سورة المؤمنون / الآية رقم 86 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّنضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُونَ قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ لَقَدْ وَعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ

المؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنون




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (90)} [المؤمنون: 23/ 84- 90].
هذه مناقشات لعقائد المشركين، تتضمن الرد عليهم لإثبات البعث والقيامة وهي:
1- قل أيها النبي الرسول لمنكري الآخرة: من مالك الأرض ومالك من فيها من الحيوان والنبات والثمرة، وغير ذلك من المخلوقات الأرضية، إن كنتم من أهل العلم بذلك؟ وقوله سبحانه: {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} توبيخ لهم، واستهانة بهم، وإعلان لجهلهم.
إنهم سيقرون على الفور وبحسب دلالة العقل بداهة بأن ذلك كله لله وحده ملكا وخلقا وتدبيرا.
فإذا أقروا بذلك، فقل لهم أيها الرسول: أفلا تتعظون وتتدبرون أن من خلق هذا ابتداء، قادر على إعادته انتهاء، وأنه لا تصح العبادة إلا للقادر على الخلق والإحياء، والإماتة والإنهاء!! 2- وقل أيها النبي الرسول أيضا لهم: من خالق السماوات السبع وما فيها من الكواكب النيرة، ومجموعات النجوم العظيمة، والملائكة في كل أنحائها، ومن خالق العرش العظيم ومن ربّه والمهيمن عليه؟ فالعرش يجمع بين صفتين: العظمة والكبر اتساعا وعلوا، والحسن والبهاء في الجمال.
إنهم سيعترفون على الفور وبالفطرة بأن ذلك كله لله وحده، ولا جواب سواه.
فقل لهم حينئذ: إذا كنتم تعترفون بذلك، أفلا تخافون عقاب الله، وتحذرون عذابه في عبادتكم معه غيره، وإشراككم به سواه؟! وهذه الآية تدل على أن المشركين يعترفون لله بالربوبية، وأنه واحد فيها، ويشركون معه غيره في الألوهية، حتى عبدوا معه غيره مما لا نفع له ولا ضر.
وبما أن العالم العلوي والسفلي لله تعالى، فهو مدبر شؤونهما، فقل لهم أيها الرسول الكريم: من بيده الملك والتصريف والتدبير لشؤون الكون سمائه وأرضه، وبيده ملك كل شيء، وهو سبحانه يحمي ويجير، ويغيث ويمنع الآخرين، ولا يجار ولا يمنع منه، لأنه صاحب السلطان الأعظم، والمهيمن الأكبر، والسيد المطلق في الأكوان.
وكلمة {مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} الملكوت: مصدر في بنائه مبالغة كالجبروت والرهبوت.
والمراد من قوله تعالى: {وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ} أنه تبارك وتعالى إذا منع أحدا فلا يقدر عليه، وإذا أراد أحدا فلا مانع له، وكذلك في سائر قدرته، وما نفذ من قضائه، لا يعارض ذلك شيء، ولا يحيله عن مجراه، إنهم سيقرون بلا تردد بأن المالك المدبر للكون هو الله، لا غيره، فقل لهم مستغربا موبخا: { فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} أي فكيف تخدعون عن توحيد الله وطاعته؟! والخادع: هو الشيطان والهوى.
والواقع: ليس الأمر كما يقولون من نسبتهم إلى الله تعالى ما لا يليق به، فلقد جئناهم بالقول الحق، والدليل القاطع، والإخبار الصادق الثابت بأنه لا إله إلا الله، وأقمنا الدليل الصحيح على ذلك كله، ولكنهم مع كل ذلك لكاذبون فيما ذكروا لله تعالى من الصاحبة والولد والشريك، وفي إنكار الحق، وفي عبادتهم مع الله غيره، ولا دليل لهم على مزاعمهم الباطلة وعقائدهم الملوثة، إنهم حيارى تائهون، وجهلة بعيدون عن المنطق والعقل، وذلك كما جاء في آية أخرى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (117)} [المؤمنون: 23/ 117]. فهؤلاء المشركون لا دليل على صحة عقائدهم، وإنما هم قوم مقلدون عن غير وعي ورشد، آباءهم وأسلافهم الضالين.
نفي اتخاذ الله ولدا:
وقع العقل الوثني بسبب الوثنية في ألوان مختلفة من الخرافات والأوهام، ومن أخطرها نسبة الولد والصاحبة والشريك لله، وهذا فضلا عن كونه يتنافى مع حقيقة الألوهية والعقل والحكمة، هو مدعاة للفساد والخراب في العالم، لأن سلطان الألوهية يضعف ويفسد، وتنهار معه النظم الكبرى، وتتداعى المشكلات المدمرة إذا قلنا بتعدد الآلهة، لذا كان جوهر الرسالات الإلهية والنبوات والكتب السماوية إقرار مبدأ توحيد الإله، ورفض كل أنواع تعدد الآلهة ومزاعم الوثنية، قال الله تعالى معلنا مبدأ وحدة الألوهية والربوبية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال