سورة الأنبياء / الآية رقم 76 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ القَرْيَةِ الَتِي كَانَت تَّعْمَلُ الخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الكَرْبِ العَظِيمِ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ القَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ

الأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياء




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَرَجَعُواْ إلى أَنفُسِهِمْ} وراجعوا عقولهم. {فَقَالُواْ} فقال بعضهم لبعض. {إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظالمون} بهذا السؤال أو بعبادة من لا ينطق ولا يضر ولا ينفع لا من ظلمتموه بقولكم {إِنَّهُ لَمِنَ الظالمين}.
{ثُمَّ نُكِسُواْ على رُؤُوسِهِمْ} انقلبوا إلى المجادلة بعدما استقاموا بالمراجعة، شبه عودهم إلى الباطل بصيرورة أسفل الشيء مستعلياً على أعلاه. وقرئ: {نُكِّسُواْ} بالتشديد و{نكسوا} أي نكسوا أنفسهم. {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلآءِ يِنْطِقُونَ} فكيف تأمرنا بسؤالها وهو على إرادة القول.
{قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلاَ يَضُرُّكُمْ} إنكار لعبادتهم لها بعد اعترافهم بأنها جمادات لا تنفع ولا تضر فإنه ينافي الألوهية.
{أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} تضجر منه على إصرارهم بالباطل البين، و{أُفّ} صوت المتضجر ومعناه قبحاً ونتناً واللام لبيان المتأفف له. {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} قبح صنيعكم.
{قَالُواْ} أخذا في المضارة لما عجزوا عن المحاجة. {حَرِّقُوهُ} فإن النار أهول ما يعاقب به. {وانصروا ءَالِهَتَكُمْ} بالانتقام لها. {إِن كُنتُمْ فاعلين} إن كنتم ناصرين لها نصراً مؤزراً، والقائل فيهم رجل من أكراد فارس اسمه هيون خسف به الأرض وقيل نمروذ.
{قُلْنَا يَا نَارُ كُونِى بَرْداً وسلاما على إبراهيم} ذات برد وسلام أي ابردي بردا غير ضار، وفيه مبالغات جعل النار المسخرة لقدرته مأمورة مطيعة وإقامة {كُونِى} ذات برد مقام أبردي، ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. وقيل نصب {سَلاَماً} بفعله أي وسلمنا سلاماً عليه. روي أنهم بنوا حظيرة بكوثى وجمعوا فيها ناراً عظيمة ثم وضعوه في المنجنيق مغلولاً فرموا به فيها فقال له جبريل: هل لك حاجة، فقال: أما إليك فلا فقال: فسل ربك فقال: حسبي من سؤالي علمه بحالي، فجعل الله تعالى ببركة قوله الحظيرة روضة ولم يحترق منه إلا وثاقه، فاطلع عليه نمرود من الصرح فقال إني مقرب إلى إلهك فذبح أربعة آلاف بقرة وكف عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام. وكان إذ ذاك ابن ست عشرة سنة وانقلاب النار هواء طيباً ليس ببدع غير أنه هكذا على خلاف المعتاد فهو إذن من معجزاته. وقيل كانت النار بحالها لكنه سبحانه وتعالى دفع عنه أذاها كما ترى في السمندل ويشعر به قوله على إبراهيم.
{وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً} مكراً في إضراره. {فجعلناهم الأخسرين} أخسر من كل خاسر لما عاد سعيهم برهاناً قاطعاً على أنهم على الباطل وإبراهيم على الحق وموجباً لمزيد درجته واستحقاقهم أشد العذاب.
{ونجيناه وَلُوطاً إِلَى الأرض التى بَارَكْنَا فِيهَا للعالمين} أي من العراق إلى الشام وبركاته العامة أن أكثر الأنبياء بعثوا فيه فانتشرت في العالمين شرائعهم التي هي مبادي الكمالات والخيرات الدينية والدنيوية.
وقيل كثرة النعم والخصب الغالب. روي أنه عليه الصلاة والسلام نزل بفلسطين ولوط عليه الصلاة والسلام بالمؤتفكة وبينهما مسيرة يوم وليلة.
{وَوَهَبْنَا لَهُ إسحاق وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} عطية فهي حال منهما أو ولد ولد، أو زيادة على ما سأل وهو إسحاق فتختص بيعقوب ولا بأس به للقرينة. {وَكُلاًّ} يعني الأربعة. {جَعَلْنَا صالحين} بأن وفقناهم للصلاح وحملناهم عليه فصاروا كاملين.
{وجعلناهم أَئِمَّةً} يقتدى بهم. {يَهْدُونَ} الناس إلى الحق. {بِأَمْرِنَا} لهم بذلك وأرسلنا إياهم حتى صاروا مكملين. {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخيرات} ليحثوهم عليها فيتم كمالها بانضمام العمل إلى العلم، وأصله أن تفعل الخيرات ثم فعلا الخيرات وكذلك قوله: {وَإِقَامَ الصلاة وَإِيتَاء الزكواة} وهو من عطف الخاص على العام للتفضيل، وحذفت تاء الإِقامة المعوضة من إحدى الألفين لقيام المضاف إليه مقامها. {وَكَانُواْ لَنَا عابدين} موحدين في العبادة ولذلك قدم الصلة.
{وَلُوطاً اتيناه حُكْماً} حكمة أو نبوة أو فصلاً بين الخصوم. {وَعِلْماً} بما ينبغي علمه للأنبياء. {ونجيناه مِنَ القرية} قرية سدوم. {التى كَانَت تَعْمَلُ الخبائث} يعني اللواطة وصفها بصفة أهلها أو أسندها إليها على حذف المضاف وإقامتها مقامه ويدل عليه: {إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فاسقين} فإنه كالتعليل له.
{وأدخلناه فِى رَحْمَتِنَا} في أهل رحمتنا أو جنتنا. {إِنَّهُ مِنَ الصالحين} الذين سبقت لهم منا الحسنى.
{وَنُوحاً إِذْ نادى} إذ دعا الله سبحانه على قومه بالهلاك. {مِن قَبْلُ} من قبل المذكورين. {فاستجبنا لَهُ} دعاءه. {فنجيناه وَأَهْلَهُ مِنَ الكرب العظيم} من الطوفان أو أذى قومه والكرب الغم الشديد.
{ونصرناه} مطاوع انتصر أي جعلناه منتصراً. {مِنَ القوم الذين كَذَّبُواْ بئاياتنا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فأغرقناهم أَجْمَعِينَ} لاجتماع الأمرين تكذيب الحق والانهماك في الشر، ولعلهما لم يجتمعا في قوم إلا وأهلكهم الله تعالى.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال