سورة القصص / الآية رقم 78 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ المُجْرِمُونَ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الكَافِرُونَ تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُواًّ فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

القصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصص




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78)} [القصص: 28/ 76- 78].
كان قارون الثّري المترف ابن عم موسى عليه السّلام، وهو رجل من بني إسرائيل، كان ممن آمن بموسى، وحفظ التّوراة، وكان من أقرأ الناس لها، وكان عند موسى عليه السّلام من عبّاد المؤمنين، ثم لحقه الزهوّ والإعجاب، فبغى على قومه بأنواع البغي، من ذلك كفره بموسى واستخفافه به، ومطالبته له بأن يجعل له شيئا من المكانة والنفوذ والمشاركة في شؤون السلطة على الناس، وتجاوز الحدّ في بغيه، حتى إنه حاول التشهير بموسى، بامرأة مومس فاجرة ذات جمال، تدّعي أمام الملأ من بني إسرائيل أن موسى يتعرض لها في نفسها، ويكافئها على ذلك، وتستنجد به، فلما وقفت بين الملأ، أحدث اللّه لها توبة، وفضحت قارون في محاولاته تلك. وقد آتى اللّه قارون أموالا نقدية وعينية كثيرة، يثقل بحمل مفاتيح خزائنها الجماعة أولو البأس والقوة، فنصحه الناس بخمس مواعظ:
- قال له قومه الإسرائيليون: لا تبطر ولا تتبختر بمالك، فإن اللّه يكره البطرين الأشرين. إنهم نهوه عن الفرح المطغي الذي هو انهماك وانحلال نفس، وأشر وإعجاب، مؤدّ به إلى المهالك.
- ثم وصّوه بأن يطلب بماله رضا اللّه وآخرته، وإنفاق بعض المال في وجوه الخير وطاعة اللّه، ونفع الأمة أو المجتمع، والتقرّب إلى اللّه بأنواع القربات المحققة للثواب في الدار الآخرة، لأن الدنيا لا تغني شيئا.
- ولم يقطعوه عن الدنيا، فقالوا له: لا تترك حظّك من لذّات الدنيا المباحة، من المآكل والمشارب، والملابس والمساكن وغيرها، لكن لا تضيّع عمرك في ألا تعمل عملا صالحا في دنياك، إذ الآخرة إنما يعمل لها في الدنيا، فنصيب الإنسان: عمره وعمله الصالح، فينبغي ألا تهمله، وطلب الحلال مشروع، مع النظر إلى عاقبة الدنيا.
- وأحسن إلى الخلق كما أحسن اللّه إليك باللّين والمعاملة الحسنة وتحسين السمعة وحسن اللقاء، وفي ذلك جمع بين خصلتي الإحسان: الإحسان الأدبي الرفيع، والإحسان المادّي المقبول، وهذا أمر بصلة المساكين وذوي الحاجة وإتقان الأعمال.
- ولا تقصد الإفساد في الأرض بالظلم والبغي والإساءة إلى الناس، فإن اللّه تعالى يعاقب المفسدين، ويحول بينهم وبين رحمته وعونه.
لكن قارون أبي سماع هذه المواعظ المتضمّنة اتّقاء اللّه في مال اللّه، وأخذته العزة بالإثم، فأعجب بنفسه، وقال لناصحيه: أنا لا أحتاج لما تقولون، فإن اللّه تعالى إنما أعطاني هذا المال، لعلمه بأني أستحقّه، ولمعرفتي وخبرتي ومهارتي بكيفية جمعه، فأنا له أهل، فأجابه اللّه تعالى بأنه: أو لم يدر في جملة ما عنده من الدراية والعلم أن اللّه تعالى قد دمّر من قبله من هو أكثر منه مالا، وأشد قوة، وأعظم مكانة، وأشهر سلطانا ونفوذا، ولا يسأل المجرمون عن كثرة خطاياهم وسيئاتهم حينما يعاقبهم، لأنه تعالى عليم بكل المعلومات، مطّلع على جميع الأقوال والأفعال، فلا حاجة به إلى السؤال سؤال الاستفسار، كقوله اللّه تعالى: {وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [البقرة: 2/ 283].
وسؤال الاستعتاب، كما قال عزّ وجلّ: {هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ (35) وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36)} [المرسلات: 77/ 35- 36]. لكن لا مانع من سؤال الكافرين والمفرطين سؤال توبيخ وتقريع، كما في قوله تعالى: {فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 15/ 92- 93]. وقوله سبحانه: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (24)} [الصّافّات: 37/ 24].
2- جزاء بغي قارون:
استبدّ البغي والغرور بقارون الثّري المترف، وسيطر الكبرياء والعجب والتّجبر على نفسه، فأراد إظهار ما لديه من الثراء والقدرة على الملابس والمراكب وزينة الدنيا ومفاتنها، فافتتن أهل الدنيا باستعراضه الفاخر وتمنّوا أن يكونوا مثله، ولكنّ أهل العلم والمعرفة المتيقّظين لحقائق الدنيا ومظاهرها حذّروا من هذه الفتنة، ووجّهوا إلى العمل الأخروي الباقي. وكانت العاقبة كما قدّروا، فخسف اللّه بقارون الأرض، ودمّر دوره وممتلكاته، واستيقظ الناس على هذا المصير المشؤوم، وأرشدتهم صحوة العقل والدين إلى أن زوال الدنيا سريع، وأن خطر العقاب لكل عات متمرد قريب، قال اللّه تعالى مبيّنا هذه الخاتمة لقارون:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال