سورة المؤمنون / الآية رقم 85 / تفسير تفسير الشوكاني / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّنضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُونَ قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ لَقَدْ وَعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ

المؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنون




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


أمر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأل الكفار عن أمور لا عذر لهم من الاعتراف فيها، ثم أمره أن ينكر عليهم بعد الاعتراف منهم ويوبخهم فقال: {قُل لّمَنِ الأرض وَمَن فِيهَا} أي قل يا محمد لأهل مكة هذه المقالة، والمراد بمن في الأرض: الخلق جميعاً، وعبر عنهم بمن تغليباً للعقلاء {إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} شيئاً من العلم، وجواب الشرط محذوف، أي إن كنتم تعلمون فأخبروني، وفي هذا تلويح بجهلهم وفرط غباوتهم {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} أي لا بدّ لهم أن يقولوا ذلك؛ لأنه معلوم ببديهة العقل. ثم أمره سبحانه أن يقول لهم بعد اعترافهم: {أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} ترغيباً لهم في التدبر وإمعان النظر والفكر، فإن ذلك مما يقودهم إلى اتباع الحق وترك الباطل؛ لأن من قدر على ذلك ابتداء قدر على إحياء الموتى.
{قُلْ مَن رَّبُّ السموات السبعِ وَرَبُّ العرش العظيم * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} جاء سبحانه باللام نظراً إلى معنى السؤال، فإن قولك: من ربه، ولمن هو في معنى واحد، كقولك: من ربّ هذه الدار؟ فيقال: زيد، ويقال: لزيد. وقرأ أبو عمرو، وأهل العراق: {سيقولون الله} بغير لام نظراً إلى لفظ السؤال، وهذه القراءة أوضح من قراءة الباقين باللام، ولكنه يؤيد قراءة الجمهور أنها مكتوبة في جميع المصاحف باللام بدون ألف، وهكذا قرأ الجمهور في قوله: {قل من بيده ملكوت كلّ شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون لله} باللام نظراً إلى معنى السؤال كما سلف. وقرأ أبو عمرو وأهل العراق بغير لام نظراً إلى لفظ السؤال، ومثل هذا قول الشاعر:
إذا قيل من ربّ المزالف والقرى *** وربّ الجياد الجرد قيل لخالد
أي لمن المزالف، والملكوت: الملك، وزيادة التاء للمبالغة، نحو جبروت ورهبوت، ومعنى {وَهُوَ يُجْيِرُ}: أنه يغيث غيره إذا شاء ويمنعه {وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ} أي لا يمنع أحد أحداً من عذاب الله ولا يقدر على نصره وإغاثته، يقال: أجرت فلاناً: إذا استغاث بك فحميته، وأجرت عليه: إذا حميت عنه {قُلْ فأنى تُسْحَرُونَ} قال الفراء والزجاج: أي تصرفون عن الحق وتخدعون، والمعنى: كيف يخيل لكم الحق باطلاً والصحيح فاسداً؟ والخادع لهم: هو الشيطان أو الهوى أو كلاهما.
ثم بين سبحانه أنه قد بالغ في الاحتجاج عليهم فقال: {بَلْ أتيناهم بالحق} أي الأمر الواضح الذي يحقّ اتباعه {وَإِنَّهُمْ لكاذبون} فيما ينسبونه إلى الله سبحانه من الولد والشريك، ثم نفاهما عن نفسه فقال: {مَا اتخذ الله مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ} {من} في الموضعين زائدة لتأكيد النفي.
ثم بين سبحانه ما يستلزمه ما يدّعيه الكفار من إثبات الشريك، فقال: {إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إله بِمَا خَلَقَ} وفي الكلام حذف تقديره لو كان مع الله آلهة لانفرد كل إله بخلقه واستبدّ به وامتاز ملكه عن ملك الآخر، ووقع بينهم التطالب والتحارب والتغالب {وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ} أي غلب القويّ على الضعيف وقهره وأخذ ملكه كعادة الملوك من بني آدم، وحينئذٍ فذلك الضعيف المغلوب لا يستحق أن يكون إلها، وإذا تقرّر عدم إمكان المشاركة في ذلك، وأنه لا يقوم به إلا واحد تعين أن يكون هذا الواحد هو الله سبحانه، وهذا الدليل كما دلّ على نفي الشريك فإنه يدلّ على نفي الولد؛ لأن الولد ينازع أباه في ملكه. ثم نزّه سبحانه نفسه فقال: {سبحان الله عَمَّا يَصِفُونَ} أي: من الشريك والولد وإثبات ذلك لله عزّ وجل: {عالم الغيب والشهادة} أي: هو مختص بعلم الغيب والشهادة، وأما غيره فهو وإن علم الشهادة لا يعلم الغيب. قرأ نافع وأبو بكر وحمزة والكسائي: {عالم} بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي هو عالم، وقرأ الباقون بالجرّ على أنه صفة لله أو بدل منه.
وروي عن يعقوب أنه كان يخفض إذا وصل ويرفع إذا ابتدأ {فتعالى} الله {عَمَّا يُشْرِكُونَ} معطوف على معنى ما تقدّم كأنه قال: علم الغيب فتعالى، كقولك: زيد شجاع فعظمت منزلته، أي شجع فعظمت، أو يكون على إضمار القول، أي أقول: فتعالى الله، والمعنى: أنه سبحانه متعالٍ عن أن يكون له شريك في الملك.
{قُل رَّبّ إِمَّا تُرِيَنّى مَا يُوعَدُونَ} أي إن كان ولا بدّ أن تريني ما يوعدون من العذاب المستأصل لهم. {رَبّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي القوم الظالمين} أي قل يا ربّ فلا تجعلني. قال الزجاج: أي إن أنزلت بهم النقمة يا ربّ فاجعلني خارجاً عنهم، ومعنى كلامه هذا: أن النداء معترض، و{ما} في: {إما} زائدة، أي قل ربّ إن تريني، والجواب: {فلا تجعلني} وذكر الربّ مرّتين مرة قبل الشرط، ومرّة بعده مبالغة في التضرع. وأمره الله أن يسأله أن لا يجعله في القوم الظالمين مع أن الأنبياء لا يكونون مع القوم الظالمين أبداً، تعليماً له صلى الله عليه وسلم من ربه كيف يتواضع، وقيل: يهضم نفسه، أو لكون شؤم الكفر قد يلحق من لم يكن من أهله، كقوله: {واتقوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الذين ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25].
ثم لما كان المشركون ينكرون العذاب، ويسخرون من النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا ذكر لهم ذلك، أكد سبحانه وقوعه بقوله: {وَإِنَّا على أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لقادرون} أي أن الله سبحانه قادر على أن يري رسوله عذابهم، ولكنه يؤخره لعلمه بأن بعضهم سيؤمن، أو لكون الله سبحانه لا يعذبهم والرسول فيهم.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال