سورة لقمان / الآية رقم 20 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَ لَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوَهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ مَا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ

لقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمانلقمان




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (20) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (21)} [لقمان: 31/ 20- 21].
هذه آية تنبيه على الصنعة الدالة على الصانع، وهو اللّه تعالى، وذلك أن تسخير هذه الأمور العظام كالشمس والقمر والنجوم والسحاب والرياح والحيوان والنبات، إنما هو من اللّه المسخّر والمالك. لذا نبّه القرآن المشركين لهذا، قائلا لهم:
ألم تعلموا أيها المشركون دلائل التوحيد الناطقة بوحدانية اللّه تعالى وقدرته على كل شيء، وإنعامه عليكم، فهو سبحانه الذي ذلّل لكم جميع ما في السماوات من شمس وقمر ونجوم، تستضيئون بها في الليل والنهار، ويسّر لكم جميع خزائن الأرض، من معادن وأنهار وبحار، وأشجار وزروع، وثمار، ونحو ذلك من منافع الغذاء والشراب، وأكمل عليكم نعمه الظاهرة والباطنة، أي المحسوسة والمعقولة، ومنها إنزال الكتب وإرسال الرسل. والظاهرة أيضا: هي الصحة وحسن الخلقة والمال وغير ذلك.
والباطنة: المعتقدات الصحيحة من الإيمان ونحوه، والعقل أو الفكر الإنساني.
وبعض الناس كالنضر بن الحارث ونظرائه من زعماء الوثنية في مكة وغيرها، على الرغم من إثبات الألوهية بالخلق والإنعام، يجادلون في توحيد اللّه وصفاته وإرسال الرسل، بغير دليل معقول، ولا حجة صحيحة، وإنما حجتهم التقليد الأعمى، للآباء والأجداد، واتباع الهوى والشيطان، لأنهم كانوا ينكرون وحدانية اللّه تعالى، ويشركون الأصنام في الألوهية، وليس عندهم علم واضح من هدى أو كتاب يبين لهم معتقدهم.
وإذا قيل لهؤلاء المجادلين بالباطل في توحيد الله: اتبعوا ما أنزل اللّه على رسوله، من الشرائع والأحكام الصائبة، لم يجدوا حجة لتركها إلا اتباع الآباء الأقدمين، فيما اعتقدوه من دين، وإلا التقليد المحض بغير حجة، وهذا عجيب، أيتبعونهم بلا دليل؟
ولو كان اعتقادهم قائما على الهوى وتزيين الشيطان الذي يدعوهم إلى عذاب جهنم، أو عذاب النار المسعّرة، أي فكأن القائل منهم يقول: هم يتبعون دين آبائهم، ولو كان مصيرهم إلى السعير، واللّه يدعوهم إلى النجاة والثواب الجزيل والسعادة. وهذا استفهام على سبيل التعجب والإنكار، يتضمن التهكم عليهم، وتسفيه عقولهم، والسخرية من آرائهم وأفكارهم.
إن محبة اللّه لعباده تجعله ينبه على فساد حال الكفرة، وسوء الاعتقاد، وقبح الأفعال، فهم يسيرون في حياتهم ويعبدون أصنامهم بلا هدى قلب، ولا نور بصيرة يقيمون بها حجة، ولا يتّبعون بذلك كتابا من اللّه يبشر بأنه وحي، بل ذلك ادعاء منهم وتخرص، وإذا دعوا إلى اتباع وحي اللّه تعالى، رجعوا إلى التقليد المحض بغير حجة، فسلكوا طريق الآباء والأجداد.
والعقل والمصلحة يقضيان بضرورة تصحيح الطريق ومنهج الاعتقاد المنحرف، والعودة إلى جادة العقيدة الصحيحة، وإلى العمل بكلام اللّه تعالى في القرآن المجيد، حتى لا يفجأهم القدر والموت، ويصادمهم يوم القيامة بأهواله ورهباته.
حال المؤمن والكافر:
يتفاوت حال المؤمن والكافر تفاوتا كبيرا لا نظير له في الدنيا والآخرة. أما المؤمن في الدنيا: فهو ناعم البال، هادئ الضمير، مستقر النفس، يسعى في الحياة، ويفوض الأمر في النهاية إلى اللّه عز وجل، ويستمسك بما يوصله إلى الله، وأما في الآخرة فهو في نعيم دائم، وجنان تجري من تحتها الأنهار، ورضوان من اللّه أكبر، وأما الكافر في الدنيا: فهو قلق البال، مضطرب النفس، يعيش في كمد وحسرة، ولا يعمل لهدف، فإن أحسن العمل استفاد فقط من حسن عمله في دنياه، ولم يفده شيئا في آخرته، وأما في الآخرة: فهو في عذاب مستمر، ونيران يتلظى بها، وحميم يصب فوق رأسه، وسخط وغضب من اللّه عليه. وهذا ما يفهم من الآيات الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال