سورة الحج / الآية رقم 50 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ المَصِيرُ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَحِيمِ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ

الحجالحجالحجالحجالحجالحجالحجالحجالحجالحجالحجالحجالحجالحجالحج




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (49) فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (50) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (51)} [الحج: 22/ 49- 51].
إن استعجل القرشيون المكيون عذاب الله، فقل لهم يا محمد: إنما أنا لكم نذير من عذاب الله، أي مجرد منذر ومحذر واضح المقصد، ليس لي أن أعجل عذابا، ولا أن أؤخّره عن وقته، أرسلني الله إليكم لأحذركم من الوقوع في العذاب الشديد، وليس إلي من حسابكم شيء، بل أمركم إلى الله: إن شاء عجل لكم العذاب، وإن شاء أخّره عنكم، وإن شاء تاب على من يتوب إليه، وهو سبحانه الفعال لما يريد ويختار، ومهمتي كما تتضمن الإنذار والتخويف، تتضمن التبشير بالجنة والترغيب، لفتح باب الأمل أمام المقصرين، وتدارك أخطاء الماضي، وعلاج الأحداث. فالناس صنفان: صنف المؤمنين، وصنف الكافرين.
أما الصنف الأول: فهم الذين صدقت قلوبهم بوجود الله وتوحيده، وصدقوا الرسول وما أنزل عليه من الكتاب، وآمنوا بالملائكة واليوم الآخر، وقرنوا بإيمانهم أعمالهم الصالحة من أداء الفرائض، والتقرب بالقربات، وإحسان القول والفعل، وهؤلاء يغفر الله لهم سيئاتهم، ويثيبهم على عملهم الصالح، ويرزقهم رزقا حسنا في الدنيا، ورزقا كريما في الآخرة وهو الجنة التي وصفها تعالى بقوله: {وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ} [الزخرف: 43/ 71] وأيد ذلك وصف الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم لها بما أخرجه أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه: «فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر».
ووصف الرزق بالكريم: «رزق كريم» لنفي المذام، كما تقول: ثوب كريم، ومنزل كريم.
وأما الصنف الثاني: فهم الذين كفروا بربهم وبآياته المنزلة في قرآنه، وكانوا معاجزين، مجاهدين في إبطال آيات الله، وردّ دعوة الدين والتكذيب بها، وثبّطوا الناس عن متابعة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، ظنا منهم أنهم يعجزون ربهم، ويتفلتون من أمره، وأن ربهم لا يقدر عليهم، وهم في الواقع أهل النار الشديدة الإحراق، الكريهة العذاب والنكال، المقيمون فيها على الدوام، كما قال الله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ (88)} [النحل: 16/ 88].
وقوله تعالى: {سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ} معناه: تحيلوا وكادوا، من السعاية.
والآيات: آيات القرآن الكريم، أي كادوا بالتكذيب وسائر أقوالهم. والمعاجزين: الظانين أنهم يغلبون الله تعالى. وقوله سبحانه: {أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ}: أي هم الكفرة لا غيرهم أهل النار، وشبّههم بالصاحب المالك: من حيث الدوام على العذاب في نيران الجحيم.
إن هذه الموازنة الدقيقة بين الصنفين في دار الدنيا قبل مجيء الآخرة تقتضي من العقلاء الحريصين على مصالحهم ونجاتهم أن يفكروا مليا في الأمر، قبل صدمة المفاجآت، وانقسام الناس قسمين: أبرار أخيار في الجنان، وفجار فساق كفار في النيران.
صيانة الوحي عن الشياطين:
قصة الغرانيق:
لا يمكن أن يقبل عقل أو يصدق إنسان، بتدخل الشياطين في الوحي الإلهي، لأن الله القادر على كل شيء يمحق كل إفك، ويحجب كل افتراء، ولو جاز شيء من هذا، لارتفع الأمان عن شرع الله، وبطلت الأحكام والشرائع، إذ لا فرق في العقل بين نقصان الوحي أو زيادته، أو تشوية معالمه، وهذا يبطل ما يسمى بقصة الغرانيق أي الأصنام، التي زعم الوثنيون أن النبي محمدا أشاد بها في القرآن فقال: «تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتهم لترتجى». وهذه آيات كريمة تميط اللثام عن إفك هذه القصة المكذوبة المفتراة.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال