي الأرض التي بارك الله فيها، قال الله تعالى واصفا هذا الحدث:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال