سورة القصص / الآية رقم 57 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ القَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي الجَاهِلِينَ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَ لَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الوَارِثِينَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ القُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي القُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ

القصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصص




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (57) وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها فَتِلْكَ مَساكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ (58) وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى إِلاَّ وَأَهْلُها ظالِمُونَ (59) وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ (60) أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)} [القصص: 28/ 56- 61].
والمعنى: إنك أيها النّبي لا تستطيع هداية من شئت، ولكن هداية التوفيق بيد اللّه تعالى، واللّه أعلم بمن هو أهل الاهتداء، فما عليك أيها النّبي إلا البلاغ والدعوة إلى اللّه، وبيان الشريعة.
وقد أجمع أكثر المفسّرين على أن هذه الآية إنما نزلت في شأن أبي طالب عم النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فإنه دخل عليه النّبي، وطالبه بالإيمان، فأجابه: يا محمد، لولا أني أخاف أن يعيّر بها ولدي من بعدي، لأقررت بها عينك، ثم قال أبو طالب: أنا على ملّة عبد المطّلب والأشياخ، فتفجّع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وخرج عنه، فمات أبو طالب على كفره، فنزلت هذه الآية: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاء} إشارة إلى أبي طالب.
وقال مشركو قريش في تسويغ عدم إيمانهم برسالة النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم واعتذارهم عنه: إن اتّبعنا ما جئت به من الهدى، وخالفنا ما عليه بقية العرب، خفنا أن يقصدونا بالأذى والمحاربة، فردّ اللّه تعالى عليهم بأمور ثلاثة:
الأول- تأمين الحرم وأهله: إن هذا الاعتذار كذب وباطل، لأن اللّه تعالى جعل قريشا في بلد آمن، وحرم آمن، ويستمر فيه الأمن حال كفرهم وإيمانهم.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس: أن أناسا من قريش قالوا للنّبي صلّى اللّه عليه وسلّم: إن نتّبعك تخطّفنا الناس، فنزلت هذه الآية: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً}.
والمعنى: إنهم لا يقدّرون هذه الأرزاق الآتية لهم من كل شيء ومكان، تفضّلا من اللّه ونعمة، ولكن أكثرهم جهلة لا يعلمون الحق والخير.
والثاني- ليعلم هؤلاء المعتذرون من أهل مكة عن الإيمان خوفا من زوال النّعم:
أن عدم الإيمان هو الذي يزيل النّعم، فكثيرا ما أهلك اللّه أهل القرى السابقة، التي كفرت وطغت وجحدت بأنعم اللّه، وبطروا وتكبّروا، فأصبحت مساكنهم خاوية على عروشها، لا يسكنها أحد بعدهم إلا لمدة قليلة، أثناء السفر والعبور، وأصبح الوارث لها هو اللّه تعالى، لأنها صارت خرابا، لا يخلفهم فيها أحد. وهذا توعّد من اللّه تعالى لقريش بضرب المثل بالقرى المهلكة، والمراد: فلا تغتروا أيها المكّيون بالحرم الآمن، والثمرات التي تجبى لصلاح حالكم وقوام أمركم، فإن اللّه تعالى مهلك الكفرة بسبب ظلمهم. وهذا دليل على عدل اللّه في خلقه، فلا عقاب إلا بعد بيان، ولا هلاك إلا بعد ظلم وجحود.
فلم يكن إهلاك أهل القرى من ربّهم إلا بعد إنذار، حيث يرسل لهم رسولا في عواصمهم، يبين لهم الآيات الدالّة على وجود اللّه وتوحيده، حتى لا يبقى لهم حجة بالجهل، ولا عذر بطمس معالم الحق، ثم لا يكون الإهلاك لقوم إلا وهم ظالمون أنفسهم بإنكار الآيات الإلهية وتكذيب الرّسل.
والرّد الثالث- هو أن الإيمان بالله لا يضيّع منافع الحياة الدنيوية، لأن التمتع بها مهيأ لجميع المخلوقات، علما بأن جميع ما في الدنيا من مال وولد وزينة ومتاع، إنما هو متاع مؤقت وزينة زائلة، لا يجدي عند اللّه شيئا منها، وهو لابد زائل، وزهيد قليل إذا قيس بنعم الآخرة، فإن نعيم الآخرة باق دائم، وهو خير محض في ذاته، وأفضل من متاع الدنيا، أفلا تتفكرون أيها الناس في أن منفعة الباقي الدائم أولى بالإيثار من منفعة المؤقت الزائل؟!
ولا يستوي المؤمن والكافر في الجزاء، وكيف يستوي المؤمن بكتاب الله، المصدّق بوعده، المتأمّل فضل الله وملاقيه، والكافر الكذوب، المتمتّع بحطام الدنيا أياما قليلة، ثم يحضره الله يوم القيامة، ليتلقى العذاب المهين؟! وهذه الآية: {أَفَمَنْ وَعَدْناهُ} نزلت كما أخرج ابن جرير عن مجاهد في النبي صلّى اللّه عليه وسلم وفي أبي جهل بن هشام. وقيل: في حمزة وأبي جهل.
أسئلة تقريع للمشركين يوم القيامة:
ناقش القرآن الكريم المشركين في عقائدهم الفاسدة، مبيّنا لهم ما يتعرّضون له من أسئلة، وهذا غاية الصراحة والإخلاص والبيان السابق، إنهم عبدوا الأصنام والأوثان، فهل تستطيع مناصرتهم؟ ودعوا تلك الآلهة المزعومة لتخليصهم من العذاب، فلم يجيبوا، وسئلوا عن توحيد الله عزّ وجلّ وإجابتهم رسلهم، فلم يجدوا جوابا مقنعا، فأفلسوا ووقعوا في اليأس والإحباط. إن هذه المناقشة تستدعي التأمل والوعي والتفكّر، إن كان الوثنيون من ذوي العقل والرّشد، وأرادوا النّجاة والخير لأنفسهم، ولكنهم بعدوا عن مقتضى العقل، فخابوا وخسروا. قال الله تعالى واصفا هذه الحال:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال