سورة لقمان / الآية رقم 19 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المَصِيرُ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ

لقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمان




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)} [لقمان: 31/ 16- 19].
هذه بقية نصائح لقمان الحكيم لابنه، يقصد في النصيحة الأولى إعلام ابنه بقدر قدرة اللّه تعالى، فيا بني، إن الحسنة أو السيئة لو كانت تساوي وزن أصغر شيء، مثل وزن حبة الخردل، وكانت في أخفى مكان، كجوف صخرة، أو في أعلى مكان كالسماوات، أو في أسفل موضع كباطن الأرض، أحضرها اللّه في يوم الحساب، إن اللّه لطيف العلم، يصل علمه إلى كل شيء خفي، خبير ببواطن الأمور. واللطف والعلم: صفتان لائقتان بإظهار غرائب القدرة الإلهية.
ويا بني، الزم إقامة الصلاة: وهي العبادة المخلصة لوجه الله، وأدّها كاملة الأركان والشروط، وأمر بالمعروف: وهو الذي يقره الشرع الإلهي، وانه عن المنكر:
وهو الذي يمنعه الشرع الإلهي، واصبر على المصيبة والشدائد والأذى، إن ذلك المذكور: من عزائم الأمور، أي مما عزمه اللّه وأمر به. والصبر هنا للحض على تغيير المنكر وإن نالك ضرر. وهذا إشعار بأن مغيّر المنكر يؤذى أحيانا، وهذا على جهة الندب، لا على سبيل الإلزام، وهذه الأوامر تشمل عظائم الطاعات والفضائل أجمع.
ويا بني لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلموك تكبرا واحتقارا، أي بل كن متواضعا سهلا هينا لينا، منبسط الوجه، مستهل البشر. ولا تسر في الأرض مختالا متبخترا، جبارا عنيدا، فإن تلك المشية يبغضها اللّه تعالى، واللّه يعاقب كل مختال في مشيه، معجب في نفسه، فخور على غيره.
وامش مشيا متوسطا معتدلا، ليس بالبطيء المستضعف تزهدا، ولا بالسريع المفرط الذي يثب وثب الشيطان. والمشي مرحا: هو في غير شغل ولغير حاجة.
ومشاة المرح: هم الملازمون للفخر والخيلاء، فالمرح: مختال في مشيته.
ولا ترفع صوتك رفعا شديدا لا فائدة منه، وأخفضه، فإن شدة الصوت تؤذي آلة السمع، وتدل على الغرور، والاعتزاز المفرط بالنفس، وعدم الاكتراث بالغير. وإن اعتدال الصوت أوقر للمتكلم، وأقرب لاستيعاب الكلام ووعيه وفهمه. وإن رفع الصوت أكثر من اللازم يشبه صوت الحمير، وإن أقبح الأصوات لصوت الحمير، وذلك مما يبغضه اللّه تعالى، لأن أوله زفير وآخره شهيق. وأنكر الأصوات، أي أقبح وأوحش وراد بكلمة {لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} الصوت: اسم جنس، ولذلك جاء مفردا.
وفي ذلك دلالة على ذم رفع الصوت من غير حاجة، لأن التشبيه بصوت الحمار يقتضي غاية الذم. وأكد النبي صلّى اللّه عليه وسلم ذلك فيما رواه الجماعة عن أبي هريرة قال: «إذا سمعتم صياح الديكة، فاسألوا اللّه من فضله، وإذا سمعتم نهيق الحمير، فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطانا».
ويلاحظ الحكمة في توجيه النصائح، فلما نهى لقمان ابنه عن الخلق الذميم، ومستنكر الأخلاق، رسم له طريق الخلق الكريم الذي ينبغي له أن يستعمله، من القصد في المشي: وهو ألا يشتط في السرعة، ولا يرائي في الإبطاء، ولا يمشي مختالا متبخترا، ولا يرفع الصوت أكثر من المعتاد، لأن غض الصوت أوقر للمتكلم، وأبسط لنفس السامع وفهمه.
إن دعوة الأنبياء إلى الإيمان بالله وبقدرته، وإلى عبادة اللّه وتوحيده، وإلى إقام الصلاة، والأمر بالفضيلة، ومحاربة الرذيلة، والتواضع واعتدال المشي، تلتقي مع مقتضى الحكمة التي يتوصل إليها الحكماء من خلال التجارب والمعاملة.
توبيخ الكافر على جحود النعمة:
إن كفر الكافرين عقدة صعبة، وكارثة خطيرة، ومدعاة للتوبيخ واللوم، لذا وبخ القرآن الكريم أهل الشرك على شركهم، مع مشاهدتهم دلائل التوحيد عيانا وحسا في عالم السموات والأرض، وتسخير ما فيها لمنافعهم، كما وبخهم على جحودهم نعم اللّه الكثيرة الظاهرة والباطنة، وكل ذلك لحمل المشركين على تصحيح اعتقادهم، وشكر ربهم، والتوجه نحو ما يصلح أمر آخرتهم ودنياهم، وهذه آيات كريمة تدل على الغضب الإلهي، على سوء أفعال المشركين، فقال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال