سورة الفرقان / الآية رقم 4 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَراًّ وَلاَ نَفْعاً وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلاَ حَيَاةً وَلاَ نُشُوراً وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْماً وَزُوراً وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً وَقَالُوا مَا لِهَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُوراً بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً

الفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقان




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً (4) وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (6)} [الفرقان: 25/ 4- 6].
نزلت الآية كما ذكر ابن عباس في النضر بن الحارث الذي قال: القرآن أساطير الأولين، وردّد مشركو قريش مقالته، فقالوا: كل ما في القرآن من ذكر أساطير الأولين، فإنما هو بسبب النضر بن الحارث المشهور في ذلك، ثم رموا محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم بأنه اكتتبها.
والآيات تضمنت بيان شبهتي قريش والرد عليهما. أما الشبهتان فهما:
أولا- قال كفار قريش: ما هذا القرآن إلا كذب واختلاق، اختلقه محمد (صلّى اللّه عليه وسلّم) واستعان على جمعه بقوم آخرين من أهل الكتاب الذين أسلموا فيما بعد. فأجابهم الله تعالى بأنهم أتوا بما هو ظلم بيّن، وقول باطل مكذوب مفترىّ على ربهم، وهذا أشبه بمنطق الصبية الذين يعجزون عن مقاومة الشيء، فيصفونه بأنه وهم فاسد، وزور محض، وكلام ساقط، والحقيقة الساطعة عكس ذلك.
ثانيا- قال كفار قريش أيضا: إن هذا القرآن مجرد أكاذيب المتقدمين، وأحاديث السابقين المسطرة في كتبهم، اكتتبها محمد عن طريق أهل الكتاب: وهم في قول مجاهد: قوم من اليهود، وفي قول ابن عباس: عبيد من الفرس كانوا للعرب، أحدهم أبو فكيهة مولى الحضر مبيّن، وجبر، ويسار، وعدّاس، وغيرهم، فهي تقرأ عليه صباح مساء، أي دائما، وخفية، ليحفظها، ثم يعلنها، فأخبر الله تعالى أنهم ما جاؤوا إلا إثما وزورا، أي ما قالوا إلا بهتانا وزورا، والزور: تحسين الباطل، فإنهم عرفوا محمدا في صغره وشبابه بأنه الصادق الأمين، لا يصدر عنه شيء من الافتراء والأباطيل.
ثم أجابهم الله تعالى بأمر نبيه أن يقول لكفرة قريش ردا على أباطيلهم: لقد أنزل الله تعالى القرآن المشتمل على أخبار الأولين والآخرين، وذلك بصدق وواقعية، لا مجال لأحد من البشر في الإتيان به، والله الذي أنزل القرآن، يعلم السرائر كلها مهما دقّت أو خفيت، كما يعلم بالظواهر، وإن الله الذي أنزل القرآن رحمة بالعباد:
هو المتصف بالمغفرة الواسعة والرحمة الشاملة. والإتيان بهذين الوصفين: «الغفور الرحيم» لفتح باب الأمل والتوبة، ليرجع الجاحدون عن جحودهم، ويتوبوا على تقصيرهم، ويتجنبوا كل آفات ضلالهم. وهذا شأن المصلح والمربي الناجح، لا يلجأ لأول وهلة للعقاب المادي، وإنما يترفع ويسمو عن أخطاء الأدنياء، فيتحقق النجاح المنشود في الإصلاح والإبقاء، والبعد عن الإفناء والتدمير، وقد تكرر هذا المنهج التربوي الرفيع في آيات القرآن الكريم، مثل قول الله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74)} [المائدة: 5/ 73- 74].
وهذا إعلان واضح بأن التوبة الصادقة تسقط الذنوب السابقة، لأن الله غفار لمن تاب، رحيم بمن أناب.
طعن آخر بالنبي:
تابع المشركون في بطحاء مكة طعونهم بالنبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، جحودا برسالته، وتنفيرا عن اتباعه، فتصوروا أن الرسول النبي ينبغي أن يكون ملكا من الملائكة، ولا يصح أن يكون مجرد بشر عادي يأكل الطعام، ويمشي في الأسواق، وإذا كان الرسول من البشر، فلما ذا يكون فقير الحال؟ ولم لا يكون مؤيدا بالحرس والأعوان، يعيش في قصر شامخ، وبستان مثمر ممتع، وتكون يده ملأى بالكنوز المترعة، والأموال الوفيرة؟
حكى القرآن الكريم هذه الأخبار، ورد عليها ردا مفحما، يقطع ألسنة الجاحدين المستكبرين، فقال الله تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال