سورة الروم / الآية رقم 50 / تفسير تفسير ابن الجوزي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ القَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الكَافِرِينَ وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ

الرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالروم




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


قوله تعالى: {يُرْسِلُ الرِّياح} وقرأ ابن مسعود، وأبو رجاء، والنخعي، وطلحة بن مصرِّف، والأعمش: {يُرْسِلُ الرِّيح} بغير ألف.
قوله تعالى: {فتُثير سحاباً} أي: تُزعجه {فيَبْسُطُهُ} الله {في السماء كيف يشاء} إِن شاء بسطه مسيرة يوم أو يومين أو أقل أو أكثر {ويجعلُه كِسَفاً} أي: قِطعاً متفرِّقة. والأكثرون فتحوا سين {كِسَفاً}؛ وقرأ أبو رزين، وقتادة، وابن عامر، وأبو جعفر، وابن أبي عبلة: بتسكينها؛ قال أبو علي: يمكن أن يكون مثل سِدْرَة وسِدَر، فيكون معنى القراءتين واحداً {فتَرى الوَدْق يخرُج مِن خِلاَله} وقرأ ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، وأبو العالية: {مِن خَلَلِه}؛ وقد شرحناه في [النور43] {فاذا أَصاب به} أي: بالوَدْق؛ ومعنى {يَستبشِرون} يفرحون بالمطر، {وإِن كانوا مِنْ قَبْلِ أن يُنَزَّل عليهم} المطر {مِنْ قَبْله} وفي هذا التكرير ثلاثة أقوال.
أحدها: أنه للتأكيد كقوله: {فسجد الملائكة كلُّهم أجمعون} [الحجر: 30]، قاله الأخفش في آخرين.
والثاني: أن {قَبْل} الأولى للتنزيل، والثانية للمطر، قاله قطرب. قال ابن الأنباري: والمعنى: مِنْ قَبْل نزول المطر، مِنْ قَبْل المطر، وهذا مثلما يقول القائل: آتيك من قبل أن تتكلم، من قبل ان تطمئن في مجلسك، فلا تُنكَر الإِعادة، لاختلاف الشيئين.
والثالث: أن الهاء في قوله: {مِنْ قبْله} ترجع إِلى الهُدى وإِن لم يتقدَّم له ذِكْر، فيكون المعنى: كانوا يقنَطنون من قبل نزول المطر، من قبل الهُدى، فلمَّا جاء الهُّدى والإِسلام زال القُنوط، ذكره ابن الأنباري عن أبي عُمر الدُّوري وأبي جعفر بن قادم. والمبلسون: الآيسون وقد سبق الكلام في هذا [الأنعام: 44].
{فانظُر إِلى آثار رحمة الله} قرأ أبن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم: {إِلى أَثَر}. وقرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: {إِلى آثار} على الجمع، والمراد بالرحمة هاهنا المطر، وأثرها: النبت؛ والمعنى: انظر إِلى حسن تأثيره في الأرض {كيف يُحيي الارض} أي: كيف يجعلها تُنبت بعد أن لم يكن فيها نبت. وقرأ عثمان بن عفان، وأبو رجاء، وأبو عمران الجوني، وسليمان التيمي. {كيف تُحْيِي} بتاء مرفوعة مكسورة الياء {الأرضَ} بفتح الضاد.
قوله تعالى: {ولَئن أَرسلْنا ريحاً} أي: ريحاً باردة مُضِرَّة، والريح إِذا أتت على لفظ الواحد أُريدَ بها العذاب، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند هبوب الريح: «اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً» {فرأوه مُصْفَرّاً} يعني النبت، والهاء عائدة إِلى الأثر. قال الزجاج: المعنى: فرأَوُا النبت قد اصفرّ وجفَّ {لظلُّوا مِنْ بَعده يكفُرونَ} ومعناه: لَيَظَلُّنّ، لأن معنى الكلام الشرط والجزاء، فهم يستبشرون بالغيث، ويكفرون إِذا انقطع عنهم الغيث وجفَّ النبت. وقال غيره: المراد برحمة الله: المطر. و{ظلُّوا} بمعنى صاروا {من بعده} أي: من بعد اصفرار النبت يجحدون ما سلف من النِّعمة.
وما بعد هذا مفسَّر في سورة [النمل: 80، 81] إِلى قوله: {اللّهُ الذي خلقكم من ضَعْف} وقد ذكرنا الكلام فيه في [الأنفال: 66]، قال المفسرون: المعنى: خلقكم من ماءٍ ذي ضَعف، وهو المنيّ {ثُمَّ جَعل مِنْ بَعْد ضَعْف} يعني ضعف الطفولة قوَّة الشباب، ثُمَّ جَعل مِن بَعْد قوَّة الشباب ضعف الكِبَر، وشيبةً، {يخلُق ما يشاء} أي: من ضعف وقوَّة وشباب وشَيبة {وهو العليم} بتدبير خلقه {القدير} على ما يشاء.
{ويوم تقوم الساعة} قال الزجاج: الساعة في القرآن على معنى الساعة التي تقوم فيها القيامة، فلذلك لم تُعرف أيّ ساعة هي.
قوله تعالى: {يُقسِم المجرِمون} أي: يَحْلِف المشركون {ما لَبِثوا} في القبور {غيرَ ساعةٍ كذلك كانوا يؤفَكون} قال ابن قتيبة: يقال: أُفِكَ الرجلُ: إِذا عُدِل به عن الصِّدق، فالمعنى أنهم قد كذَّبوا في هذا الوقتِ كما كَذَّبوا في الدنيا. وقال غيره: أراد الله تعالى أن يفضحهم يوم القيامة بين المؤمنين، فحلفوا على شيء يبَين للمؤمنين كذبُهم فيه، ويستدلُّون على كذبهم في الدنيا. ثم ذكر إِنكار المؤمنين عليهم بقوله: {وقال الذين أُوتوا العِلْم والإِيمانَ} وفيهم قولان:
أحدهما: أنهم الملائكة.
والثاني: المؤمنون.
قوله تعالى: {لقد لَبِثتم في كتاب الله إِلى يوم البعث} فيه قولان:
أحدهما: أن فيه تقديماً وتأخيراً، تقديره: وقال الذين أوتوا العلم بكتاب الله والإِيمان بالله، قاله ابن جريج في جماعة من المفسرين.
والثاني: أنه على نظمه. ثم في معناه قولان:
أحدهما: لقد لَبِثتم في عِلْم الله، قاله الفراء.
والثاني: لقد لَبِثتم في خَبَر الكتاب، قاله ابن قتيبة.
قوله تعالى: {فهذا يومُ البعث} أي: اليوم الذي كنتم تُنْكِرونه {ولكنَّكم كنتم لا تَعْلَمون} في الدنيا أنه يكون. {فيومَئذ لا يَنْفَعُ الذين ظَلَموا معذرتُهم} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر: {لا تَنْفَعُ} بالتاء. وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي: بالياء، لأن التأنيث غير حقيقي.
قال ابن عباس: لا يُقْبَلُ من الذين أشركوا عُذر ولا توبة.
قوله تعالى: {ولا هُمْ يُسْتَعْتَبون} أي: لا يُطلب منهم العتبى والرجوعُ في الآخرة.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال