سورة النمل / الآية رقم 20 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُواًّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُفْسِدِينَ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالا الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الفَضْلُ المُبِينُ وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لاَ أَرَى الهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الغَائِبِينَ لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ

النملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنمل




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24) أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ (27) اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ (28)} [النّمل: 27/ 20- 28].
تفقّد سليمان عليه السّلام جميع الطير ومنها طير الهدهد بحسب ما تقتضيه العناية بأمور الملك والتعرف على دقائق الأحداث، وكان له علم بمنطق الطير، وكانت الطيور مسخّرة له كالرّيح وغيرها، فقال متعجّبا: كيف لا أرى الهدهد؟ علما بأنه لم يأذن له بالغياب، بل هو من الغائبين دون علم منه. وإنما طلب الهدهد لاحتياجه في مفازة إلى معرفة الماء ومدى عمقه في الأرض، وكان الهدهد يرى بطن الأرض وظاهرها، كانت تشفّ له، فكان يخبر سليمان عليه السّلام بموضع الماء، ثم كانت الجنّ تخرجه في ساعة يسيرة، وتستنبطه من غير آلات.
وحينما تثبّت سليمان عليه السلام من غياب الهدهد، هدّده بالذّبح أو التعذيب كنتف ريشه إلا أن يأتي ببرهان واضح يدلّ على قبول عذره. فغاب الهدهد زمانا غير طويل الأمد، ثم جاء، فسأله سليمان عن سبب غيابه، فقال لسليمان: علمت علما تامّا ليس في علمك، وجئتك من بلاد سبأ بخبر متيقّن موثوق، ومضمون الخبر ثلاثة أمور:
1- إني وجدت في بلاد سبأ مملكة عظيمة ذات مجد، تحكمهم امرأة هي بلقيس بنت شراحيل، وأعطيت من متاع الدنيا الشيء الكثير من حوائج المملكة من ثراء وغنى، وملك وأبهة، وجيش مسلّح بأنواع العتاد والعدّة، ولها عرش عظيم، أي سرير هائل مزخرف بالذّهب، وأنواع الجواهر.
2- وجدت هذه الملكة وقومها يعبدون الشمس ويسجدون لها من دون الله، لأنهم كانوا زنادقة، أو كانوا مجوسا يعبدون الأنوار.
3- وزيّن لهم الشيطان قبيح أعمالهم، فصاروا يرون القبيح حسنا، ومنعهم الشيطان عن طريق الحق وعبادة الله وحده، فصاروا غير مهتدين.
ألا يعرفون سبيل الحقّ والرّشاد بإخلاص العبادة لله وحده، دون ما خلق من الكواكب وغيرها، وهو الخالق المبدع الذي يخرج المخبوء الخفي من الأمور في السماوات والأرض، كالنبات والمعادن، ويعلم ما يخفيه العباد وما يعلنونه من الأقوال والأفعال.
فإن الله هو الإله الواحد الذي لا شريك له، ولا معبود سواه، وهو ربّ العرش العظيم الذي ليس في المخلوقات أعظم منه، فالعرش أعظم المخلوقات، وما عداه فهو في ضمنه وفي قبضته.
فأجاب سليمان عليه السّلام طير الهدهد عن دفاعه واعتذاره، بأننا سنتعرّف على مدى صحة قولك، أصادق في إخبارك هذا أم أنت كاذب في مقالتك، لتتخلّص من الإنذار والوعيد الذي أوعدتك به؟! اذهب أيها الهدهد بكتابي هذا إلى بلقيس وقومها، الذي يتضمن الدعوة إلى الإيمان بالله وحده، وألق هذا الكتاب إليهم، ثم ابتعد عنهم قريبا، وانظر ردّ الفعل، وماذا يقولون ويتشاورون ويتناقشون. فعمد الهدهد إلى كوّة كانت بلقيس صنعتها لتدخل منها الشمس عند طلوعها، إشارة لمعنى عبادتها إياها، فدخل منها، ورمى الكتاب على بلقيس، وهي فيما يروى نائمة، ثم انتظر الجواب. وقامت بلقيس بجمع أهل مملكتها وأعيانهم، واستشارتهم في الأمر.
قصة الملكة بلقيس:
في تأريخ القرآن الكريم ألوان من القصص المثيرة المحرّكة لمشاعر الإيمان، والتي تعدّ من حوافز العقيدة، لصلتها المباشرة بالفيض الإلهي، والإرادة الرّبانية، وأحداث قصة الملكة بلقيس مثل يحتذي من الدبلوماسية الرشيدة، وإعمال الفكر والأناة، والظفر بتحقيق النتائج السلمية، وصون البشرية من إراقة الدماء، وحفظ الأنفس، لأن البعد عن الأهواء والشهوات وعن الغطرسة يؤدي إلى اتّخاذ موقف الحكمة والسّداد، قال الله تعالى واصفا قصة بلقيس مع سليمان عليه السّلام:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال