سورة النمل / الآية رقم 53 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ وَكَانَ فِي المَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ

النملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنمل




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ (45) قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47) وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (48) قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (49) وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (53)} [النّمل: 27/ 45- 53].
هذه الآيات على جهة التشبيه أو التمثيل بالأمثال الغابرة لقريش، مفادها: وتالله لقد بعثنا إلى قبيلة ثمود العربية في ديار الحجر أخاهم في النّسب والقبيلة بأن اعبدوا الله وحده لا شريك له، فانقسموا فريقين متخاصمين: فريق مؤمن مصدّق برسالته، وفريق مكذّب بما جاء به من عند ربّه.
فقال صالح عليه السّلام: يا قومي، لم تتعجّلون نزول العذاب قبل أن تطلبوا من الله رحمته أو ثوابه إن عملتم بما دعوتكم إليه وآمنتم به. هلا تطلبون من الله المغفرة، وتتوبون إليه من كفركم، لكي يرحمكم ربّكم، لأنه إذا نزل العذاب لم تنفعكم التوبة.
فأجابه قومه قبيلة ثمود بغلظة وشدّة: لقد تشاءمنا منك وممن آمن معك، ولم نر خيرا فيكم أو من جهتكم، قال صالح عليه السّلام: شؤمكم وتفاؤلكم من شرّ أو خير هو من قدر الله أتاكم به، وهو مكتوب عند الله، والله يجازيكم على ذلك، فهو إن شاء رزقكم، وإن شاء حرمكم، وهو مقدر مكتوب عند الله، ويجازيكم الله على ذلك، بل إنكم قوم تختبرون بالطاعة والمعصية، حين أرسلني الله إليكم.
أما طغاة ثمود ورؤوسهم وفساد مدينتهم، فكان في مدينة ثمود تسعة نفر، تغالوا في الفساد الذي لا صلاح فيه، دعوا قومهم إلى الضلال والكفر وتكذيب صالح، وتواطؤوا على عقر الناقة وعلى قتل صالح ومن آمن به.
فقال بعضهم لبعض: احلفوا أو أقسموا أننا لنباغتنّه وأهله الذين آمنوا معه ليلا، فنقتلنّهم، ثم نقول لأوليائه وأقاربه في الدّم أو القصاص: ما حضرنا مهلكهم أو هلاكهم، ولا ندري من قتلهم، وإنا لصادقون في قولنا، بأننا لم نحضر هلاك أحد الفريقين: صالح وأهله، وإن فعلوا الأمرين معا. ولكن الله أحبط مؤامرتهم وجعل الدائرة عليهم، فإنهم دبّروا مؤامرة، أي مكيدة وخديعة، ولكن الله مكر بهم، أي جازاهم وعاقبهم وأهلكهم، فانظر أيها الرسول وكل منصف كيف كان مصير تآمرهم: أنا أهلكناهم وقومهم جميعا. وقد سمى الله تعالى عقوبتهم باسم ذنبهم وهو مكرهم على سبيل المشاكلة أو المشابهة لفعلهم.
وكان من آثار تعذيبهم أن أصبحت مساكنهم خالية بسبب ظلمهم أنفسهم، إن في هذا العقاب الدنيوي المدمر لعبرة وعظة لأناس أهل معرفة وعلم، يعلمون سنّة الله في خلقه، وبأن النتائج مترتبة على الأسباب. إن تخريب بيوتهم الذي أخبر الله به: هو قانون كل الشرائع أن الله إنما يعاقب الظلمة. جاء في التوراة: «ابن آدم، لا تظلم، يخرّب بيتك».
وفي مقابل إهلاك الظالمين للعبرة، نجى الله من العذاب صالحا عليه السّلام ومن آمن به، حين ساروا إلى بلاد الشام، ونزلوا بالرملة في فلسطين، لأن الإيمان واتّقاء عذاب الله بطاعته سبب النّجاة والمعافاة في الدنيا والآخرة.
إن في إيراد هذه القصة تذكيرا لقريش والعرب الوثنيين بأنهم إن استمرّوا في كفرهم وعنادهم، تعرّضوا للعذاب، كما عذّب أمثالهم.
دعوة لوط عليه السّلام:
لقد تورّط بعض الناس المنحرفين بألوان من الشّذوذ والضّلال والبعد عن الفطرة الإنسانية السّوية، وكانوا في شذوذهم هذا مثل سوء، وعنوان تدمير وخراب لأنفسهم ولغيرهم ومجتمعهم، فاستحقّوا العقاب الأليم الاستئصالي، لعل غيرهم ممن جاء بعدهم يتّعظ ويعتبر، ويحذر ويتأمّل، ويعود إلى البصيرة، والاستقامة، فلا يتلوّث بما وقع به غيره، من انحراف وسقوط في قيعان المنكر، وهؤلاء قوم لوط، اقترفوا الفواحش، وانغمسوا في المعاصي الكبيرة والمنكرات الفظيعة، فسخط الله عليهم وعذّبهم في الدنيا بمطر السوء، وكان تاريخهم مضرب الأمثال، قال الله تعالى واصفا حال قوم لوط ودعوة رسولهم إليهم:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال