سورة لقمان / الآية رقم 10 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الـم تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابِ الحَكِيمِ هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقاًّ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ

لقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمان




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) هذا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي ماذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (11)} [لقمان: 31/ 10- 11].
من أدلة القدرة الإلهية الفائقة كل حد أن الله تعالى خلق السماوات السبع بغير أعمدة، مرئية أو غير مرئية، فلا يرى أحد بالعين المجردة ولا بالمكبرات السماوية الدقيقة وجود أعمدة للسماوات، وهي قائمة بقدرة الله تعالى، ويظن الناظر أن السماوات كالأرض في الظاهر مبسوطة، وهي في الحقيقة مستديرة، لقول الله عز وجل: {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [الأنبياء: 21/ 33]. والفلك: اسم لشيء مستدير. وهي على أي حال مخلوقة بقدرة اللّه تعالى، لا بالمصادفة ولا بالطبيعة، وهي فضاء، والفضاء لا نهاية له، ولا تزول إلا بقدرة اللّه تعالى.
وجعل اللّه في الأرض جبالا شوامخ ثوابت، بثّت في الأرض وأرستها وثقّلتها، لئلا تضطرب بأهلها، وتغمرها مياه البحار والمحيطات المحيطة بها، ومن المعلوم أن المياه أربعة أخماس الأرض، واليابسة هي الخمس.
ونشر اللّه في الأرض كل نوع من أنواع الحيوان التي لا يحصى عددها، ولا يعلم أشكالها وأنواعها إلا خالقها، والمخلوقات البحرية كما قرر العلماء أكثر من المخلوقات البرية. وأنزل اللّه من السماء أو السحاب مطرا يكون سببا لإنبات كل صنف كريم، أي حسن المنظر، كثير المنفعة، وافر العطاء والخير متقن الصنعة والتحكم.
أمام هذه المخلوقات العجيبة، والأصناف البديعة، والخيرات الإلهية العميمة، كيف يليق بالإنسان جحود خالقها، وترك عبادته، لذا وبخ اللّه تعالى المشركين الذين يشركون مع اللّه إلها آخر، ونبههم بقوله: هذا المذكور من المخلوقات: هو من خلق الله وفعله وتقديره وحده لا شريك له في ذلك. والخلق: بمعنى المخلوق. فأخبروني أيها المشركون: ماذا خلق الذين تعبدونهم من غيره من الأصنام والأنداد والجمادات التي لا نفع فيها ولا ضر؟! وبعد توجيه هذا التوبيخ وإظهار الحجة: وصف اللّه أولئك المشركين بالضلال، فهم الظالمون الضالون في إشراكهم مع اللّه غيره، حيث قال اللّه تعالى: {بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} أي بل إن هؤلاء المشركين الذين عبدوا مع اللّه إلها آخر، في جهل وعمى، وانحراف وكفر واضح ظاهر، لا خفاء فيه ولا شبهة لكل من تأمله. إنه تعالى جعلهم في غاية الضلال وأقصاه. والمراد بسؤالهم أن يوجدوا ما خلق الأصنام والأوثان وغيرها ممن عبد: أنهم لم يخلقوا شيئا، بل هذا الذي فيه قريش هو ضلال مبين.
إن التحدي بإيجاد شيء وخلقه هو أكبر وأعظم دليل على وجود اللّه وقدرته، ولا يستوي الخالق وغير الخالق، كما جاء في آية أخرى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} [النحل: 16/ 17].
وصايا لقمان الحكيم لابنه:
1- الشكر لله والتحذير من الشرك ومن عقوق الوالدين:
إن فساد عقائد المشركين يرشد إليه العقل السديد والحكمة، وإن لم يكن هناك نبوة، بدليل أن لقمان الحكيم بحكمة اللّه تعالى: وهي الصواب في المعتقدات والفقه في الدين والعمل، أرشده عقله إلى إثبات توحيد اللّه وعبادته، والتخلق بالخلق الكريم من غير وساطة نبي أو رسول. ولم يكن لقمان على الراجح نبيا، وإنما كان رجلا صالحا كالخضر عليه السلام، قال ابن عمر رضي اللّه عنهما فيما أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي مسلم الخولاني: سمعت النبي صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «لم يكن لقمان نبيا، ولكن كان عبدا كثير التفكير، حسن اليقين، أحب اللّه فأحبه، فمنّ اللّه عليه بالحكمة وخيّره في أن يجعله خليفة يحكم بالحق، فقال: ربّ إن خيرتني قبلت العافية وتركت البلاء، وإن عزمت علي فسمعا وطاعة، فإنك ستعصمني».
وكان لقمان قاضيا في بني إسرائيل، نوبيا أسود. وحكمه كثيرة مأثورة، قيل له: أي الناس شر؟ قال: الذي لا يبالي إذا رآه الناس مسيئا. وهذه نصائحه في قول اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال