سورة يس / الآية رقم 47 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الفُلْكِ المَشْحُونِ وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ المُرْسَلُونَ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ فَالْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

يسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيسيس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (46) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (47) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (48) ما يَنْظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54)} [يس: 36/ 45- 54].
المشركون في غي وضلال، لا يكترثون بالماضي وما جنوا فيه من آثام، ولا يقدّرون مخاطر المستقبل الحاصل بعد الدنيا وما فيه من المخاطر، فتراهم إذا قيل لهم:
اتقوا الله، أي احذروا عذاب الأمم التي سبقتكم في الزمن، وعذاب الآخرة التي تحدث بعدئذ، إذا صممتم على الكفر حتى الموت، لعل الله يرحمكم باتقائكم ذلك، ويحميكم من العذاب.
وما يصل إلى علمهم من آية دالة على توحيد الله وتصديق الرسل إلا أعرضوا عنها، ولم يلتفتوا لها، ولم يتأملوا بها، لتعطيل طاقة الفكر والوعي عندهم.
ولا يقتصر الأمر على سوء الاعتقاد، فإنهم قساة القلوب على مخلوقات الله، فإذا طلب من قريش الإنفاق أو التصدق بشيء من الأموال والأرزاق التي أنعم الله بها عليهم، أجابوا المؤمنين بطريق الاستهزاء واللامبالاة قائلين: هؤلاء المحتاجون لو شاء الله لأغناهم ولأطعمهم من رزقه، فهم لا يستحقون النفقة، ونحن نوافق مشيئة الله فيهم، وقوله تعالى: {مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} ترغيب في الإنفاق، وذم للبخل، وأضافوا قائلين للناصحين لهم: ما أنتم في طلب الإنفاق منا إلا في خطأ واضح، وانحراف عن جادة الهدى والرشاد.
وسبب هذه الآية: أن كفار قريش لما أسلم حواشيهم من الموالي وغيرهم من المستضعفين، قطعوا عنهم نفقاتهم وجميع صلاتهم، فطلب منهم المؤمنون أيام الموادعة أن يصلوهم، وأن ينفقوا عليهم مما رزقهم الله، فقالوا: {أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ} ونسوا واجب التعاطف وتألف الجنس.
وتراهم ينكرون البعث (القيامة) فيقولون للمؤمنين استعجالا له بطريق الهزء والسخرية: متى يأتي هذا الوعد بالبعث الذي وعدتمونا به، وتهددونا به، إن كنتم صادقين في ادعائكم ووعيدكم؟
فأجابهم الله تعالى، إنهم لا ينتظرون لإيجاد القيامة والعذاب إلا نفخة واحدة في الصور، هي النفخة الأولى: نفخة الفزع التي يموت بها جميع المخلوقات، وهم يختصمون فيما في شؤون المال، والاقتصاد، وعقود المعاملات. وفي تلك النفخة السريعة الأثر التي يعقبها الموت فورا، لا يستطيع بعضهم الوصية لبعض بأملاكه وديونه، بل يموتون في أماكنهم، ولا يتمكنون من الرجوع إلى ديارهم التي خرجوا منها.
ثم أخبر الله تعالى عن النفخة الثانية: وهي نفخة البعث والانتشار من القبور، فإذا نفخ في الصور نفخة ثانية للبعث والنشور، فإذا جميع المخلوقات يخرجون من القبور، يسرعون المشي إلى لقاء ربهم للحساب والجزاء.
وإذا وجدوا في ساحة البعث والحساب، قال هؤلاء المبعوثون: يا هلاكنا، من الذي بعثنا من قبورنا بعد موتنا؟ وكانوا لا يعتقدون أنهم يبعثون من قبورهم، وقدّروا أنهم كانوا في قبورهم نياما، ولما جوبهوا بالحقيقة المرّة، والواقع المحفوف بالمخاطر والأهوال قالوا: هذا الذي وعد به الرحمن، وصدق الرسل المرسلون في الإخبار عنه، أي إنهم أقروا بصدق الرسل في يوم لا ينفع فيه التصديق.
ثم وصف الله سرعة البعث بأنها ما هي إلا صيحة واحدة: وهي صيحة القيامة والنفخة الثانية في الصور، فإذا هم أحياء مجموعون لدى الله بسرعة للحساب والجزاء، كما جاء في آية أخرى: {فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ (13) فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)} [النازعات: 79/ 13- 14].
وقال الله تعالى: {وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} [النحل: 16/ 77].
ثم يكون القضاء العدل الحاسم، ففي يوم القيامة لا تبخس نفس شيئا من عملها مهما قلّ، ولا توفوّن أيها الناس إلا ما عملتم من خير أو شر، كما قال الله سبحانه: {وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ (47)} [الأنبياء: 21/ 47].
أهل الجنة وأهل النار:
كل عامل يلقى ثمرة عمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، فلا يستغربن أحد أن نتيجة عمله تلازم العمل، وتكون هي الغاية والهدف، فالمحسن الصالح يتلقى من ربه الكريم ثوابا صالحا بفضل الله وكرمه ورحمته، والمسيء المفسد يجازى بسوء فعله وقوله وفساده، حقا وعدلا، وهذا مثل الطالب الذي يعدّ نفسه للامتحان، إن اجتهد وأتقن دراسته، ووعى وفهم وتمثل ما قرأه، وصلح حاله واتقى ربه في كل شؤونه، نجح وتباهي أمام الناس، وإن تكاسل وفرط، ونام، وأضاع وقته في اللهو والفساد، ولم يدرس كتابه دراسة وافية، رسب وذلّ وتصاغر أمام الآخرين. وهذا هو قانون الله في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال