سورة القصص / الآية رقم 11 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُواًّ وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ المَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ

القصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصص




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ (8) وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (9) وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ (12) فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (13)} [القصص: 28/ 7- 13].
كان إقدام فرعون على تذبيح صبيان بني إسرائيل، لأنه- كما قال قتادة- قال له كهنته وعلماؤه: إن غلاما لبني إسرائيل يفسد ملكك، فرأى أن يقطع نسلهم، فصار يذبح عاما، ويستحيي عاما، فولد هارون عليه السّلام في عام الاستحياء، وولد موسى عليه السّلام في عام الذّبح، أي إن فرعون- كما قال ابن عطية- طمع بجهله أن يردّ القدر.
وابتدأت القصة، بذكر نعمة اللّه على موسى عليه السّلام، فيما معناه: وألهمنا أمّ موسى إرضاعه فترة زمنية، فأرضعته ثلاثة أو أربعة أشهر. كما يقال، فإذا خفت عليه من القتل، فألقيه في بحر النّيل، ولا تخافي عليه من الغرق والضياع، ولا تحزني على فراقه، إنّا سنردّه عليك لتكوني أنت مرضعته، وسنجعله نبيّا مرسلا إلى قومه بني إسرائيل.
فلما ألقي موسى في نيل مصر، مرّ أمام قصر فرعون، فالتقطه آل فرعون (أهله) من أجل معرفة ما في التابوت، وآثروا تبنّيه وتربيته، دون أن يدروا بمصيره، فكانت عاقبة أمره والتقاطه أن يصير موسى عليه السّلام بعد النّبوة والكهولة عدوّا لهم، بمخالفة دينهم، وإغراقهم في البحر وزوال ملكهم، لتكذيبهم برسالة موسى عليه السّلام. فتكون لام {لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا} لام العاقبة أو الصيرورة، لا أن القصد بالالتقاط من أجل أن يكون لهم عدوّا. ولقد كان فرعون ووزيره وأكبر رجاله هامان وجنودهما متعمدين الخطأ، مصرّين على تكذيب موسى. وبهذا يعلم أن (الخاطئ) متعمّد الخطأ، و(المخطئ): الذي لا يتعمّده، فعاقبهم اللّه بأن ربّى عدوّهم عندهم، وكان هو سبب هلاكهم.
وقالت زوجة فرعون له: هذا الطفل قرّة عين لي، أي سلوة لي، تقرّ به عيني، وتفرح به نفسي، فلا تقتلوه، وذلك الإلهام لامرأة فرعون لأن اللّه تعالى ألقى عليه المحبة، فكان يحبّه كل من شاهده، ولعله يكون سببا للخير والنفع، أو نتخذه ولدا ونتبنّاه، لما يتمتع به من الوسامة والجمال، ولكن لم يشعر قوم فرعون أن هلاكهم بسبب هذا الطفل وعلى يده.
وأصبح قلب أم موسى بعد إلقاء صندوقه في البحر فارغا من كل شيء من شواغل الدنيا، إلا من ذكر موسى، وكادت من شدّة حزنها وأسفها إظهار أمر ابنها وأنه ذهب لها ولد، وأنها أمّه، لولا أن ثبّت اللّه قلبها وصبّرها، لتكون من المصدّقين الواثقين بوعد اللّه لها، بردّه إليها.
وقالت أمّ موسى لأخته ابنتها الكبرى: تتبّعي أثره واعرفي خبره، فخرجت لذلك، فعثرت عليه في بيت فرعون، وأبصرته عن بعد، والقوم لا يشعرون بها وبمهمّتها، ولا بأنه الذي يفسد الملك على يديه.
ومنع اللّه موسى من قبول ثدي المراضع غير ثدي أمّه، من قبل، أي من أول أمره، فقالت أخته لمن حول بيت فرعون: ألا أدلّكم على أهل بيت يتكفّلون بشأنه وإرضاعه وحضانته، وهم حافظون له، ناصحون للملك، بخدمته والمحافظة عليه؟!
فأعاد اللّه الطفل موسى إلى أمه بعد التقاط آل فرعون له، لتقرّ عينها وتسرّ بوجوده لديها وسلامته عندها، ولا تحزن عليه بفراقه، ولتتيقّن أن وعد اللّه بردّه إليها حقّ لا شكّ فيه، ولكن أكثر الناس لا يعلمون حكم اللّه في أفعاله، أي حكمته وتدبيره.
خطأ موسى عليه السّلام:
قضى موسى عليه السّلام عهد الشباب في مصر، مع قومه الإسرائيليين، وتعايشه مع فرعون وأتباعه، ولكنه كان ضجرا متألما لما عليه سوء الحال في مصر، رافضا ألوهية فرعون، قلقا من استكباره واستعلائه، وإذلاله بني إسرائيل، وينتظر الفرج القريب، بما آتاه اللّه من العلم والحكمة والبصيرة في إدراك وحدانية اللّه تعالى، وهو بهذا يصارع الآلام النفسية، من تألّه فرعون وجبروته ومظالمه، وهذا ما وصفه لنا القرآن الكريم، للعبرة والعظة في الآيات الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال