سورة الأحزاب / الآية رقم 41 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِيناً وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى المُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً

الأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزابالأحزاب




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً (44)} [الأحزاب: 33/ 41- 44].
الآية تبيان فضيلة الذّكر، وثواب الذاكرين. فيا أيها الذين صدقوا بالله ورسوله، اذكروا الله بألسنتكم وقلوبكم ذكرا كثيرا، من غير تحديد وقت، ولا تقدير قدر، إنما المطلوب غلبة ذكر الله تعالى في أحوال الإنسان، وضموا إلى الذكر التسبيح في الصباح والمساء، والمراد: في كل الأوقات، التي تبدأ بطرفي النهار والليل، وإنما خص هذان الوقتان بالذّكر، لكونهما مشهودين بملائكة الليل والنهار. وأكد النبي صلّى اللّه عليه وسلّم الأمر بمداومة الذكر، روى البيهقي عن مكحول مرسلا: «إن ذكر الله شفاء، وذكر الناس داء». ورواه الديلمي عن أنس بن مالك بلفظ: «ذكر الله شفاء القلوب». وعن قتادة: «قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
وخص الأمر بالذكر في المزدلفة عند المشعر الحرام، فقال الله تعالى: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ} [البقرة: 2/ 198] وفي أداء مناسك الحج في قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ} [البقرة: 2/ 203] وبعد ذهاب الخوف من العدو: {فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 2/ 239] وعند ذبح الأنعام: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ} [الحج: 22/ 36] وعند الصيد: {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ} [المائدة: 5/ 4]. ووصف الله المؤمنين بالذاكرين في الأوقات كلها في قوله سبحانه: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 3/ 191] وقوله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [الأحزاب: 33/ 35].
ثم أبان اللّه تعالى فضيلة الذّكر وسببه وثوابه بقوله: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ} أي إن اللّه تعالى الذي تذكرونه وتسبّحونه: هو الذي يرحمكم، وصلاة اللّه على عباده:
هي رحمته لهم، وبركته لديهم، ونشره إلينا الجميل، والملائكة تستغفر لكم، لأن صلاة الملائكة: الدعاء للمؤمنين، وذلك من أجل إرادة هدايتكم، وإخراجكم من ظلمات الضلال والجهل إلى نور الحق والهدى والإيمان، وكان اللّه وما يزال رحيما، تام الرحمة بالمؤمنين من عباده، في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا: فإن اللّه يهديهم إلى الحق الذي جهله غيرهم، ويبصّرهم الطريق الذي حاد عنه سواهم الى الكفر والابتداع الضالّ، وأما في الآخرة: فيؤمّنهم اللّه من الفزع الأكبر، ويظلّهم بمظلته الرحيمة، وتبشّرهم الملائكة بالفوز بالجنة والنجاة من النار، رأفة بهم، ومحبة لهم.
وسبب نزول هذه الآية: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي}:
ما أخرجه عبد بن حميد عن مجاهد قال: لما نزلت آية: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 33/ 56] قال أبو بكر رضي اللّه عنه: يا رسول الله، ما أنزل اللّه تعالى عليك خيرا إلا أشركنا فيه، فنزلت: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ}.
ومن بشائر رحمة اللّه بعباده استقبالهم بالتحية والسلام، فتحيتهم من اللّه تعالى بواسطة ملائكته يوم لقائه في الآخرة: هو السلام، وأعد اللّه تعالى لهم ثوابا حسنا، وهو الجنة وما فيها من ألوان النعيم والمناظر الحسنة، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. قال اللّه تعالى في آية أخرى: {سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس: 36/ 58].
وقال سبحانه: {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 13/ 23- 24].
وظائف النبي صلّى اللّه عليه وسلم:
إن عبء تبليغ الوحي الإلهي، والقيام بموجب الرسالة ليس بالأمر الهين، فهو بالإضافة إلى اقترانه بظروف عسيرة صعبة، ومقاومة شديدة من القوم، يتطلب إحساسا متقدا من الرسول، وشعورا كبيرا بالمسؤولية، خشية التقصير في تكليف الله إياه، واطمئنانه إلى تنفيذ مراد الله، ويمكن حصر خصائص أو وظائف النبي محمد صلى اللّه عليه وسلّم بسبع، تشمل جميع أوجه الوحي الإلهي، وهذا ما أوضحته الآيات الكريمة الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال