سورة الشعراء / الآية رقم 151 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

إِنْ هَذَا إِلاَّ خُلُقُ الأَوَّلِينَ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ كَذَّبَتْ ثَمُودُ المُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوَهُمْ صَالِحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ العَالَمِينَ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَلاَ تُطِيعُوا أَمْرَ المُسْرِفِينَ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ المُسَحَّرِينَ مَا أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ فَأَخَذَهُمُ العَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ

الشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراء




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَجُنُودُ إِبْلِيسَ} متبعوه من عصاة الثقلين، أو شياطينه. {أَجْمَعُونَ} تأكيد لل {جُنُودُ} إن جعل مبتدأ خبره ما بعده أو للضمير و{مَا} عطف عليه وكذا الضمير المنفصل وما يعود إليه في قوله: {قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ تالله إِن كُنَّا لَفِي ضلال مُّبِينٍ} على أن الله ينطق الأصنام فتخاصم العبدة ويؤيده الخطاب في قوله: {إِذْ نُسَوّيكُمْ بِرَبِّ العالمين} أي في استحقاق للعبادة، ويجوز أن تكون الضمائر للعبد كما في {قَالُواْ} والخطاب للمبالغة في التحسر والندامة، والمعنى أنهم مع تخاصمهم في مبدأ ضلالهم معترفون بانهماكهم في الضلالة متحسرون عليها.
{وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ المجرمون فَمَا لَنَا مِن شافعين} كما للمؤمنين من الملائكة والأنبياء.
{وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ} إِذِ الأَخِلاَّء يومئذ بعضهم لبعض عدو إِلاَّ المتقين، أو فما لنا من شافعين ولا صديق ممن نعدهم شفعاء وأصدقاء، أو وقعنا في مهلكة لا يخلصنا منها شافع ولا صديق، وجمع الشافع وحدةال {صَدِيقٍ} لكثرة الشفعاء في العادة وقلة الصديق، أو لأن ال {صَدِيقٍ} الواحد يسعى أكثر مما يسعى الشفعاء، أو لإِطلاق ال {صَدِيقٍ} على الجمع كالعدو لأنه في الأصل مصدر كالحنين والصهيل.
{فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً} تمن للرجعة أقيم فيه {لو} مقام ليت لتلاقيهما في معنى التقدير، أو شرط حذف جوابه. {فَنَكُونَ مِنَ المؤمنين} جواب التمني أو عطف على {كَرَّةٌ} أي: لو أن لنا أن نكر فنكون من المؤمنين.
{إِنَّ فِي ذَلك} أي فيما ذكر من قصة إبراهيم. {لآيَةً} لحجة وعظة لمن أراد أن يستبصر بها ويعتبر، فإنها جاءت على أنظم ترتيب وأحسن تقرير، يتفطن المتأمل فيها لغزارة علمه لما فيها من الإِشارة إلى أصول العلوم الدينية والتنبيه على دلائلها وحسن دعوته للقوم وحسن مخالفته معهم وكمال إشفاقه عليهم وتصور الأمر في نفسه، وإطلاق الوعد والوعيد على سبيل الحكاية تعريضاً وإيقاظاً لهم ليكون أدعى لهم إلى الاستماع والقبول. {وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ} أكثر قومه. {مُّؤْمِنِينَ} به.
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز} القادر على تعجيل الانتقام. {الرحيم} بالإِمهال لكي يؤمنوا هم أو أحد من ذريتهم.
{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ المرسلين} ال {قَوْمٌ} مؤنثة ولذلك تصغر على قويمة وقد مر الكلام في تكذيبهم المرسلين.
{إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ} لأنه كان منهم. {أَلاَ تَتَّقُونَ} الله فتتركوا عبادة غيره.
{إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} مشهور بالأمانة فيكم.
{فاتقوا الله وَأَطِيعُونِ} فيما آمركم به من التوحيد والطاعة لله سبحانه.
{وَمَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ} على ما أنا عليه من الدعاء والنصح. {مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ على رَبّ العالمين}.
{فاتقوا الله وَأَطِيعُونِ} كرره للتأكيد والتنبيه على دلالة كل واحد من أمانته وحسم طمعه على وجوب طاعته فيما يدعوهم إليه فكيف إذا اجتمعا، وقرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو وحفص بفتح الياء في {أَجْرِيَ} في الكلمات الخمس.
{قَالُواْ أَنُؤْمِنُ لَكَ واتبعك الأرذلون} الأقلون جاهاً ومالاً جمع الأرذل على الصحة، وقرأ يعقوب {وأتباعك} وهو جمع تابع كشاهد وأشهاد أو تبع كبطل وأبطال، وهذا من سخافة عقلهم وقصور رأيهم على الحطام الدنيوية، حتى جعلوا اتباع المقلين فيها مانعاً عن اتباعهم وإيمانهم بما يدعوهم إليه ودليلاً على بطلانه، وأشاروا بذلك إلى أن اتباعهم ليس عن نظر وبصيرة وإنما هو لتوقع مال ورفعة فلذلك: {قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} إنهم عملوه إخلاصاً أو طمعاً في طعمة وما عليَّ إلا اعتبار الظاهر.
{إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ على رَبّي} ما حسابهم على بواطنهم إلا على الله فإنه المطلع عليها. {لَوْ تَشْعُرُونَ} لعلمتم ذلك ولكنكم تجهلون فتقولون ما لا تعلمون.
{وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ المؤمنين} جواب لما أوهم قولهم من استدعاه طردهم وتوقيف إيمانهم عليه حيث جعلوا اتباعهم المانع عنه وقوله: {إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} كالعلة له أي ما أنا إلا رجل مبعوث لإِنذار المكلفين عن الكفر والمعاصي سواء كانوا أعزاء أو أذلاء فكيف يليق بي في طرد الفقراء لاستتباع الأغنياء، أو ما عليَّ إلا إنذاركم إنذاراً بيناً بالبرهان الواضح فلا عليَّ أن أطردهم لاسترضائكم.
{قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يا نُوحٌ} عما تقول. {لَتَكُونَنَّ مِنَ المرجومين} من المشتومين أو المضروبين بالحجارة.
{قَالَ رَبّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ} إظهاراً لما يدعو عليهم لأجله وهو تكذيب الحق لا تخويفهم له واستخفافهم عليه.
{فافتح بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً} فاحكم بيني وبينهم من الفتاحة. {وَنَجّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ المؤمنين} من قصدهم أو شؤم عملهم.
{فأنجيناه وَمَن مَّعَهُ فِي الفلك المشحون} المملوء.
{ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ} بعد إنجائه. {الباقين} من قومه.
{إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً} شاعت وتواترت. {وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ}.
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم}.
{كَذَّبَتْ عَادٌ المرسلين} أنثه باعتبار القبيلة وهو في الأصل اسم أبيهم.
{إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلاَ تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فاتقوا الله وَأَطِيعُونِ}.
{وَمَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ على رَبّ العالمين} تصدير القصص بها دلالة على أن البعثة مقصورة على الدعاء إلى معرفة الحق والطاعة فيما يقرب المدعو إلى ثوابه ويبعده عن عقابه، وكان الأنبياء متفقين على ذلك وإن اختلفوا في بعض التفاريع مبرئين عن المطامع الدنيئة والأغراض الدنيوية.
{أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ} بكل مكان مرتفع، ومنه ريع الأرض لارتفاعها. {ءايَةً} علماً للمارة. {تَعْبَثُونَ} ببنائها إذ كانوا يهتدون بالنجوم في أسفارهم فلا يحتاجون إليها أو بروج الحمام، أو بنياناً يجتمعون إليه للعبث بمن يمر عليهم، أو قصوراً يفتخرون بها.
{وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ} مآخذ الماء وقيل قصوراً مشيدة وحصوناً. {لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} فتحكمون بنيانها.
{وَإِذَا بَطَشْتُمْ} بسيف أو سوط. {بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} متسلطين غاشمين بلا رأفة ولا قصد تأديب ونظر في العاقبة.
{فاتقوا الله} بترك هذه الأشياء. {وَأَطِيعُونِ} فيما أدعوكم إليه فإنه أنفع لكم.
{واتقوا الذي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ} كرره مرتباً على إمداد الله تعالى إياهم بما يعرفونه من أنواع النعم تعليلاً وتنبيهاً على الوعد عليه بدوام الإِمداد والوعيد على تركه بالإِنقطاع، ثم فصل بعض تلك النعم كما فصل بعض مساويهم المدلول عليها إجمالاً بالإِنكار في {أَلاَ تَتَّقُونَ} مبالغة في الإِيقاظ والحث على التقوى فقال: {أَمَدَّكُمْ بأنعام وَبَنِينَ وجنات وَعُيُونٍ} ثم أوعدهم فقال: {إِنّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} في الدنيا والآخرة، فإنه كما قدر على الإِنعام قدر على الإِنتقام.
{قَالُواْ سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مّنَ الواعظين} فإنا لا نرعوي عما نحن عليه، وتغيير شق النفي عما تقتضيه المقابلة للمبالغة في قلة اعتدادهم بوعظه.
{إِنْ هذا إِلاَّ خُلُقُ الأولين} ما هذا الذي جئتنا به إلا كذب الأولين، أو ما خلقنا هذا إلا خلقهم نحيا ونموت مثلهم ولا بعث ولا حساب، وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة: {خُلُقُ الاولين} بضمتين أي ما هذا الذي جئت به إلا عادة الأولين كانوا يلفقون مثله، أو ما هذا الذي نحن عليه من الدين إلا خلق الأولين وعادتهم ونحن بهم مقتدون، أو ما هذا الذي نحن عليه من الحياة والموت إلا عادة قديمة لم تزل الناس عليها.
{وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} على ما نحن عليه.
{فَكَذَّبُوهُ فأهلكناهم} بسبب التكذيب بريح صرصر. {إِنَّ فِي ذَلِكَ لايَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ}.
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم كَذَّبَتْ ثَمُودُ المرسلين إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالح أَلا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فاتقوا الله وَأَطِيعُونِ}.
{وَمَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ على رَبّ العالمين أَتُتْرَكُونَ فِيمَا هاهنا ءَامِنِينَ} إنكار لأن يتركوا كذلك أو تذكير للنعمة في تخلية الله إياهم وأسباب تنعمهم آمنين ثم فسره بقوله: {فِي جنات وَعُيُونٍ}.
{وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} لطيف لين للطف الثمر، أو لأن النخل أنثى وطلع وإناث النخل ألطف وهو ما يطلع منها كنصل السيف في جوفه شماريخ القنو، أو متدل منكسر من كثرة الحمل، وإفراد ال {نَخْلٍ} لفضله على سائر أشجار الجنات أو لأن المراد بها غيرها من الأشجار.
{وَتَنْحِتُونَ مِنَ الجبال بُيُوتاً فارهين} بطرين أو حاذقين من الفراهة وهي النشاط، فإن الحاذق يعمل بنشاط وطيب قلب. وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {فرهين} وهو أبلغ من {فارهين}.
{فاتقوا الله وَأَطِيعُونِ وَلاَ تُطِيعُواْ أَمْرَ المسرفين} استعير الطاعة التي هي انقياد الأمر لامتثال الأمر، أو نسب حكم الآمر إلى أمره مجازاً.
{الذين يُفْسِدُونَ فِي الأرض} وصف موضح لإِسرافهم ولذلك عطف: {وَلاَ يُصْلِحُونَ} على يفسدون دلالة على خلوص فسادهم.
{قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مِنَ المسحرين} الذين سحروا كثيراً حتى غلب على عقلهم، أو من ذوي السحر وهي الرئة أي من الأناسي فيكون: {مَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُنَا} تأكيداً له. {فَأْتِ بِئَايَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} في دعواك.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال