سورة الروم / الآية رقم 55 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَّظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ المَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ وَمَا أَنْتَ بِهَادِ العُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ العَلِيمُ القَدِيرُ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ المُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ البَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ البَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا القُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ

الرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالروم




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57)} [الروم: 30/ 54- 57].
هذه الآيات تبين أيضا أن الأوثان عاجزة عن الخلق والإيجاد، وأن الله هو الخلاق المبدع، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه. إن الله تعالى هو الذي خلق الإنسان في أطوار متدرجة من الضعف إلى القوة، ثم العجز، خلقه جنينا في بطن أمه من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة، ثم كوّن عظامه، ثم كسا العظام لحما، ثم ولد طفلا جميلا، وكل هذه مراحل ضعف، ثم صار شابّا قويّا، وهذه هي مرحلة القوة والشباب، ثم صار كهلا فشيخا عاجزا ذا شيبة ووقار، وهذه هي مرحلة ضعف من نوع آخر.
وهذا الانتقال المتتابع من طور إلى طور آخر دليل على القدرة الإلهية الخالقة التي لها آثار وبصمات واضحة، على كل مرحلة من مراحل الحياة الإنسانية، والله يخلق ويبدع ما يشاء من ضعف وقوة، وبدء وإعادة، وهو تام العلم بأحوال مخلوقاته، كامل القدرة على كل ما يشاء. ومن خلق خلقا قادر على إعادته مرة أخرى. ومصير المخلوقات كلها إلى الجمع والحساب يوم القيامة.
ويوم تقوم القيامة ويبعث الله الناس من القبور، يقسم المجرمون الكافرون الآثمون أنهم ما أقاموا في الدنيا أو في القبور، إلا ساعة واحدة، أي مدة قليلة من الزمان، قاصدين من هذا القسم أنهم لم يدركوا الحقيقة الكبرى، ولم يمهلوا المدة الكافية للتأمّل والإيمان، والعمل والإحسان، فيعذروا على ما وقعوا فيه من تقصير، ومثل ذلك الصّرف عن الحقيقة والواقع في مدة المكوث في الدنيا، كانوا يصرفون عن الحق إلى الباطل، ومن الصدق إلى الكذب، والمراد أنهم صاروا كاذبين فيما قالوا: ما لبثنا غير ساعة، وأن إصرارهم على الكفر، صرفهم عن الاعتقاد الصحيح، وعن الإيمان باليوم الآخر.
ثم وصف الله تعالى جواب أهل الإيمان على أولئك الكافرين منكري البعث: وهو لقد لبثتم في علم الله وقضائه مدة طويلة في الدنيا، من يوم خلقكم إلى يوم بعثكم.
وإن كنتم منكرين للبعث، فهذا يومه الواقع الذي لا سبيل إلى إنكاره، غير أنكم كنتم تجهلون وقوعه، لتفريطكم في النظر والتأمّل في المستقبل الموعود.
ففي يوم القيامة لا ينفع أهل الظلم والكفر عذرهم عما قصّروا به، ولا تقبل منهم توبتهم، لأن وقت التوبة هو في دار الدنيا، وهي دار العمل، وأما الآخرة فهي دار الحساب والجزاء، والمراد لا يقبل منهم العذر، ولا ينفعهم الاعتذار، ولا يعاتبون على ذنوبهم، ولا يقبل منهم العذر لإزالة العتب، وإنما يعاقبون على ذنوبهم وسيئاتهم، لأن الحال حال قضاء وحكم، وتنفيذ للأحكام الصادرة، وليس المقام مقام اعتذار، فإن وقته قد فات وهو في الدنيا.
موقف الكفار من ضرب الأمثال القرآنية:
لقد وقف كفار قريش موقفا قاسيا عنيدا من القرآن الكريم وبيانه، بسبب قسوة قلوبهم وغلظ طباعهم، على الرغم من تبسيط القرآن البيان، وقوة الإقناع، وإظهار الحق الساطع، وهذا الموقف أدى بهم إلى السقوط من التاريخ، والهزيمة والضياع، وإلى أن تصبح قلوبهم محجوبة عن نفاذ الخير إليها، وناسب ذلك الأمر بالصبر من النبي صلّى اللّه عليه وسلم، وقد تحقق وعد الله له بالنصر، وثباته على الدعوة إلى ربه إلى أن وافاه الأجل، وأثلج الله صدره قبل ذلك بقدوم الوفود العربية إلى المدينة المنورة تعلن ولاءها للنبي، وإيمانها برسالته، والدفاع عنه دفاع الأبطال. وهذه كانت خاتمة سورة الروم في هذه الآيات الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال