سورة النور / الآية رقم 45 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ وَإِن يَكُن لَّهُمُ الحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لاَّ تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْروفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

النورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنور




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45) لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (46) وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50)} [النور: 24/ 45- 50].
الدليل الرابع على وجود الله وتوحيده: خلق أنواع الدواب من الماء، الذي هو أصل الخلقة الأول، وتوقف حياة الحيوان عليه، وأن خلقة كل حيوان فيها ماء، وللدواب أنواع، فمنها ما يمشي زحفا على بطنه كالزواحف، ومنها ما يمشي على رجلين كالإنسان والطير، ومنها ما يمشي على أربع كالأنعام، والله سبحانه يخلق بقدرته ما يشاء، إن الله قادر على خلق كل شيء، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
وقوله تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ} تذكير الضمير لتغليب العقلاء، وبنى على تغليبهم في الضمير التعبير ب «من» الواقعة على من يعقل. وظاهر بعض العبارات يشعر باعتبار التغليب في «كل دابة» وليس بمراد، بل المراد أن ذلك لما شمل العقلاء وغيرهم على طريق الاختلاط، لزم اعتبار ذلك في الضمير العائد عليه وتغليب العقلاء فيه.
ثم عقب الله تعالى على خلقه الأشياء بأنه سبحانه أنزل في القرآن آيات مفصلات، واضحات دالة على وجود الخالق المدبر للكون، وهي كل ما نصب الله تعالى من آية وصنعة للعبرة، وفي كل آية تنبيه وتذكير، والله يرشد إلى تفهم الآيات وتعقلها جميع أولي الألباب والبصائر، ويدلهم إلى الطريق القويم الذي لا اعوجاج فيه.
وقوله تعالى: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ} نزلت في بعض المنافقين في بشر المنافق الذي أبى أن يحتكم لرسول الله في أرض، وأراد الاحتكام لكعب بن الأشرف، وخصمه اليهودي جعل يجرّه إلى رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم ليحكم بينهما.
والمعنى: يقول المنافقون أمام الناس: صدقنا بالله ربا، وبمحمد رسولا، وأطعنا الله فيما قضى، والرسول فيما حكم به، ثم يعرض فريق منهم عن قبول حكمه، فيناقض قولهم عملهم، وهم في الواقع ليسوا من المؤمنين، وإذا طلبوا إلى تحكيم كتاب الله واتباعه هديه، وإلى الرسول ليحكم بينهم في خصوماتهم، أعرضوا عن قبول حكم الله والرسول، واستكبروا عن اتباع حكمه، وهذا يدلنا على أن حكم الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم هو حكم الله القائم على الحق.
وإذا كان الحكم في صالح المنافقين جاؤوا لرسول الله سامعين مطيعين، لعلمهم بأنه لا يحكم إلا بالحق، فهم جماعة إذن نفعيون انتهازيون، فهم يعرضون عن حكم النبي صلّى اللّه عليه وسلّم حينما عرفوا الحق لغيرهم أو شكّوا، ويقبلون حكم النبي ويرضون به، إذا عرفوا أن الحكم لصالحهم. وقوله: «مذعنين» أي مظهرين للانقياد والطاعة، وهم إن فعلوا ذلك فهو حينما أيقنوا بالنجاح.
إن تردد المنافقين بين الإسلام والكفر لأحد الأسباب الآتية: وهي إما أنهم مرضى القلوب بالكفر والنفاق، والمرض ملازم لهم، وإما أنهم شكوا في الدين وفي نبوته صلّى اللّه عليه وسلّم، وإما إنهم يخافون أن يجور الله تعالى ورسوله عليهم في الحكم. وترداد هذه الأسباب توبيخ لهم، ليقروا بأحد هذه الأسباب.
وأيا كان السبب فهو كفر محض، والله عليم بكل منهم وبصفاتهم، لذا قال الله تعالى: {بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} أي بل إنهم، أي المنافقون هم الظالمون الفاجرون الفاسقون يريدون أن يظلموا من له الحق عليهم، لا أنهم يخافون أن يحيف أو يجور الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم، لمعرفتهم بأمانته وعدله في حكمه، وصونه عن الجور، والحيف: الميل.
أما الرسول عليه الصلاة والسلام، فإنما يحكم دائما بأمر الله وشرعه، ولا يحيد عن الحق مقدار أنملة، سواء كان الحق لمنافق أو ليهودي أو لغيرهما.
الطاعة المتناهية عند المؤمنين:
إن معرفة الله تعالى بوجوده ووحدانيته ونعمائه وأفضاله، تتطلب حبه حبا جما متناهيا، يفوق كل حب، ويسمو فوق كل حب، ويتجرد عن الهوى والمصلحة، والنفعية وتحقيق المطالب، والحب والمعرفة يتطلبان إقرارا وبرهانا واقعيا عليهما، ومحاولة التقرب من الله المحبوب حبا ذاتيا، وطاعة هذا المحبوب، وامتثالا لأوامره واجتنابا لنواهيه، وتفانيا مستمرا في الطاعة والامتثال، وحبا للطاعة ذاتها بحيث تقرّ بها العين، وتحلو للفؤاد، وتتناغم في أعماق النفس الإنسانية، وتتفاعل مع أصداء الأفعال والأقوال الصادرة عن الإنسان المحب لربه، وهذا كله يجسده معنى الإيمان الحق بالله عز وجل، لذا يصف الله المؤمنين بقوله تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال