سورة سبأ / الآية رقم 32 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا العَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الغُرُفَاتِ آمِنُونَ وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِي العَذَابِ مُحْضَرُونَ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ

سبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأسبأ




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32) وَقالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ إِذْ تَأْمُرُونَنا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (33)} [سبأ: 34/ 31- 33].
استبد العناد بالكفار الظالمين المشركين وأصروا على عدم الإيمان، وقال جماعة من مشركي العرب في مكة وغيرها: لن نؤمن بالقرآن ولا بالكتب السابقة، كالتوراة والإنجيل والزبور، فكانت عاقبة أمرهم الخسران والهلاك، فلو نظرت إليهم أيها الرسول حين يكون الكافرون أذلة مهانين، محبوسين في موقف الحساب، يتخاصمون ويتجادلون، ويتبادلون التهم والملامة والعتاب، لرأيت أمرا عجبا.
ولون هذا الجدل: أن يقول الأتباع الضعفاء للسادة المتكبرين في الدنيا: لولا صدّكم لنا عن الإيمان الصحيح، لكنا مؤمنين بالله مصدقين برسوله وكتابه وشرعه، أي لولا أنتم لآمنا نحن واهتدينا، أي أنتم أغويتمونا وأمرتمونا بالكفر.
فأجابهم القادة على سبيل التكذيب: أنحن منعناكم عن الهدى، بعد أن جاءكم من عند الله؟ لا، بل كنتم مجرمين، أي دخلتم الكفر ببصائركم واختياركم وإرادتكم، ودعوتنا لم تكن لازمة لكم، لأنا دعوناكم بغير حجة ولا برهان.
فردّ الأتباع على الرؤساء: بل كفرنا بسبب مكركم، أي احتيالكم وخديعتكم، في الليل والنهار، حين طلبتم منا البقاء على الكفر بالله، وأن نجعل له أندادا، أي أشباها وأمثالا في الألوهية والعبادة. وأضاف المكر إلى الليل والنهار من حيث هو فيهما، ولتدل هذه الإضافة على الحرص والدأب والاستمرار.
وأسرّ الفريقان الندامة، أي اعتقدوها في نفوسهم، وأخفوها عن غيرهم، خشية الشماتة، وظهرت علائم الندامة حين واجهوا العذاب المحدق بهم، وتيقنوا حصولهم فيه، وحين تكبيلهم بالأغلال، أي القيود والسلاسل التي تجمع أيديهم مع أعناقهم في النار.
وكان التساؤل المنطقي القائم على العدل: هل يجازون إلا بعملهم؟ أي إنما نجازي الفريقين وأمثالهم، كل بحسب عمله، وبسبب ما اقترفه من الشرك بالله والإثم، فللقادة عذاب يناسبهم، وللأتباع عذاب آخر يلائمهم، ولا ظلم ولا تحامل، كما جاء في آية أخرى: {وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 41/ 46]. إن كفران المشركين بما أنزل اللّه على رسله وبخاصة القرآن الكريم الكتاب الخالد يجعلهم في عداد الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم، ولن يضروا سوى أنفسهم. وعقابهم شديد وأليم في الدار الآخرة. ومما لا شك فيه أن القادة إلى الضلال أسوأ من الأتباع، فهم الذين يستحقون مضاعفة العذاب وأليم العقاب، ولكن يشاركهم الأتباع في هذا العذاب، لأنهم عطلوا نعمة العقل والوعي، وقلّدوا غيرهم تقليدا أعمى، وكان جديرا بهم أن يتحرروا من ربقة التقليد، فكانت عقائدهم فاسدة، وأعمالهم سيئة كقادتهم، فاستحقوا جميعا التخليد في عذاب جهنم، وبئس المصير.
موقف المشركين المترفين:
يصحب الترف والغنى عادة عند المترفين مظاهر التكبر والتفاخر بزينة الدنيا ومباهجها، مغترين بالأموال والثروات والأولاد، فيقعون في تصرفات شاذة، وتكون لهم مواقف مستهجنة من الدين والعقيدة والأخلاق، لانهماكهم في الشهوات والمعاصي، وهذا كله يحتاج لحملة قوية، لتصحيح أحوالهم، وثنيهم عن استكبارهم، وهو حال المشركين الوثنيين الذين جاءهم القرآن الكريم بآيات عديدة وأدلة دامغة، ليعودوا إلى جادة الاستقامة، ويرعووا عن غيهم وضلالهم، من تلك الآيات الشريفة ما يأتي:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال