سورة الشعراء / الآية رقم 182 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ المُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوَهُمْ لُوطٌ أَلاَ تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسَأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ العَالَمِينَ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ العَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ المُخْرَجِينَ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ القَالِينَ رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عَجُوزاً فِي الغَابِرِينَ ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاءَ مَطَرُ المُنذَرِينَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ المُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ العَالَمِينَ أَوْفُوا الكَيْلَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُخْسِرِينَ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ المُسْتَقِيمِ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ

الشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراء




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184) قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) قالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (188) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)} [الشّعراء: 26/ 176- 191].
هذه آخر قصة من القصص السّبع المذكورة في سورة الشّعراء، بقصد إيناس النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم، عما لقيه من إعراض قومه عن دعوته، وما أصابه من همّ وحزن، ومفادها:
كذّب أصحاب الأيكة، أي الغيضة: وهي الشجر الكثير الملتف، رسولهم شعيبا عليه السّلام حين قال لهم: ألا تتّقون عذاب الله وغضبه، إني لكم رسول، مؤتمن على رسالة الله، فاتّقوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه، وأطيعوني فيما آمركم وأنهاكم. وما أطلب منكم أجرا أو عوضا على تبليغ رسالة ربّي، وإنما ثوابي على الله ربّ الإنس والجنّ. هذه نصائح عامة.
ثم نصحهم بنصائح خاصة تتّفق مع سوء أحوالهم، وهي أربع نصائح:
1- إيفاء الكيل والميزان، أي إذا بعتم فأتموا الكيل والميزان، ولا تنقصوا أو تبخسوا الناس حقوقهم، وإذا اشتريتم فلا تزيدوا في الوزن والكيل، طمعا بأخذ أموال الناس بغير حق، كما لو بعتم، فإن الظلم يكون على السواء في الأخذ والعطاء. وزنوا بالميزان العادل السّوي. وهذا هو معنى تطفيف الكيل والميزان، في قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)} [المطفّفين: 83/ 1- 3].
2- ترك الظلم: أي لا تنقصوا الناس أموالهم أو حقوقهم في أي شيء مكيل أو موزون، مزروع أو معدود، فشمل جميع المقادير، وجميع الحقوق الأدبية والمعنوية.
3- الإقلاع عن الفساد والإفساد، أي ولا تفسدوا في الأرض بقطع الطريق، والإغارة، والنّهب والسّلب، والقتل وإتلاف الزرع وغير ذلك من ألوان الفساد.
4- اتّقاء الله، أي وخافوا بأس الله الذي أنعم عليكم بالإيجاد والخلق، وأوجد من تقدّمكم من ذوي الخلقة المتقدمين، وقوله: {وَالْجِبِلَّةَ} معناه القرون والخليقة الماضية.
فطعنوا برسالة شعيب قائلين كقوم صالح: إنما أنت من المغلوب على عقولهم، المسحور المخبول، فلا يسمع قولك ولا يؤبه لنصحك. ويغلب على الظّن أنك تتعمّد الكذب، ولست رسولا من عند الله، وإنما أنت بشر مثلنا لا ميزة لك علينا.
ثم استخفّوا بالتهديد، مطالبين بقولهم: إن كنت صادقا في تهديدك ووعيدك لنا بالعذاب، فأنزل علينا قطعا من السحاب، فيها نوازل العذاب. فأجابهم شعيب عليه السّلام: ربّي أعلم بعملكم، فيجازيكم عليه، إما عاجلا وإما آجلا.
فعادوا إلى تكذيبه وأصرّوا عليه، فأنزل الله عليهم عذاب يوم الظّلّة، أي يوم العذاب، وهو تعرّضهم لحرّ شديد، فخرجوا إلى البرية، فأظلّتهم سحابة، وجدوا لها بردا ونسيما، فتجمّعوا تحتها، فأمطرت عليهم نارا، فاحترقوا جميعا.
إن في تلك القصة البليغة لعظة وعبرة لأهل مكة وغيرهم من المشركين، ولم يكن أكثرهم مؤمنين، وإن ربّك أيها النّبي لهو القوي القادر القاهر الغالب، الرحيم بعباده المؤمنين.
إنزال القرآن من عند الله بالعربية:
القرآن الكريم كتاب الكون الأكبر، والحياة الشاملة العامة ليوم القيامة، والدستور الإلهي المحكم في مختلف جوانب الحياة العقدية والتّعبّدية والتّعاملية، وهو حجة الله على خلقه، شفاء لما في الصدور، وربيع القلوب، وجلاء الأحزان والهموم، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن نطق به هدي إلى صراط مستقيم. وهو المعجزة الدائمة على صدق نبوات الأنبياء وخاتم النّبيين، وآية التّكريم والإعزاز للعرب قاطبة، لنزوله بلسان عربي مبين، وأبلغ وأفصح ما في اللغة العربية من بيان، فهو يتحدى البشرية كافة بأن يأتوا بمثله، ولن يستطيعوا، لأنه كلام رب العالمين، كما تقرر الآيات الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال