سورة النمل / الآية رقم 65 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

أَمَّن يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُراباً وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ لَقَدْ وَعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُجْرِمِينَ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ

النملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنمل




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ (66)} [النّمل: 27/ 65- 66].
إن من مقتضيات الألوهية ولوازمها اختصاص الإله بعلم الغيب، وإدراك مكان وزمان وكيفية وقوع الأشياء، حسبما يتفق مع حكمة الله وتقديره وعلمه. وقد نزلت هذه الآية لأن الكفار سألوا، وألّحوا عن وقت القيامة التي يعدهم بها النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فنزلت هذه الآية بالتسليم لأمر الله تعالى، وترك التحديد، وأعلم الله عزّ وجلّ أنه لا يعلم وقت الساعة سواه، فجاء بلفظ يعمّ السامع وغيره، وأخبر عن البشر أنهم لا يشعرون متى يبعثون؟
وبهذه الآية احتجّت عائشة رضي الله تعالى عنها على قولها: «ومن زعم أن محمدا يعلم الغيب، فقد أعظم على الله الفرية» (أخرجه أحمد والشيخان والتّرمذي والنّسائي وغيرهم). لذا بدئت الآية بأمر النّبي أن يقول: قل يا محمد: لا يعلم أحد الغيب من أهل السماوات والأرض، إلا الله عزّ وجلّ، فإنه المنفرد بذلك وحده لا شريك له، قال الله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ} [الأنعام: 6/ 59].
وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)} [لقمان: 31/ 34].
ثم أكّد الله تعالى اختصاصه بعلم الغيب وكون القيامة تأتي بغتة، فما يدري أهل السماوات والأرض بوقت الساعة، كما قال الله تعالى: {ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً} [الأعراف: 7/ 187]. أي ثقل علمها على أهل السماوات والأرض، ولم يدركوا حقائقها، فلا يشعر أي واحد من الناس، متى وقت البعث والحساب والجزاء، وإنما تأتيهم القيامة فجأة.
وأكّد الله تعالى أمرا آخر وهو جهل الناس بيوم القيامة حين قال: { بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ} أي تدارك، بمعنى تناهي وتتابع علمهم بالآخرة، إلى أن يعرفوا لها مقدارا فيؤمنوا، وإنما لهم ظنون كاذبة، فهم عاجزون عن معرفة وقت حدوث القيامة، وعلمهم بذلك معدوم، وإنما هي تنبؤات وتخرصات لا قيمة لها.
ثم وصفهم الله تعالى بالحيرة والاضطراب والقلق في الآخرة فقال: { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها} أي بل جنس الكفرة في شك من وجود الآخرة ووقوعها، وهم في حيرة شديدة من تحقق وجودها، كما قال الله تعالى: {عُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونا كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً (48)} [الكهف: 18/ 48]. أي لن نجعل للكافرين منكم موعدا.
ثم كشف الله حقيقتهم وهي التّعامي عن التفكر والتأمل أو التدبر في أمر الآخرة، فقال: { بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ} أي بل هم في عماية وجهل كبير في أمرها وشأنها، لا يفكرون فيها في أعماق نفوسهم، فهم عمي البصيرة لا البصر، وهذا أسوأ حالا من الشّك.
إن هذه الإضرابات الثلاثة بكلمة (بل) تدرّج في وصف منكري البعث، فهم أولا لا يشعرون بوقت البعث ولا يعلمون متى يكون، ثم إنهم يتخبطون في الشكوك فلا يزيلونها، والإزالة مستطاعة، ثم هم عمي البصيرة لا يدركون الحقائق، وهذا غاية الحطّة والدّنو.
استبعاد المشركين بعث الأجساد:
استمرّ مشركو العرب وأمثالهم في استبعاد أن تبعث الأجساد والرّمم من القبور، وتلك حلقة من سلسلة اعتقاداتهم الفاسدة، التي فنّدها القرآن الكريم، وردّ عليها، وأبان زيفها، لأن الشك في أمر المعاد لا ينشأ إلا من الشك في كمال القدرة الإلهية أو في كمال العلم، وبما أن المنطق الحسي، والاستقرار الفطري يدلان على عظمة القدرة الإلهية، وتمام العلم الإلهي وإحاطته، فإن كل امرئ عاقل يؤمن بوجود يوم العدالة المطلقة، وإنصاف الخلائق، وهو يوم القيامة، فكان لابد من صحة الاعتقاد بالحشر والمعاد وبعث الأجساد، قال الله تعالى واصفا إنكار العبث من فئة أهل الشّرك:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال