سورة البقرة / الآية رقم 249 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لاَ طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ المُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ تَلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ

البقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248) فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ (251) تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252)} [البقرة: 2/ 248- 252].
وقال لهم نبيهم صموئيل: إن علامة ملك طالوت أن يأتيكم صندوق التوراة الذي أخذه منكم أعداؤكم في فلسطين، فيه طمأنينة لقلوبكم وسكون للنفس، فيما اختلفتم فيه من أمر طالوت، وفيه بقية: قطع من ألواح التوراة، ومخلّفات أو آثار آل موسى وآل هارون، كعصا موسى، تحمله الملائكة حتى تضعه في بيت طالوت، إن في ذلك علامة على ملكه، إن كنتم مؤمنين بالله حقا، فاسمعوا لطالوت وأطيعوه. قال ابن عباس: كانت العماليق قد سبوا التابوت من بني إسرائيل، فجاءت الملائكة بالتابوت تحمله بين السماء والأرض، وهم ينظرون إليه، حتى وضعوه عند طالوت، فلما رأوا ذلك قالوا: نعم، فسلّموا له وملّكوه، وكانت الأنبياء إذا حضروا قتالا، قدموا التابوت بين أيديهم.
فلما خرج طالوت عن بلده بيت المقدس، مع جنوده، لقتال العمالقة، قال لهم طالوت: إن اللّه مختبركم بنهر: هو نهر الأردن، فمن شرب منه، فليس من جنودي أو أصحابي، ومن لم يذقه أو لم يشرب منه، فإنه من أتباعي وجنودي، إلا من أخذ منه بمقدار ملء الكف، بالاغتراف غرفة واحدة، فشربوا منه، وعصوا أمر الملك، إلا عددا قليلا منهم، بعدد أصحاب بدر (314). فلما اجتاز طالوت النهر وجماعته المؤمنون القلة الطائعون، قال ضعفاء الإيمان منهم: لا قدرة لنا على قتال جالوت:
أكبر طاغية وثني، كان قد احتل مع أتباعه فلسطين، ولا قوة لنا على قتال جنوده لكثرتهم وقلة عددنا، قال الذين يتيقنون أنهم ملاقو ربهم في الآخرة: قد تغلب الجماعة القليلة الجماعة الكثيرة، بإرادة اللّه ونصره وتأييده، واللّه مع الصابرين بالعون، وإن النصر مع الصبر، وليس بكثرة العدد.
ولما ظهروا لقتال جالوت (أمير العمالقة) وجنوده، قالوا: ربنا صبّرنا كثيرا، وثبتنا وقوّنا على الجهاد وعدم الفرار، وانصرنا على أعدائنا الكفار: جالوت وجنوده، ومدّنا بالعون حتى نتغلب عليهم.
فاستجاب اللّه دعاءهم، وهزموا العمالقة بأمر اللّه وإرادته، وقتل داود بن إيشا- أحد جنود عسكر طالوت- جالوت الجبار الكافر، وأعطى اللّه داود النبوة وهي الحكمة، وجعله ملكا على بني إسرائيل أثناء حياة طالوت، بعد أن كان راعيا، وعلّمه ربه من علومه، كصناعة الدروع، ومعرفة منطق الطير. ولولا مدافعة بعض الناس ببعضهم، ومقاومة الأشرار، لتغلب المفسدون، وقتلوا المؤمنين، وأهلكوا الحرث والنسل والناس الآمنين، ولكن اللّه صاحب الفضل على العالمين، يتولى رعايتهم وحفظهم.
هذه آيات اللّه في هذه القصة، نقصّها عليك أيها النبي بالحق: وهو الخبر الصحيح من غير زيادة ولا نقصان ولا تحريف، وإنك يا محمد النبي: من جملة رسل اللّه، يأتيك وحي اللّه تعالى، وتخبر به الناس، وهذا تقوية لقلبه وإيناس وتثبيت لشأنه.
درجات الأنبياء وموقف الناس من رسالاتهم:
ليس كل الناس على درجة أو مرتبة واحدة، وإنما يتفاوتون في درجاتهم ومراتبهم عند اللّه وعند الناس بمقدار قيامهم بالواجب، وتفانيهم في أداء الحق، والتزامهم أوامر اللّه، وتباينهم في العمل الصالح.
وشاءت حكمة اللّه أن يتفاوت الأنبياء والرسل أيضا في الدرجات بمقدار تضحياتهم وتفاوت آثارهم أو تأثيراتهم في الحياة الإنسانية، فكان ذلك سببا في تفضيل بعض الأنبياء على بعض، بتخصيصه بمفخرة ليست لغيره، وأفضل الرسل:
هم أولو العزم، قال أبو هريرة رضي اللّه عنه: خير ولد آدم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، وهم أولو العزم. وقد سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن آدم: أنبي مرسل هو؟ فقال: «نعم نبي مكلّم».
ولكن كان تكليم آدم في الجنة، لا في الدنيا.
رفع اللّه بعض الأنبياء على من عداه درجات في الفضل والشرف، وكلم موسى عليه السلام ربه في الدنيا، فهو كليم اللّه، وآتى اللّه عيسى ابن مريم الآيات الواضحات، كتكليمه في المهد وهو طفل، وإحياء الموتى وإبراء الأكمه (الذي ولد أعمى) والأبرص بإذن اللّه، وأيده اللّه بروح القدس جبريل عليه السلام مع روحه الطاهرة ونفسه الصافية، وتلك هي منزلته دون تفريط ولا إفراط، فاليهود حطت من شأنه واتهمته واتهمت أمه، وغير اليهود رفعوه إلى درجة الألوهية، وواقعه أنه مخلوق بإذن اللّه وبنفخ الروح فيه من عند اللّه من غير أب، ومرّ بأدوار الحمل والطفولة كغيره من الناس، وعاش يأكل ويشرب، ويدعوا إلى وحدانية اللّه، واتباع أوامر اللّه، والاستعداد لجنان الخلد، والبعد عن المعاصي والمنكرات، كغيره من البشر الأنبياء، فهو رسول كريم على اللّه، لا يرقى إلى درجة الألوهية.
قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال