سورة الحج / الآية رقم 71 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي البَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وَجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا المُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ المَصِيرُ

الحجالحجالحجالحجالحجالحجالحجالحجالحجالحجالحجالحجالحجالحجالحج




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (71) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72) يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73)} [الحج: 22/ 71- 73].
هذه ألوان من أباطيل المشركين الدالة على جهلهم وكفرهم وسخفهم، فهم يعبدون آلهة من غير الله، ليس لهم دليل نقلي ولا عقلي على صحة عبادتها، والله سبحانه لم ينزل حجة ولا برهانا من السماء، يدل على إباحة عبادتها، وليس لديهم دليل عقلي مقبول يسوغ هذه العبادة، فيكونون ظالمي أنفسهم بتلك العبادة، وليس للظالمين ناصر ينصرهم، أو محام وكيل يدافع عنهم إذا نزل بهم العقاب أو العذاب.
- وإذا تليت على المشركين آيات القرآن، ودلائله الواضحة على توحيد الله، وعلى صدق رسله الكرام، ظهرت على وجوههم علامات الغيظ والغضب، وطفحت قلوبهم بالحقد والنفور.
إنهم يوشك أن يبطشوا بالذين يتلون عليهم آيات الله وسور القرآن، مما يشير إلى امتلاء قلوبهم بالكفر، وتسلط الجهل والعناد عليها، حتى صاروا ميئوسا من علاجهم، وعودتهم أصحاء الفكر والعقيدة.
قل أيها النبي محمد لهؤلاء المشركين على جهة التوعد والتقريع: أأخبركم بشرّ من ذلكم السطو على المؤمنين، وغيظكم الذي ملأ قلوبكم؟ وكأن قائلا قال له: وما هو؟ قال: النار، أي نار جهنم وعد الله بها الكافرين، فعذابها أشد وأعظم مما تهددون به المؤمنين في الدنيا، وبئس المصير، أي بئس النار موئلا ومقاما لكم، كما جاء في آية أخرى: {إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (66)} [الفرقان: 25/ 66]. والمصير:
مفعل من «صار»: إذا تحول من حال إلى حال.
ثم ذكر الله تعالى مثلا يدل على حقيقة الأصنام وفساد عبادتها، وسخف عابديها، فخاطب جميع العالم بقوله: {يا أَيُّهَا النَّاسُ} قاطبة، ضرب الله تعالى مثلا لهذه الأصنام، فاستمعوا لهذا المثل، وتفهموا حال تلك المعبودات، فإذا أدركتم حالها، وبقيتم على عبادتها، كنتم أسوأ منها. إن ما تعبدون من غير الله من الأصنام والأنداد، لن يقدروا على خلق أتفه شيء، ولو ذبابة واحدة أو بعوضة، حتى ولو اجتمع لهذه المهمة جميع تلك المعبودات وعابديها، وكما أنها عاجزة عن خلق ذبابة واحدة، فهي عاجزة عن مقاومة الذباب والانتصار منه، فإن يسلبها الذباب شيئا مما عليها من الطيب الذي كانوا يضمخون به أوثانهم، لم يقدروا على استنقاذه منها، علما بأن الذباب أضعف مخلوقات الله، لذا قال تعالى: {ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} أي عجز الطالب وهو الإله المعبود من دون الله، أي الصنم، من استنقاذ الشيء المسلوب من الذباب المطلوب، أو ضعف عابد الصنم والصنم المعبود.
وعلى أي من القولين دلّ ضعف الذباب المحسوس، وضعف الأصنام الملموس، على أن الأصنام في أحط رتبة، وأخسّ منزلة، ومن عبدها كان على شاكلتها، بل أسوأ منها، لأن كرامة الإنسان وارتقاءه أشرف من أن يذل لحجر أو معدن أو هيكل فارغ المحتوى والمعنى.
تعظيم الله وتوحيده واختياره:
الإله المالك الخالق الرازق المنعم المتفضل، يتطلب طبعا وعقلا الإقرار بعظمته، وتوحيده، وإفراد الأمر إليه في اختيار ما يشاء، وإرادة ما يريد، سواء في الإحياء والإماتة، أو الرزق والنعمة، أو إرسال الرسل، واختيار الملائكة، وإنزال الكتب، فهو العليم بالمصلحة، وإليه المرجع والمآب، لا رادّ لقضائه، ولا معقّب لحكمه. غير أن الناس إما في غفلة عن هذه الواجبات، أو في جحود وإنكار، فيكون القرآن العظيم هو الدواء الناجع لعلاج التقصير، والمذكّر بما يجب على الإنسان نحو ربه، قال الله تعالى واصفا أحوال الجاحدين:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال