سورة يس / الآية رقم 43 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الفُلْكِ المَشْحُونِ وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ المُرْسَلُونَ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ فَالْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

يسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (32) وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ (36) وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ (42) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ (43) إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (44)} [يس: 36/ 30- 44].
يا حسرة: المنادي محذوف، أي يا جماعة تحسروا حسرة على هؤلاء، أو المنادي:
الحسرة نفسها، أي هذا أوانك فاحضري.
والمعنى: يا حسرة العباد على أنفسهم بسبب تكذيبهم الرسل، فلم يأتهم رسول من عند الله، لدعوتهم إلى التوحيد والحق والخير لأنفسهم، إلا استهزءوا به وكذّبوه، وجحدوا ما أرسل به من الحق. وقوله: {يا حَسْرَةً} نداء للحسرة بقصد الندبة والتحسر، بمعنى: هذا وقت حضورك وظهورك، والمراد التلهف على العباد والإشفاق عليهم، حين يزج بهم في العذاب. وهذا تمثيل لفعل قريش. ثم عناهم الله تعالى بقوله: { أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا} أي ألم يتعظوا بمن أهلك الله قبلهم من المكذبين للرسل كعاد وثمود، وأنهم لا رجعة لهم إلى الدنيا، خلافا لمزاعم الدهرية أنهم يعودون إلى الدنيا كما كانوا قبلهم. ثم أعلمهم الله تعالى بوجود الحساب وعقاب الآخرة بعد عذاب الدنيا، فإن جميع الأمم الماضية والحاضرة والمستقبلية سيتم إحضارهم للحساب يوم القيامة، بين يدي الله عز وجل، فيجازيهم بأعمالهم كلها خيرها وشرها، وهذا يدل على أن من أهلكه الله في الدنيا له حساب وعقاب آخر في الآخرة.
ومن الآيات أو العلامات الدالة على قدرة الله تعالى على البعث وغيره:
- إحياء الأرض الهامدة التي لا نبات فيها، بإنزال الماء عليها، وتحركها بالنبات المختلف، وإخراج الحب الذي هو رزق للناس ودوابهم، وهو معظم ما يؤكل.
- ومن الآيات: إيجاد البساتين المشجرة في الأرض، من نخيل وعنب وغيرها، وتفجير الأنهار فيها في مواضع مختلفة، والقصد من ذلك: أن يأكل الناس من ثمار النخيل والأعناب، ويأكلوا مما صنعته أيديهم من نتاج الثمر والزرع أو الحب، كالعصير والدبس والمربيات ونحوها، فهلا يشكرونه على ما أنعم الله به عليهم من هذه النعم الكثيرة!! وهو أمر بالشكر من طريق إنكار تركه.
تنزيها لله تعالى عن الشريك الذي لا يخلق شيئا، والله وحده هو الذي خلق الأصناف كلها من مختلف الأنواع، من الزروع والثمار والنبات، وخلق من النفوس الذكور والإناث، وخلق أشياء لا يعرفونها، كما جاء في آية أخرى: {وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 16/ 8].
- ومن آيات قدرته تعالى وهي آية عظيمة لهم: خلق الليل والنهار، وتعاقبهما، وانسلاخ النهار من الليل، فيأتي بالضوء، وتتبدد الظلمة. ونسلخ: نكشط ونقشر، فهي استعارة، و{مُظْلِمُونَ} داخلون في الظلام فجأة.
ومن الآيات: دوران الشمس في فلكها حول نفسها في مدارها، ومستقرها: كناية عن غيوبها أو آخر مطالعها. ذلك تقدير من الله القاهر الغالب كل شيء، المحيط علمه بكل شيء. وجعل الله للقمر منازل يسير فيها سيرا آخر، وهي ثمانية وعشرون منزلا، ينزل في كل ليلة في واحد منها بمعدل 13 درجة في اليوم، ثم يستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين، وليلة واحدة إن كان تسعة وعشرين، فإذا انتهى الشهر يدق ويصغر حتى يصير كغصن النخلة الأصفر اليابس. ولا يتأتى للشمس أن تدرك القمر، ولا العكس، ولا أن يسبق الليل النهار، ولكل منهما مدار يدور في فلكه، و{يَسْبَحُونَ} معناه: يجرون ويعومون.
وعلامة ودليل لهم على قدرة الله ورحمته: تسخير البحار لسير السفن المشحونة بالركاب والبضائع، وحمل ذرياتهم في الأصح: حمل ذريات جنسهم أو نوعهم، لتوفير القوت والمعاش. وخلق الله للناس مثل تلك السفن سفنا برية وهي الإبل ونحوها، التي يركبون عليها ويحملون أمتعتهم على ظهورها. والأظهر أنه تعالى يخلق لهم مثل الفلك الموجود في زمانهم- زمان بني آدم إلى يوم القيامة. وإن يشأ الله يغرق في الماء الناس الراكبين والسفن الموجودة، أي السفن وحمولاتهم، فلا يجدون مغيثا يغيثهم أو ينجيهم من الغرق، ولا هم ينقذون مما أصابهم، لكن برحمة من الله نسيّركم أيها الناس في البر والبحر، ونحفظكم من الغرق، وتمتيعا من الله لكم في الدنيا إلى وقت محدود عند الله تعالى، وهو الموت.
أحوال الكفار في التقوى والإنفاق والإيمان بالبعث:
للناس مواقف نابعة من الأهواء والشهوات حول تقوى الله، وآياته، والإنفاق في وجوه الخير، والإيمان بالبعث، فهم لا يخشون الله لانعدام الإيمان الصحيح به، ويعرضون عن آيات الله تهكما واستهزاء ومكابرة، ولا ينفقون من رزق الله شيئا في سبيل الله ودفع حاجة المحتاجين، وينكرون إمكان البعث، لأنهم جماعة ماديون لا يدركون آفاق المستقبل، ويستبعدون إمكان إعادة الأجساد التي صارت رميمة كالتراب إلى الحياة مرة أخرى، ولكنهم سيجدون كل ذلك حتما ويوقفون للحساب والجزاء القائم على الحق والعدل. وهذا ما أخبر به القرآن الكريم في الآيات الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال