سورة الشعراء / الآية رقم 66 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَلَمَّا تَرَاءَى الجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ البَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ العَظِيمِ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلاَّ رَبَّ العَالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

الشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراء




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (53) إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (58) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)} [الشّعراء: 26/ 52- 68].
لما أراد الله تعالى إنجاء بني إسرائيل وإغراق فرعون، أمر موسى عليه السّلام أن يخرج ببني إسرائيل ليلا باتّجاه البحر، وأخبره أنهم سيتبعون من أعدائهم فرعون وقومه، فخرج موسى وقومه.
فلما علم فرعون في الصباح بخروج بني إسرائيل، اغتاظ وغضب، فأرسل في مدائن مصر من يحشر الجند (يجمعهم) مستخدما أسلوب التعبئة المعنوية والمادية لتحريض قومه على الخروج معه، واصفا الإسرائيليين بأنهم جمع قليل محتقر، وإنهم مصدر نكد وإغاظة لنا بأخذهم المال وهروبهم ليلا، فإنهم قد ذهبوا بأموالنا باستعارة حلي القبط وأموالهم، وإننا قوم نحذر المخاطر، ونستعدّ لإبادتهم بالسلاح.
وألهم الله قوم فرعون بضرورة الخروج، وأخرجهم مما كانوا يتمتعون به من بساتين خضراء، ورياض غنّاء، وأنهار وعيون جارية الماء، وكنوز ذهبية مخزونة، ومنازل عالية. وكان هذا الأمر حقّا، وكان إخراج الله لهؤلاء كما وصف سبحانه، وورّث بني إسرائيل ثرواتهم، فتابع قوم فرعون الإسرائيليين، ولحقوا بهم مشرقين عند شروق الشمس على خليج السويس من البحر الأحمر.
فلما رأى كل من الجمعين صاحبه، قال الإسرائيليون: إن القوم لحقوا بنا، وسيقتلوننا، ولن يبقى منا أحد. فهدّأ موسى عليه السلام نفوسهم قائلا: كلا، لن يحدث ما تتوقعون من الهلاك، ولن يدركونا، وإن معي ربّي بالحفظ والنصر، سيهديني إلى طريق النّجاة والخلاص منهم. وهذا موقف إيماني بارز يدعو للإيمان التام بوجود الله وقدرته على كل شيء.
وأوحى الله بأمره إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر، فضربه بها، فانفلق بقدرة الله تعالى واختراعه، اثني عشر طريقا، وصارت كل قطعة من الماء المحجوز المتجمد عن الحركة كالجبل الشامخ، وجفّف الله الطرق والممرات البحرية بالشمس والهواء، بعدد أسباط بني إسرائيل وفرقهم، لكل سبط منهم طريق. وأزلفنا، أي قرّبنا من البحر هنالك القوم الآخرين، وهم فرعون وجنوده، فتبعوهم.
وأنجينا موسى وبني إسرائيل أجمعين بخروجهم إلى الضفة الأخرى من البحر في يوم عاشوراء، ثم أغرقنا فرعون وجنوده في الماء، بإطباق البحر عليهم.
ونبّه الله على موضع العبرة بقوله: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً} أي إن في هذا الحدث العجيب لعظة دالّة على قدرة الله تعالى وتوفيقه، وصدق موسى عليه السّلام، بإنجاء المؤمنين، وإهلاك الكافرين.
ولم يكن أكثر الباقين في مصر من القبط من أهل الإيمان بالله تعالى، وأما بنو إسرائيل: فعلى الرغم مما أنعم الله عليهم من النّجاة والتّحرر والتّملك، فإنهم كذّبوا بحقائق الدين، واتّخذوا العجل إلها، وطلبوا رؤية الله جهرة. وإن الله تعالى لمنتقم من أعدائه، ولقد عزّ في نقمته من الكفار، ورحم المؤمنين من الأمة. وهذا امتحان لبني إسرائيل، وبشارة بنصر النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم في مستقبل الأيام القريبة، فما بعد الشدة إلا الفرج، وسيلقى مشركو مكة سوء المصير، وينجي الله المؤمنين بدعوة نبي الإسلام صلوات الله وسلامه عليه.
قصة إبراهيم عليه السّلام:
1- مجادلته قومه حول عبادة الأصنام:
هذه قصة أخرى عقب إيراد قصة موسى مع فرعون، يراد بحكايتها تثبيت النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم وأهل الإيمان، وإشعار النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم بضرورة التّخلي عن الهمّ والحزن لإعراض المكّيين عن الإيمان بالقرآن الكريم، والاعلام بأن معارضة الرّسل من أقوامهم حالة قديمة، لا يستدعي تجددها شيئا من القلق والضيق. فلقد جادل إبراهيم عليه السّلام قومه في عبادة الأصنام جدال الرجل العاقل الجريء، القوي الحجة، بتفنيد شبهاتهم، وإعلامهم بضرورة التّخلي عن الأصنام، والتّوجه نحو الله عزّ وجلّ، بالإقرار بوجوده ووحدانيته، وقدرته وعظمته، قال الله تعالى واصفا هذا اللون من الجدال القوي:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال