سورة الشعراء / الآية رقم 80 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَلَمَّا تَرَاءَى الجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ البَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ العَظِيمِ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلاَّ رَبَّ العَالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

الشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراء




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ (69) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ (70) قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ (71) قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)} [الشّعراء: 26/ 69- 82].
هذه القصة تضمنت الاعلام بغيب، لم يكن محمد صلّى اللّه عليه وسلّم يعرفه، وإنما جاء خبره في الكتب المتقدمة، لتعتبر قريش في نظرتها إلى الأصنام، ولكن لم يكن فيها تكذيب وعذاب، خلافا لأغلب القصص الأخرى. والصنم: ما كان من الأوثان على صورة بني آدم، سواء كان من حجر أو خشب أو غير ذلك.
والمعنى: واتل يا محمد على قومك خبر إبراهيم عليه السّلام، ليقتدوا به في عبادة الله تعالى وحده، وفي التّبري من عبادة الأصنام، وإبطال تلك العبادة بالحجج العقلية الساطعة، ومنافاتها لناموس الفطرة السوية. فإن إبراهيم عليه السّلام منذ صغره، آتاه الله رشدا وحكمة، وفوجئ في حال شبابه بعبادة قومه الأصنام، فقال لهم، أي لأبيه وقومه: ما الذي تعبدونه؟ فأجابوه بأننا نعبد هذه الأصنام، ونبقى قائمين على عبادتها على الدوام، ملازمين لها في كل وقت وزمان.
ناقشهم إبراهيم الخليل عليه السّلام بأن تلك الأصنام لا تتصف بمقتضى العقل بصفات الإله، فإنهم لا يسمعون دعاءكم حين تدعون، ولا ينفعونكم بشيء، ولا يدفعون عنكم ضررا. فأجابوه متمسكين بالتقليد الموروث الأعمى: لقد وجدنا آباءنا يفعلون ذلك، أي لا حجة ولا برهان من العقل على عبادتها، وإنما هو مجرد تقليد، وهو في الواقع أقبح وجوه التقليد، لأنه على ضلالة، ويناقض الواقع، ويرفضه الفكر الصحيح، ولا حجة فيه.
فتبرأ إبراهيم عليه السّلام من جميع ما عبد من دون الله تعالى، وعداوته له، وعبّر عن بغضه وعداوته لكل معبود سوى الله عزّ وجلّ، وقال: أخبروني عن حال ما تعبدونه، أنتم وأسلافكم الأقدمون في غابر الزمان إلى الآن، هل حققت هذه العبادة شيئا، وهل لهذه الجمادات أي تأثير؟ وأتحدّاها بأن تجلب إلي ضررا أو سوءا، فهي كلها عدوّ لي لا أعبدها، ولكن أعبد الله ربّ العوالم كلها من إنس وجنّ، فهو الذي أوجدني ورزقني، وهو الذي يرشدني لطاعته، ويهديني دائما للخير والصلاح في الدنيا والآخرة، وهو الذي يرزقني الطعام والشراب وغيرهما من أنواع الرزق المتجدّد والدائم.
وإذا تعرضت لمرض، فهو الإله المنعم الذي يشفيني من كل داء، وهو الذي يحييني ويميتني، لا يقدر على ذلك أحد سواه، لأنه المبدئ والمعيد. وهو الذي أرجو أن يغفر لي سيّئاتي، ويستر ذنوبي يوم القيامة، ولا يقدر على غفران الذنوب سواه.
هذه أوصاف خمسة للإله الذي يستحق العبادة وحده دون غيره، ويلاحظ أن إبراهيم عليه السّلام أسند المرض إلى نفسه بقوله: {وَإِذا مَرِضْتُ} وأسند الشّفاء إلى الله عزّ وجلّ بقوله: {فَهُوَ يَشْفِينِ} وهذا من حسن الأدب في العبارة، مع أن الكل من عند الله.
وطمع إبراهيم في المغفرة، وهذا دليل على شدة خوفه من ربّه، مع علوّ منزلته، واتّصافه بالخلّة، فهو خليل الرّحمن، وإمام الحنفاء، وأبو الأنبياء.
وطلب إبراهيم من ربّه غفران خطيئته، مريدا بذلك كذباته الثّلاث: وهي قوله للملك: «هي أختي» في شأن سارّة، وقوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصّافّات: 37/ 89]، وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا} [الأنبياء: 21/ 63]. وهي في الواقع ليست كذبات في الحقيقة، وإنما ذلك من قبيل التورية وتوجيه الكلام لمعنى آخر، ومن أجل أغراض أخرى قصدها تتعلق بنشر دعوته. والأظهر أن إبراهيم أراد بالخطيئة اسم الجنس من غير تعيين في كل أمره.
2- دعاء إبراهيم عليه السّلام:
الدّعاء مخّ العبادة، ودليل الإخلاص وحبّ الله تعالى، وصدق التّوجه إليه، يحتاج إليه كل مؤمن في كل حال، تتردّد به شفاه المكروب والحزين، ويلجأ إليه المريض المتألّم، ويلوذ إليه الخائف المضطرب، ويضرع به المسافر، ويستعين به للتّغلّب على العدو، والتّخلص من وساوس الشيطان، ويستمتع به المتنعّم لطلب رضوان الله، والخلود في جنان النّعيم، والاستعاذة من العذاب الأليم. فهو سلوة المكروب، ورجاء الطامع، وأمل الصّالح، ولا يستغني عنه حتى النّبي المرسل، لذا عبّر إبراهيم الخليل عليه السّلام في دعائه عن حرارة الشّوق إلى الله، وإمداده بفضل الله ورحمته في الدنيا والآخرة، فقال:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال