سورة الفرقان / الآية رقم 53 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً فَلاَ تُطِعِ الكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ البَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُهُمْ وَلاَ يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً

الفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقان




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (50) وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً (51) فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً (52) وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً (53) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً (54)} [الفرقان: 25/ 50- 54].
لقد كان توزيع الأمطار بنسب متفاوتة بين البلاد وأهلها بفعل الله تعالى، وبمقتضى حكمته البالغة، وهذا هو المراد بالآية الأولى: { وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ} أي ولقد فرقنا المطر وحولناه من جهة إلى أخرى، فأمطرنا هذه الأرض دون هذه، وسقنا السحاب من مكان إلى آخر، ليتذكروا نعمة الله ويعتبروا، ولكن أكثر الناس يجحدون النعمة، وينسبون ذلك التوزيع لغير الله من الطبيعة أو الأنواء والكواكب، فيقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا، أي من النجوم الساقطة أو الطالعة في المشرق والمغرب، وفي إنزال المطر والتحكم فيه من الله تعالى دليل على وجوده وقدرته وحكمته. وهذا يقتضي شكر المنعم، كما ينبغي شكره على إرسال الرسول محمد صلّى اللّه عليه وسلّم بالقرآن العظيم، ولو شاء الله لبعث في كل بلدة رسولا منذرا يخوّف الناس من عذاب أليم، ولكن اكتفى الله ببعثة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم إلى الثقلين: الإنس والجن، وإلى جميع أهل الأرض المعمورة، وأمره ربّه بتبليغ القرآن كما جاء في آية: {لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها} [الشورى: 42/ 7]. فإياك أيها النبي أن تتبع الكفار فيما يدعونك إليه، من مجاملات لآرائهم ومذاهبهم، وجاهدهم بكل سلاح مادي وهو السلاح المعروف، أو بياني إعلامي وهو اللسان مشافهة أو كتابة، أو بالنفس والمال، أو بالسلاح العقلي: وهو القرآن الكريم، جهادا شاملا، لا هوادة فيه.
والمراد بقوله تعالى: {وَجاهِدْهُمْ بِهِ} الضمير يعود على القرآن أو الإسلام.
ثم ذكر الله تعالى الدليل المتعلق بالبحار، فهو سبحانه الذي جعل البحرين المتضادين متجاورين متلاصقين لا يمتزجان، هذا ماء زلال عذب فرات، أي مفرط العذوبة، وهذا ملح شديد الملوحة، ولكن لا يختلط أحدهما بالآخر، كأن بينهما حاجزا منيعا، وحدا محدودا. وهذا دليل آخر على وجود الله وقدرته الباهرة ووحدانيته في الكون.
والدليل الأخير على وجود الله: أن الله سبحانه هو الذي خلق الإنسان من نطفة ضعيفة، فسوّاه وعدّله، وجعله كامل الخلقة، ذكرا أو أنثى كما يشاء الله، وقسم النوع الإنساني قسمين: ذكورا تنسب إليهم الأنساب، وإناثا يصاهر بهن، وكان الله الخالق قديرا بالغ القدرة، يفعل ما يشاء من هذا وغيره، يخلق ما يريد، على وفق الحكمة والعلم القديم، وتظل إرادته وقدرته وحكمته هي الغالبة في إيجاد الذكر والأنثى. كما جاء في آيات أخرى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)} [الشورى: 42/ 49- 50].
وهذا دليل آخر على قدرة الله تعالى، فهو الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، وأمده بالقوة، وأعانه في حياته على تحمل ظروف المعيشة، وسخّر له جميع منافع الكون، رحمة منه وفضلا، وقوله تعالى: {وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً} كان: يراد بها الدوام قبل وبعد، لا أنها تعطي مضيا فقط.
ومن يتأمل في الظواهر الكونية، بادر طوعا أو كرها إلى الإقرار بوجود الله ووحدانيته، إلها حكما عدلا، رحيما، قديرا، رازقا، مهيمنا، عليما بكل شيء، وفوق كل شيء، وخلق كل شيء فقدره تقديرا.
وثنية المشركين وإيمان الموحدين:
لم يذعن المشركون لنداء القرآن العظيم بالإيمان بوحدانية الله، على الرغم من الأدلة الكونية الكثيرة المتقدمة في آيات سابقة، الدالة على وجود الله وقدرته وتوحيده، وإنما بقوا في مستنقع الوثنية، وظلوا يعبدون الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، وليس الرسول مكلفا بحملهم على الهداية، وإنما دوره مقصور على التبشير والإنذار من غير طلب عوض أو مقابل من الأجور، وفي مواجهة ذلك، أمر الله نبيه والمؤمنين برسالته بإفراد الله بالعبادة، وتفويض الأمور إليه، لأنه مالك السموات والأرض وما بينهما، وخالق الشمس والقمر وبروج الكواكب، وجاعل الليل والنهار متعاقبين، قال الله تعالى مبينا منهج الفريقين:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال