سورة الأنبياء / الآية رقم 74 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ القَرْيَةِ الَتِي كَانَت تَّعْمَلُ الخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الكَرْبِ العَظِيمِ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ القَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ

الأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياء




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ (74) وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (77)} [الأنبياء: 21/ 74- 77].
هذه مقابلة ومقارنة بين رسولين صالحين، وبين وصف مشترك لأقوامهما، وهو أنهم كانوا أهل سوء فاسقين، بسبب الكفر برسالة الأنبياء.
أما لوط عليه السلام: فقد آتاه الله تعالى النبوة والحكمة (وهي ما يجب فعله) والعلم والمعرفة، والحكم: وهو حسن الفصل في الخصومات بين الناس. وكان علمه علم النبوة الشامل لشؤون العقيدة والعبادة وطاعة الله تعالى، بعثه الله إلى أهل «سدوم» وتوابعها من القرى السبع، فخالفوه وكذبوه، فأهلكهم الله ودمرهم، كما أخبر سبحانه في مواضع من القرآن المجيد، والنبوة والحكمة كانتا نعمتين عظيمتين على لوط عليه السلام، وهناك نعمتان أخريان وهما:
أن الله سبحانه نجى لوطا من العذاب الذي عذب به أهل سدوم الذين ارتكبوا خبائث الأعمال، ومنها ما يسمى باللواط، فكانوا جماعة سوء وقبح، خارجين عن جادة الطاعة لله تعالى، منغمسين في الرذيلة والمعصية، كما قال تعالى: {إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ}.
والنعمة الرابعة على لوط عليه السلام: أنّ ربه أدخله في رحمته، وجعله من أهل جنته لأنه كان من الذين يعملون صالح الأعمال، ويؤدون فروض الطاعة لله تعالى، فيمتثل الأوامر، ويجتنب النواهي.
وأردف الله تعالى ذلك بإيراد خبر نوح عليه السلام، للعظة والعبرة المتشابهة أيضا، وهو أنه أمر الله رسوله محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم أن يذكر لقومه حين نادى نوح ربه مستنصرا به، داعيا على قومه لما كذبوه، كما حكى القرآن عن نوح: {فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10)} [القمر: 54/ 10].
وفي آية أخرى: {وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً (26)} [نوح: 71/ 26]. وكان ذلك قبل رسالة خاتم النبيين وقبل إبراهيم ولوط فاستجاب الله دعاءه، ونجاه وأهله المؤمنين من الغرق بالطوفان، والشدة والأذى، وهو الكرب العظيم الذي تعرضت له الدنيا، بغمرة الطوفان والغم الشديد، والعذاب النازل بأهل الشرك والكفر، وتكذيب نوح، وإيذائه إيذاء شديدا، بعد أن لبث فيهم يدعوهم إلى توحيد الله ألف سنة إلا خمسين عاما، فلم يؤمن به إلا قليل.
لقد صار الماء الذي هو مصدر الحياة، مصدر الفناء، فهو إذا كثر يصبح دمارا، كالريح الهوجاء العاتية، يكون الهواء اللطيف أساس الحياة، فإذا اشتد كان ضررا.
ولم يكن تعذيب قوم نوح بالطوفان إلا حقا وعدلا من الله تعالى، فإنهم لما كذّبوا بآيات الله سبحانه، وكانوا قوم شر وسوء، وفسق وعصيان، أغرقهم الله جميعا، لاجتماع الأمرين: تكذيب الحق ورسالة النبي، والإغراق في الشر، ولم يجتمع هذان السببان في قوم إلا وأهلكهم الله تعالى، وذلك جزاء الظالمين.
فهل يعتبر أهل مكة الوثنيون وأمثالهم بقصة قوم نوح ولوط، وما أصابهم من العذاب الشديد، وكيف كان النصر للمؤمنين، والعذاب الشامل للكافرين.
إن طريق العظة: هو الإيمان بالله ربا واحدا لا شريك له، وبالاستقامة على درب الإيمان ولزوم الطاعة لله عز وجل، والبعد عن المعاصي والمنكرات.
نعم الله تعالى على داود وسليمان عليهما السلام:
لن ينسى التاريخ الإنساني الدور القيادي العظيم والجهاد والتضحيات للرسل والأنبياء عليهم السلام، فلولا هم لكان الناس في حيرة وضلال، ونزاع مستمر واقتتال، ربما أدى إلى انقراض النوع البشري، وكان من فضل الله وإنعامه: أنه أعدّ هؤلاء الصفوة القادة إعدادا رائعا خاصا، ليكونوا أهلا للقيادة، وأسوة حسنة للبشرية، وأمدهم بنعم كثيرة، فضلا عن نعمة النبوة والرسالة، منها الحكم والقضاء بين الناس، والعلم والمعرفة السديدة، وعزة النفس وقوة الإرادة، ووسائل الكسب الشريف، قال الله تعالى مبينا نوعا من هذه النّعم على داود وسليمان عليهما السلام:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال