سورة الروم / الآية رقم 59 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَّظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ المَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ وَمَا أَنْتَ بِهَادِ العُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ العَلِيمُ القَدِيرُ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ المُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ البَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ البَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا القُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ

الرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالرومالروم




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ (58) كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (59) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (60)} [الروم: 30/ 58- 60].
هذا لون من ألوان البيان والإنذار السابق قبل إنزال العقاب وهذه دعوة صريحة هادئة تتجاوب مع العقول المتفتحة قبل الوقوع في ورطة الهزائم المتوالية، ولكن مشركي مكة بما عرفوا به من قسوة الطباع، لم يذعنوا لنداء الفكر، على الرغم من أن الله تعالى أوضح لهم الحق، وضرب لهم الأمثال الدالة على وحدانية الله تعالى، وعلى إمكان البعث وتحقيقه، وعلى صدق النبي صلّى اللّه عليه وسلم، وإخلاصه وتفانيه في تبليغ دعوة ربه.
وتالله أيها النبي لو جئتهم بأي آية تبين لهم الحق، لا يصدقون بها، ويكفرون، ويصفون أهل الحق بالأباطيل، وينعتون الآيات بأنها خرافة وسحر، وأن النبي ومن آمن معه جماعة مبطلون، يتبعون السحر والباطل.
وترتب على إعراضهم عن الإيمان عنادا واستكبارا أن ختم الله على قلوبهم، وتحتم عليهم الكفر، لسوء استعدادهم، وإصرارهم على تقليد آبائهم وأجدادهم، من غير وعي ولا تبصر، فلم تعد قلوبهم يدخلها النور، بسبب العناد، والجهالة.
وموقف العناد يتطلب الوقوف بحزم وصبر أمام هؤلاء الكفار المعاندين، لذا أمر الله نبيه بأن يعتصم بالصبر على أذى المشركين، وبمتابعة تبليغ رسالته، وقوّى الله نفسه بتحقيق الوعد، فإن وعد الله الذي وعدك به أيها النبي من نصره إياك عليهم، حق ثابت لا شك فيه، ولا بد من إنجازه وإنفاذه.
ثم نهى الله نبيه عن الانفعال والاهتزاز لكلام المشركين، أو التحرك واضطراب النفس لأقوالهم، إذ هم لا يقين لهم ولا بصيرة، فلا يحملنك شيء على الخفة والطيش، والقلق، جزعا من أقوالهم وأفعالهم، فإنهم قوم ضالون، وتابع أداء رسالتك، فإنها رسالة الحق والنور، والخير، والاستقامة، ولا يستفزنك الذين لا يوقنون بالله ولا باليوم الآخر، فالله ناصرك وحافظك من الناس، وخاذلهم وهازمهم هزيمة منكرة.
وإذا كان هذا الخطاب بالصبر موجها للنبي صلّى اللّه عليه وسلم، فإن المراد به أمته، فعلى الأمة أن تصبر في تبليغ الدعوة الإسلامية لكل أمم الأرض، وأن تثبت في بيان أصول الدعوة إلى الإيمان، لأن حبل الخير متصل دائم إلى يوم القيامة، وحبل الخير لا يكون إلا بجهود الدعاة إلى الله تعالى.
ولا يضير الداعية إلى ربه أن يقف الكافر الجاحد موقف العناد، والتكبر، أو السخرية والاستهزاء، لأن هذه هي مواقف الجهلة المستبدين، الذين لا يصغون لنداء العقل والوجدان، والتأمل في مشاهدات الكون، الدالة على وجود الله وسلطانه، وقدرته، وتوحيده، وتفرده بالخلق والإيجاد.
إن إشراقة القلب بالإيمان لا تحتاج إلى جهد كبير، فمن أصغى لنداء العقل الحر السوي، وتأمل في خزائن الكون وأسراره، وحاكم محاكمة عقلية سريعة في ربط الأشياء بأسبابها، سهل عليه الانصياع لقواعد الإيمان الصحيحة، بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. ومن وجد حلاوة الإيمان في قلبه، بادر إلى توسيع آفاق المعرفة بالله وأسمائه وصفاته، وسارع إلى طاعة الله في كل مأموراته ومنهياته، وحينئذ يجد السعادة والطمأنينة تغمر قلبه، وتفيض عليه بالفيوضات الإلهية السخية سخاء لا حدود له.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال