سورة النور / الآية رقم 34 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوَهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى البِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ المِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ

النورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنور




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34) اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)} [النور: 24/ 34- 35].
هذه هي آيات التنوير الحسي والمعنوي، المادي والقلبي، فلقد وصف الله تعالى في الآية الأولى القرآن الكريم بصفات ثلاث وهي:
أولا- لقد أنزلنا في هذه السورة- سورة النور وغيرها آيات مفصّلات الأحكام والحدود والشرائع التي يحتاج الناس إليها، وموضحات الحق ومعالمه ودروبه.
ثانيا- أنزل الله في قرآنه أيضا أمثلة من أخبار الأمم المتقدمة، وضرب للناس من أمثال الماضين من الأمم، ليقع التحفظ والحذر مما وقع أولئك فيه.
ثالثا- وأنزل الله سبحانه مواعظ وزواجر لمن اتقى الله وخاف عذابه فتلك الآيات الموضّحة، والأمثلة المؤثرة، والمواعظ الزاجرة هي لخير الإنسان، وهي نعمة جليلة من نعم الله على المؤمنين، وهذه هي آيات التنوير الحكمي أو المعنوي. وسبب ذلك أن الله تعالى ذو نور السموات والأرض، فهو منورهما، فبقدرته أنارت أضواؤها، واستقامت أمورها، وقامت مصنوعاتها، فهو مصدر النور، وخالق النور، وماحي الظلام، ومدبر الكون بنظام دقيق، وهذا هو النور الحسي. وتقريبا لأذهان الناس وتصوراتهم المحدودة، شبّه الله نوره بنور مصباح في زجاجة موضوعة في كوة أو طاقة غير نافذة من الخلف، لينبعث النور في اتجاه معين نحو المنزل مثلا، وكل ذلك منير، فكأن زجاج هذا المصباح في إضاءته وصفائه كوكب عظيم من الكواكب السيارة، وزيت المصباح مستخرج من زيت زيتون من شجرة مباركة كثيرة المنافع، زرعت في جبل عال أو صحراء، ليست فقط متعرضة لنور الشمس وقت شروقها، ولا وقت غروبها، بل هي في مكان وسط، تتعرض للشمس وقت الطلوع ووقت الغروب، ومن أول النهار إلى آخره.
ويكاد زيتها لصفائه وبريقه يضيء بنفسه، قبل إضاءته ومسّ النار له، لأن الزيت الصافي يرى من بعيد كأنه ذو شعاع، فإذا مسّته النار، ازداد ضوءا على ضوء، ومثل ذلك قلب المؤمن، يعمل بالهدى الإلهي قبل أن يأتيه العلم، فإذا جاءه العلم، ازداد نورا على نور، وهداية على هداية، لأن الله تعالى هو الذي أبدع الموجودات، وخلق العقل نورا هاديا، فالعاقل يدرك عظمة المخلوقات، ويهتدي إلى خالقها، فإذا اكتملت الهداية بالكتاب الإلهي المنزّل، واستنار الإنسان بإرشادات الرسول المرسل، وضحت الأمور وضوح الشمس.
وهكذا مثل المصباح بالزيت الصافي: هو نور متضاعف، اجتمعت المشكاة (الطاقة) والزجاجة، والمصباح، والزيت، فالمشكاة تحصر النور في اتجاه واحد كحزمة الضوء الصادر من ضوء السيارة مثلا، وبهاء الزجاجة يزيد النور تألقا، والقنديل مصدر الإشعاع قوي كاف لتوجيه الإنارة، وصفاء الزيت يساعد على توافر تمام الإضاءة، فهي عوامل أربعة.
ويرشد الله تعالى لهدايته ويوفق عباده لاختيار الصواب، بهذه الأمثلة كلها، وتتضح الرؤية للحق بالنظر والعقل وإعمال الفكر.
ويبين الله تعالى للناس الأمثلة الموضحة، ودلائل الإيمان، ووسائل الهداية الكافية، لترسيخها في الأذهان، من طريق تصوير المعاني بصور المحسوسات المألوفة، والله عالم تام العلم بكل الأشياء المعقولة والحسية، الباطنة والظاهرة، يمنح الهداية لأهلها، ويوفق للخير والحق المستعد لتلقيها.
المنتفعون بنور الله تعالى:
الأنوار الإلهية الهادية إلى الحق وإلى صراط مستقيم ترشد العباد إلى ما يحقق لهم الخير والسعادة، فيكون هناك تلازم وتواصل بين النور والمنوّر عليهم، وإذا تحققت الاستنارة من الناس انتفعوا بالنور الإلهي، وبادروا لإعمار بيوت الله عمارة معنوية بالصلوات والأذكار وتلاوة القرآن، وأولئك هم الصفوة المختارة الباقية على منهج الحق إلى يوم القيامة، فهم لا ينشغلون بزينة الحياة الدنيا، ويخشون ربهم، ويبادرون إلى طاعة الله تعالى، ليقدّموا لآخرتهم أحسن الأعمال، ويستمتعوا بأفضال الله وكرمه، ويدوم عليهم إدرار الرزق والعطاء من غير انقطاع ولا منّة ولا زوال، قال الله تعالى واصفا أحوال المهتدين بالنور الإلهي:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال