سورة العنكبوت / الآية رقم 26 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ القِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِينَ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى القَوْمِ المُفْسِدِينَ

العنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوت




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{أَوَ لَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِئ الله الخلق} من مادة ومن غيرها، وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر بالتاء على تقدير القول وقرئ: {يبدأ}. {ثُمَّ يُعِيدُهُ} إخبار بالإِعادة بعد الموت معطوف على {أَوَ لَمْ يَرَوْاْ} لا على {يُبْدِئ}، فإن الرؤية غير واقعة عليه ويجوز أن تؤول الإِعادة بأن ينشئ في كل سنة مثل ما كان في السنة السابقة من النبات والثمار ونحوهما وتعطف على {يُبْدِئ}. {إِنَّ ذلك} الإِشارة إلى الإِعادة أو إلى ما ذكر من الأمرين. {عَلَى الله يَسِيرٌ} إذ لا يفتقر في فعله إلى شيء.
{قُلْ سِيرُواْ فِى الأرض} حكاية كلام الله لإِبراهيم أو محمد عليهما الصلاة والسلام. {فانظروا كَيْفَ بَدَأَ الخلق} على اختلاف الأجناس والأحوال. {ثُمَّ الله يُنشِئ النشأة الآخرة} بعد النشأة الأولى التي هي الإِداء، فإنه والإِعادة نشأتان من حيث أن كلاً اختراع وإخراج من العدم، والإِفصاح باسم الله مع إيقاعه مبتدأ بعد إضماره في بدأ والقياس الاقتصار عليه للدلالة على أن المقصود بيان الإِعادة، وأن من عرف بالقدرة على الإِبداء ينبغي أن يحكم له بالقدرة على الإِعادة لأنها أهون والكلام في العطف ما مر، وقرئ: {النشاءة} كالرآفة. {إِنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} لأن قدرته لذاته ونسبة ذاته إلى كل الممكنات على سواء فيقدر على النشأة الأخرى كما قدر على النشأة الأولى.
{يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ} تعذيبه. {وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ} رحمته. {وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} تردون.
{وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ} ربكم عن إدراككم. {فِي الأرض وَلاَ فِي السماء} إن فررتم من قضائه بالتواري في الأرض أو الهبوط في مهاويها، والتحصن {فِى السماء} أو القلاع الذاهبة فيها وقيل ولا من في السماء كقول حسان:
أَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ الله مِنْكُم *** وَيَمْدَحهُ وَيَنْصُرهُ سَوَاء
{وَمَا لَكُم مّن دُونِ الله مِن وَلِيّ وَلاَ نَصِيرٍ} يحرسكم عن بلاء يظهر من الأرض أو ينزل من السماء ويدفعه عنكم.
{والذين كَفَرُواْ بئايات الله} بدلائل وحدانيته أو بكتبه. {وَلِقَائِهِ} بالبعث. {أُوْلَئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِى} أي ييأسون منها يوم القيامة، فعبر عنه بالماضي للتحقق والمبالغة، أو أيسوا في الدنيا لإنكار البعث والجزاء. {وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} بكفرهم.
{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ} قوم إبراهيم له. وقرئ بالرفع على أنه الاسم والخبر. {إِلاَّ أَن قَالُواْ اقتلوه أَوْ حَرّقُوهُ} وكان ذلك قول بعضهم لكن لما قيل فيهم ورضي به الباقون أسند إلى كلهم. {فَأَنْجَاهُ الله مِنَ النار} أي فقذفوه في النار فأنجاه الله منها بأن جعلها عليه برداً وسلاماً. {إِنَّ فِى ذَلِكَ} في إنجائه منها. {لآيَاتٍ} هي حفظه من أذى النار وإخمادها مع عظمها في زمان يسر وإنشاء روض مكانها. {لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} لأنهم المنتفعون بالتفحص عنها والتأمل فيها.
{وَقَالَ إِنَّمَا اتخذتم مّن دُونِ الله أوثانا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِى الحياة الدنيا} أي لتتوادوا بينكم وتتواصلوا لاجتماعكم على عبادتها، وثاني مفعولي {اتخذتم} محذوف ويجوز أن تكون مودة المفعول الثاني بتقدير مضاف أي اتخذتم أوثان سبب المودة بينكم أو بتأويلها بالمودودة، وقرأها نافع وابن عامر وأبو بكر منونة ناصبة بينكم والوجه ما سبق، وابن كثير وأبو عمرو والكسائي ورويس مرفوعة مضافة على أنها خبر مبتدأ محذوف أي هي مودودة أو سبب مودة بينكم، والجملة صفة {أوثانا} أو خبر إن على {إِنَّمَا} مصدرية أو موصولة والعائد محذوف وهو المفعول الأول، وقرئت مرفوعة منونة ومضافة بفتح {بَيْنِكُمْ} كما قرئ: {لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} وقرئ: {إنما مودة بينكم}. {ثُمَّ يَوْمَ القيامة يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} أي يقوم التناكر والتلاعن بينكم، أو بينكم وبين الأوثان على تغليب المخاطبين كقوله تعالى: {وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً} {وَمَأْوَاكُمُ النار وَمَا لَكُمْ مّن ناصرين} يخلصونكم منها.
{فَئَامَنَ لَهُ لُوطٌ} هو ابن أخيه وأول من آمن به، وقيل إنه آمن به حين رأى النار لم تحرقه. {وَقَالَ إِنّى مُهَاجِرٌ} من قومي. {إلى رَبّى} إلى حيث أمرني. {إِنَّهُ هُوَ العزيز} الذي يمنعني من أعدائي. {الحكيم} الذي لا يأمرني إلا بما فيه صلاحي. روي أنه هاجر من كوثى من سواد الكوفة مع لوط وامرأته سارة ابنة عمه إلى حران، ثم منها إلى الشام فنزل فلسطين ونزل لوط سدوم.
{وَوَهَبْنَا لَهُ إسحاق وَيَعْقُوبَ} ولداً ونافلة حين أيس من الولادة من عجوز عاقر ولذلك لم يذكر إسماعيل. {وَجَعَلْنَا فِى ذُرّيَّتِهِ النبوة} فكثر منهم الأنبياء. {والكتاب} يريد به الجنس ليتناول الكتب الأربعة. {وَءَاتَيْنَاهُ أَجْرَهُ} على هجرته إلينا. {فِى الدنيا} بإعطاء الولد في غير أوانه، والذرية الطيبة واستمرار النبوة فيهم وإنماء أهل الملل إليه والثناء والصلاة عليه إلى آخر الدهر. {وَإِنَّهُ فِى الآخرة لَمِنَ الصالحين} لفي عداد الكاملين في الصلاح.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال