سورة العنكبوت / الآية رقم 19 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ البَلاغُ المُبِينُ أَوَ لَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

العنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوت




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16) إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (18) أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (22) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (23)} [العنكبوت: 29/ 69/ 16- 23].
المعنى: واذكر أيها النّبي إبراهيم ودعوته، وهي كقصة نوح أيضا تمثيل وتشبيه لقريش، فلقد كان النمرود وأهل مدينته عبدة أصنام، فدعاهم إبراهيم عليه السّلام إلى توحيد الله تعالى وعبادته وتقواه، ثم نبّههم إلى ما هم عليه من الضّلال، فإن توحيد الله وترك الأصنام خير لكم في الدنيا والآخرة، إن كنتم من أهل الوعي والإدراك والعلم، تميزون به بين الخير والشّر.
وهذان دليلان على التوحيد:
الأول- إن ما تعبدون من غير الله من الأصنام، ما هي إلا أوثان، وأشياء مصنوعة من الأحجار، فلا تضرّ ولا تنفع، وإنما اختلقتم لها أسماء، فسمّيتموها آلهة، وادّعيتم أن لها شفاعة لكم عند ربّكم، وإنما هي مخلوقة أمثالكم، فأنتم تختلقون الكذب بوصفها آلهة.
والدليل الثاني- إن تلك الأوثان التي تعبدونها من غير الله، لا تستطيع أن تجلب لكم رزقا، فكيف تعبدونها؟ فاطلبوا الرزق من عند الله تعالى، لا من عند غيره من الأوثان ونحوها، واعبدوه وحده، واشكروا له على ما أنعم به عليكم من الفضل والإنعام، فإنما إليه مرجعكم يوم القيامة، ليحاسبكم على أعمالكم.
ودليل صدق رسالة إبراهيم عليه السّلام في مخاطبة قومه: وإن تكذّبوني في رسالتي، فلا تضروني أبدا، فقد كذبت الرسل أمم سابقة، وقد بلغكم ما حلّ بهم، من العذاب والانتقام، ولا يكلّف الرسول إلا بتبليغ ما أمره الله تعالى به من الرسالة، تبليغا واضحا كاملا، فاحرصوا على إسعاد أنفسكم بالإيمان بالله تعالى.
وأما دليل الأصل الثالث في عقيدة الإيمان: وهو البعث والمعاد، فهو أن تنظروا كيف بدأ الله خلق الأشياء والجمادات والإنسان، بعد أن لم تكن، وزوّد الإنسان بمفاتيح المعرفة والعلم، من السمع والبصر والفؤاد. والذي بدأ إيجاد الخلق على هذا النحو قادر على إعادته، وهو أسهل عليه، وأيسر بحسب تصوراتنا، أما بالنسبة لله تعالى فالبدء والإعادة سواء، وقد خاطبنا الله بما نعقل ونتصور، حين قال: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الرّوم: 30/ 27].
وعلى صعيد الواقع المشاهد، سيروا أيها المنكرون للبعث في الأرض، فانظروا كيف بدأ الله خلق السماوات وما فيها من الكواكب الثوابت النّيرات، وكيف أوجد الأراضي وما فيها من الجبال الراسيات، ثم الله يعيدكم أحياء مرة أخرى، فإن من قدر على الخلق أول مرة، قادر على الإعادة وإنشاء النشأة الأخرى يوم القيامة، وإن الله قادر تامّ القدرة على كل شيء، ومنه البدء والإعادة.
والذي يكون بعد البعث والإعادة، إنما هو الحساب والجزاء، فإن الله يعذب من يشاء من الكفار والعصاة، ويرحم من يشاء، من المؤمنين فضلا منه ورحمة، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وإلى الله مصيركم ومردّكم يوم القيامة بعد الموت، مهما طالت المدة، فيحاسب كل إنسان على ما قدّم وأخّر، وحسابه قائم على الحقّ والعدل والإنصاف، لأنه المالك لكل شيء، فيسوي بين مخلوقاته.
ولستم أنتم أيها الجاحدون الكافرون، بمعجزي الله عن ملاحقتكم وتقديمكم للجزاء، سواء في الأرض والسماء، فإن الله لا يعجزه شيء، ولا يقدر أحد على الإفلات من قبضته، فقبضته السماوات والأرض وما بينهما، وهو القاهر فوق عباده، وليس لكم من غير الله ولي (نصير) يلي أموركم ويحفظكم ويرعاكم، ولا معين وناصر ينصركم، ويمنعكم من عذابه إن عذّبكم، فهل بعدئذ تظنّون أنكم بكفركم وعبادتكم غير الله من الأصنام ناجون وسالمون من الجزاء؟!
ثم توعّد إبراهيم عليه السّلام كل كافر، فإن كل الذين كفروا بدلائل وحدانية الله وقدرته وما أرسل به رسله، وكفروا بالمعاد، أولئك لا نصيب لهم من رحمة الله، بسبب كفرهم، ولهم عذاب مؤلم شديد.
موقف قوم إبراهيم من دعوته:
لا ينتظر بعد تقديم إبراهيم الخليل مختلف الأدلّة على أصول دعوته من توحيد الله، وإرسال الرّسل، وبعث العباد أن نجد جوابا مقنعا لدى القوم الذين استبدّوا واستكبروا، وبغوا وعاندوا، واعتمدوا على التهديد والوعيد، ولكن الله تعالى نجى إبراهيم من النار، فأعاد الكرة عليهم بتوبيخهم على سوء الاعتقاد وعبادة الأصنام، وتفرّق الصّف وتشتّت الأحوال يوم القيامة. ولما نجى إبراهيم من النار، آمن به ابن أخيه لوط عليه السّلام، وأنعم الله على إبراهيم بإسحاق ويعقوب، وبجعل النّبوة والكتب المنزلة في ذرّيّته، وإيتاء أجره في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى مبيّنا هذه المفاجئات.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال