سورة الفرقان / الآية رقم 41 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وَجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً وَعَاداً وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى القَرْيَةِ الَتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لاَ يَرْجُونَ نُشُوراً وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ العَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً

الفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقان




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً (41) إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً (42) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44)} [الفرقان: 25/ 41- 44].
نزلت الآية الأولى: {وَإِذا رَأَوْكَ...} في أبي جهل، فإنه كان إذا مرّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم مع صحبه، قال مستهزئا: {أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا}.
إن مواقف التصدي والتحدي والمعارضة لدعوة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كثيرة، منها: إذا رآك أيها النبي المشركون الكافرون بالله ورسوله، ما يتخذونك إلا موضع هزء وسخرية.
ويقولون على سبيل الازدراء: أهذا هو المبعوث من عند الله رسولا إلينا؟! قبحهم الله، فلم يكن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم إلا المثل الأعلى للأنبياء، والصفوة المختارة من البشر، وأول عظماء التاريخ في أحواله وأخلاقه الخاصة، وفي معاملاته الاجتماعية، وفي تضحيته بأغلى ما لديه لإعلاء كلمة الله، وفي رحمته بقومه وبالبشرية قاطبة، وفي قيادته الناجحة نجاحا باهرا، فهو حريص على هداية قومه وإسعادهم.
ومن مواقفهم المهينة: أنهم قالوا: قارب محمد أن يثنينا عن عبادة الأصنام، وترك ديننا إلى دين الإسلام، لولا أن صبرنا على تلك العبادة الموروثة، فردّ الله تعالى عليهم من نواح ثلاث:
الأولى: وعيد وتهديد شديد لهم، إنهم حين يشاهدون العذاب المنتظر الذي لا مفر لهم منه، يدركون من أخطأ الطريق، أهم أم المؤمنون مع نبيهم وقائدهم؟! الثانية: تنبيه على عدم الجدوى من دعوتهم إلى الدين الحق، فإنهم اتخذوا أهواءهم آلهة، فأطاعوهم، واستولى عليهم التقليد، أفأنت أيها النبي تكون عليهم وكيلا يتولى أمورهم، ويحفظ شؤونهم، وهم غارقون في الضلال؟! فإن من جعل إلهه هواه برأيه المحض، لن ينفع معه نصح ولا إرشاد، كما لا ينفع شيئا من جعل هواه مطاعا فصار كالإله، والهوى قائد إلى كل فساد، والنفس أمّارة بالسوء، وإنما الصلاح إذا ائتمرت النفوس العقل، وأصغت إلى الهدى بوعي، والوكيل: القائم على الأمر الناهض به.
الثالثة: بل (وهي للإضراب عما سبقه من الكلام من اللفظ دون المعنى) أي أتظن أن أكثرهم يسمعون سماع تدبر وفهم، أو يتعقلون ويفكرون فيما تتلو عليهم، وترشدهم إليه من الفضائل والأخلاق الحميدة، فتجهد نفسك في إقناعهم بصدق
رسالتك وصحة دعوتك؟! فما حالهم إلا كالأنعام السائمة، بل هم أسوأ حالا من الأنعام السارحة، وأشد خطأ في طريقهم منها، فإن تلك الأنعام تفعل ما هو خير لها ونفع، وتتجنب الضارّ بها، أما هؤلاء فلا يجلبون الخير لأنفسهم، وإنما يوقعونها في وهاد الضرر والضياع والضلال، وفي مستنقع الكفر والانحراف، يقذفون بأنفسهم في المهالك، وهذا يدل على فقدهم الإدراك الصحيح والوعي السليم، وتعطيلهم مفاتيح المعرفة الصحيحة، وارتمائهم في بؤرة التقليد الأعمى، ومتاهات الأهواء الجامحة، ولو تعقلوا قليلا لبادروا إلى الإيمان برسالة القرآن، ودعوة النبي العربي الهاشمي القرشي الداعية لإنقاذهم من ضياع الجاهلية، والناقلة لهم إلى عزة السيادة، وسمو الكرامة، وصدارة القيادة.
مظاهر الكون الدالة على الله تعالى:
ما أكثر البراهين الدالة على وجود الله تعالى ووحدانيته، وهي براهين كونية حسية مشاهدة، لا تحتاج لكثير من التفكر والتأمل والتعقل، وإنما تحتاج للانتباه لها، وفهم مدلولاتها، وما تؤديه من فوائد عظيمة أوجدها الخالق، لنفع الإنسان، والاهتداء بها إلى الله تعالى، وهي في آيات متوالية أدلة خمسة: وهي مدّ الظل وقبضه، وإيجاد الليل والنهار، وإرسال الريح لإنزال المطر، وإيجاد الفاصل في أعماق الماء بين البحر الملح والبحر العذب، وخلق البشر من الماء المهين، أذكر هنا الأدلة الثلاثة الأولى وهي في قوله تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال