سورة القصص / الآية رقم 33 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بَأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّـكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الوَادِ الأَيْمَنِ فِي البُقْعَةِ المُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يَعْقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الغَالِبُونَ

القصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصص




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ (35) فَلَمَّا جاءَهُمْ مُوسى بِآياتِنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُفْتَرىً وَما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37)} [القصص: 28/ 33- 37].
لما أمر اللّه تعالى موسى عليه السّلام بالعودة إلى مصر، لهداية فرعون، بعد أن فرّ من سطوته وبطشه، قال موسى: يا ربّ، إني قتلت من قوم فرعون نفسا، فأخاف إن رأوني أن يقتلوني ثأرا من قتيلهم، فكيف أذهب إلى فرعون وقومه؟! إن أخي هارون هو أفصح لسانا مني، وأحسن بيانا، وأدرى مني بلهجة المصريين، لأنه لم يترك بلادهم، فأرسله معي معينا ووزيرا يصدّقني في قولي وخبري، ويتحمّل معي عبء الرسالة، إني أخاف أن يكذّبوني في نبوّتي ورسالتي، فأجاب اللّه تعالى طلبه، وجعل هارون رسولا.
وقال الرّب عزّ وجلّ لموسى: سنعزز جانبك، ونقوّي شأنك، ونعينك بأخيك الذي سألت أن يكون نبيّا معك، وسنجعل لكما السلطان، أي الحجة الغالبة، والتّفوق على عدوّكما، فلا يكون للأعداء سبيل للوصول إلى أذاكما، بما نسلّطكما عليهم بآياتنا البيّنات، تمتنعان منهم بها، أنت يا موسى وأخوك، ومن آمن بكما، واتّبعكما في رسالتكما الغالبون بالحجة والبرهان. وقوله تعالى: {وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا} يحتمل أن يتعلّق قوله: {بِآياتِنا} إما بفعل {وَنَجْعَلُ لَكُما} أو بفعل {يَصِلُونَ إِلَيْكُما} وتكون الباء باء السبية، أي بسبب آياتنا لن يتسلطوا عليكما، ويحتمل أن يتعلق بقوله: {الْغالِبُونَ} أي تغلبون بآياتنا.
فلما جاء موسى عليه السّلام بآيات اللّه البيّنات الواضحات، قال فرعون وقومه:
ما هذا الادّعاء بالرسالة من عند اللّه إلا سحر مفترى، وقول مكذوب، وما سمعنا بما تدعونا إليه من عبادة اللّه وحده لا شريك له، في عهود آبائنا وأجدادنا الأقدمين، ولم نر أحدا من الأسلاف على هذا الدّين، ولم نر إلا الإشراك مع اللّه آلهة أخرى.
فأجاب موسى عليه السّلام فرعون المتألّه وقومه بقوله: اللّه ربّي الذي لا إله غيره، خلق كل شيء وأوجده، أعلم مني ومنك بالمحقّ من المبطل، وبمن جاء بالهداية والرّشاد ومن أرسله بهذه الدعوة، ومن الذي تكون له العاقبة المحمودة في الدنيا بالنصر والظفر والتأييد، وفي الآخرة بالنّجاة والثواب، والرحمة والرضوان، كما جاء في آية أخرى: {أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ جَنَّاتُ عَدْنٍ} [الرّعد: 13/ 22- 23]. وآية: {وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ} [الرّعد: 13/ 42]. وسيفصل اللّه بيني وبينكم، إنه لا يفلح ولا ينجح المشركون بالله عزّ وجلّ، ولا يظفرون بالفوز والنجاة، بل يكونون هالكين خاسرين.
وهذا أسلوب أدبي رفيع، فإن موسى عليه السّلام لم يعلن أنه المحقّ وغيره هو المبطل، وإنما فوّض الأمر لله، ليجعل للعقل في النّقاش والجدل مجالا في إصدار الحكم النّهائي، وتغليب الصواب على الخطأ، فهذه دعوة للرّوية والأناة، والتعقل، وإعمال الحكمة، كما جاء في أسلوب آخر في خطاب نبيّنا للمشركين، حيث قال صلّى اللّه عليه وسلّم: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [سبأ: 34/ 24].
عاقبة الجدل المثير بين موسى عليه السلام وفرعون:
بادر موسى عليه السّلام بجولة أخرى من الجدل، والنّقاش مع فرعون حول ربوبيّة اللّه تعالى وألوهيته، على الرغم من إظهاره آيات اللّه البيّنات المؤيّدة لرسالته، وأصرّ فرعون على إنكار وجود اللّه، وأعلن للحاشية والأشراف من قومه بأنه هو الإله، وأنه لم يعلم بوجود إله آخر سواه، وتحدّى ببناء صرح أو برج للبحث عن إله موسى في السماوات، واستبدّت به المادة الحسّيّة والأهواء فتصوّر أن الإله كالبشر، وعلا واستكبر، فجعله اللّه مع جنوده غرقى في البحر، وجعلهم قادة إلى النار، وأتبعهم اللعنة والطّرد من رحمة اللّه، وأيّد اللّه موسى بالتّوراة بصيرة وهداية ورحمة لمن يتذكر ويخشى، قال اللّه تعالى مبيّنا هذه الفصول:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال