سورة الروم / الآية رقم 30 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ وَلَهُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ المَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ضَرَبَ لَكُم مَّثَلاً مِّنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ

الرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالروم




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)} [الرّوم: 30/ 30- 32].
أمر الله تعالى نبيّه صلّى اللّه عليه وسلم باعتباره قدوة الأمّة بأن يقيم وجهه للدين المستقيم، وهو دين الإسلام، وإقامة الوجه: هو تقويم العقيدة، وحمل الإنسان على محمل الجدّ والعزم والحزم في أعمال الدين. والتعبير بإقامة الوجه: لأنه جامع حواس الإنسان وأشرفها، ويكون المراد بالآية: وجّه أيها النّبي نفسك وقلبك لعقيدة الإسلام واتّباع شرائعه، حنيفا، أي معتدلا مقوّما مائلا عن جميع الأديان المحرّفة المنسوخة، والزم أو اتّبع فطرة الله تعالى، أي خلقة الله، أو افتطر بفطرة الله التي فطر، أي خلق وأبدع وسوى جميع الناس عليها، حيث خلقهم على ملّة التوحيد، وأن الله واحد لا شريك له، في قرارة كل إنسان، وتحوّل تحوّلا تامّا عن جميع الملل والأديان الباطلة، إلى الدين الحق والملّة القويمة، والفطرة: هي الخلقة والهيئة التي في نفس الطفل المعدّة أو المهيأة لأن يميز بها مصنوعات الله تعالى، ويستدل بها على ربّه جلّ وعلا، ويعرف شرائعه، ويؤمن به، وهذا خطاب للنّبي صلّى اللّه عليه وسلم ولأمّته، وهو يدلّ على أن كل إنسان مخلوق على التوحيد والإقرار بوجود الله ووحدانيته، ولكن تعرض له العوارض، فيزيغ عن سنن الفطرة، وذلك كما قال النّبي صلّى اللّه عليه وسلم فيما أخرجه البخاري ومسلم وأحمد: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه، أو ينصّرانه، أو يمجّسانه، كمثل البهيمة، تنتح البهيمة هل ترى فيها جدعاء».
أي مثله كمثل الشّاة تولد سليمة الحواس والأعضاء، لا مقطوعة الأذن أو الأنف.
ولا ينبغي لأحد أن يبدّل أو يغيّر فطرة الله، أي الخلقة الأصلية، وهذا خبر في معنى النّهي، أو الطلب، أي لا تبدّلوا خلق الله الأصلي ودينه بالشّرك، فتغيّروا الناس عن فطرتهم التي خلقهم عليها. وذلك المأمور به من اتّباع ملّة التوحيد والتمسّك بالشريعة المطهرة والفطرة السليمة: هو الدين المستقيم الذي لا عوج فيه ولا انحراف. غير أن أكثر الناس لا يعرفون ذلك حقّ المعرفة.
إنكم جميعا أيها الناس مطالبون باتّباع دين الله وتوحيده، خاشعين له، مقبلين عليه إقبالا تامّا، راجعين إليه رجوعا كاملا، وإنكم ملزمون بتقوى الله، أي العمل بأوامره واجتناب نواهيه أو معاصيه، وداوموا على إقامة الصلاة كاملة الأركان مستوفية الشروط، واحذروا الشّرك، ولا تكونوا بعد الإيمان بوحدانية الله مشركين به غيره، فلا تقصدوا في عبادتكم غير الله تعالى، بل كونوا موحّدين مخلصين لله العبادة. والمشركون: هم كل من عبد مع الله إلها آخر، من بشر أو جماد أو كوكب أو غير ذلك.
وأوصاف المشركين: هم الذين فرّقوا دينهم، أي اختلفوا فيما يعبدونه بحسب اختلاف أهوائهم، فبدّلوا فطرة التوحيد، وصاروا فرقا مختلفة، وأحزابا متباينة، كل فرقة وحزب فرحون بما عندهم، مفتونون بآرائهم، معجبون بضلالهم.
وهذه حملة شديدة على الفرق الضّالّة والمذاهب المنحرفة، تدعو أهل البصيرة والوعي إلى أن يبادروا إلى توحيد عقيدتهم والعمل بشريعة ربّهم التي أنزلها على خاتم النّبيّين محمد صلّى اللّه عليه وسلّم.
تناقض المشركين:
من المستغرب صنع بعض الناس وتناقضهم، فتراهم يقبلون على ربّهم وقت الشّدة الخانقة والأزمة المستعصية، فلا يجدون سواه ملجأ لتفريج الكروب، حتى إذا ما رفع عنهم البلاء، وزال عنهم البأس، تنكّروا لخالقهم المنعم عليهم بدفع النقمة ورفع الشّدّة، وهذا واضح من فعل عبدة الأصنام وبعض الكافرين الذين يعبدون الله من أجل الدنيا والمنفعة، فإن أعطوا منها رضوا، وإن منعوا منها سخطوا، وعلى هؤلاء أن يدركوا أن مفتاح الرزق بيد الله تعالى، يمنح من يشاء، ويحجب النعمة عمن يشاء، بحسب ما يرى من الحكمة والمصلحة لعبادة، وهذا ما أبانته الآيات الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال